الشجرة أمام الباب والتي قصفتها الطائرة الروسية يجلس في ظلها حمار، يرفع عينيه نحو السماء ويتساءل، متى يتوقفون!
الشارع ساحة واسعة تمتد حتى تبدو علامات اللانهاية واضحة وتستغرق تفكير الحيوان الأليف الذي هجره أهله من جراء تنبيه الضوء الذي رآوه فعلموا أنهم أمام فاجعة أخرى.
يتذكر الأب بحماس قديم، كان قد خمد جله الآن، ماوتسي تونغ ، فتقول له الابنة الصغرى بسخرية وعصبية الأبناء نحو الآباء الذين فقدوا قدراتهم العقلية والنفسية: ليس ماوتسي تونغ الذي يضربنا، بل لينين.
لا يمكن أن يكون هذا الرجل إنسانا، يقول وهو يتوكأ، لأن علائم المسخ في محياه، لكن بعض الأصدقاء ينصحونه دوما أن يكف عن هذا التفكير، فهو غير صحي، خاصة وأنهم في العاصمة يقرنون صورته بصورة الرئيس.
في ظلها حمار ينظر نحو الأفق ويتساءل، أين النهاية. والسبب الذي تركوه أهله في ذاك المكان هو اصابته من غارة سابقة في حوضه فأقعدته الأرض. كانت الطائرة تقذف المناشير ثم بعد ذلك بقليل القنابل وأحواض وبراميل ثقيلة تهبط مترنحة كأنها خارجة من البار لتوها.&
لقد أمسى المكان ذُراً ، لم يعد هناك صلابة فيما حولهم، كان المكان يتطاير مثل الهواء.
بكل تأكيد مازالوا في الحلم ولم يرجعوا بعد الى الحقيقة.
أما الإبنة الصغرى، الجميلة بفعل حبها للعطور، العصبية دوما، يخفق قلبها من هجمة شجن مفاجئة، فتترك البلدة، تطير فوق الطريق المهشم، فوق البادية، تطير فوق المحزمين السود، وفوق الموالين، حتى ترسو أخيرا عند الضفة، أية ضفة، في الجانب الآخر من الحياة. &
&