&ليلة مسرحية مع & الشاعرة الروسية &مارينا تستفيتاييفا &بنكهة الكبرياء الجريح , والطابع الرومانسي والغنية بثيمات القهر والتشرد والتعاطف مع المنبوذين، شاعرة روسية ولدت سنة ١٨٩٢من مهد المعاناة المضطربة ؟ حياتها ضجيج متواتر من حفيف الشجن! تأثرت بالشاعر الروسي "فاليري بريوسوف ،مؤسس الحركة الشعرية الرمزية"حيث كان له الأثر الكبير في انطلاقتها نحو عالم الشعر، ويظهر ذلك جلياً في قصائدها تكريس الرمز. أنهت حياتها منتحرة شنقاً . &كتبت الشاعرة الروسية مسرجية فينيكس سنة ١٩١٨وبعد مرور مائة عام تأتي كاتبة سويدية "أن صوفي باراني" لتحيي النص من جديد وإخراج مسرحي للفنانة الكبيرة "سوزانا أوستن" استاذة ومربية الاجيال في المسرح السويدي وخاصة مسرح أونجا كلارا في مسرح مدينة ستوكهولم ، ونحن نستمع الى تجربة فنية ومحاضرة بعنوان الفن الغير مشروط، جلسات نقدية وحوارات ومناقشات في جو ديمقراطي وبحماس في منقطع النظير وبدون تشنج عن شعر مارينا تستيفيتاييفا والحياة،للدفاع عن الفن في مجتمع معاد، تتحدث المخرجة سوزانا أوستن عن أداء فينيكس، وبعد العرض كانت هناك مناقشة من قبل الدراماتورج ياكوب هيردفال عن دور فريق التمثيل في مسرحية فينيكس. قراءة قبل عرض مسرحية فينيكس وعلى صالة المسرح الملكي الصغير دراماتن في مهرجان &إنغمار برغمان المسرحي العالمي الرابع &ونلتقي بالكاتبة أن صوفي باراني والمخرجة سوزانا أوستن، العرض المسرحي ساعتان ونصف مع استراحة واحدة والحكاية مأخودة من الشاعرة الروسية مارينا تستيفاييفا ومسرحيتها فينيكس ,والتي تحكي قصة حياة فتاة مع العجوز كازانوفا،وهي تطارد عبقري المسرح وخاصة الذكور في مسرح المدينة ، والثورة الروسية في ذروتها في محاربة وجودها البرجوازي &، وتبقي المرأة تكافح من أجل حماية نفسها وأطفالها، تقول الكاتبة أن صوفي باراني كل الحكاية متعلقة بالشاعرة الروسية مارينا وسعيها من أجل نقاوة الروح من خلال الشعر والمسرح واللغة، &ومحاولة إغراء رجل المسرح فاغتانغوف.تقول المخرجة سوزانا أوستن :"المشروع عبارة عن تعاون سويدي- فرنسي- روسي حيث أقوم بتفسير وتفسير شعر مارينا تسفيتاجيفا للشعر والحياة والدراما". أما الكاتبة أن صوفي باراني درست علم النفس في جامعة ستوكهولم وهي تعمل محللة في جمعية التعليم والتحليل النفسي السويدية ، وتعمل باحثة في علوم المسرح والرقص في جامعة ستوكهولم&
وتعتبر التحليل النفسي هو أساس المسرح ، وعملت أن صوفي باراني في مسرح الطفل مع المخرجة سوزانا أوستن في مسرح كلارا سنة ٢٠٠٦. في سنة ١٩١٨ كانت شوارع موسكو تستعر بالثورة وكانت مارينا تشكوا من أهداف الثورة من الجوع والبرد حرقت كتبها لغرض التدفئة،وكانت الناس تحترق بسبب الجوع والمسرح يحترق ،وكانت مارينا تستفيتاييفا ورؤيتها للمسرح ومنافسها فاغتاغوف في مسرحه، فقصة كازانوفا في القرن الثامن عشر ومذكراته، وحديث عن الغناء ومسرح والفنون الادائية والتقدمية في خدمة الناس ، والصراع بين فاغتاغوف ومارينا تستفيتاييفا، مجتمع يعيش حرب أهلية وماريناتستفيتاييفا تبحث عن مسرح ورجل يديره فاغتانغوف، وتبقى سيري هامري ابنة مارينا والمسرحية عبارة عن حقبة من تأريخ روسيا وامواجها تؤثر على أوروبا والعالم ، والثورة غيرت تأريخ الواقع الروسي والعالم ، ربما عشرة أيام هزت العالم ، وقد دعم العديد من الشعراء والفنانين والشعب الثورة والبلاشفة في البداية، وعلى سبيل المثال الشاعر فلادمير مايكوفيسكي ربما شعر الجميع بالندم والعديد منهم شعر بخيبة الامل والبعض منهم إنتحر بسبب إنحراف الثورة عن مسارها الصحيح واتجاهها وتلاشت نحو الدكتاتورية ، وكانت مارينا تسفيتييفا متشككة وناقدة منذ البداية للثورة،على الرغم من أنها بذلت بعض المحاولات للتكيف مع العصر الجديد، ولكونها عاشت في موسكو وترعرعت في أسرة ثرية ومتعلمة بشكل جيد ، وكانت العائلة في حالة خراب وفقدت أصولها عندما استولى البلاشفة على السلطة . قاتل زوجها مع القوات البيضاء ضد البلاشفة . وقد أدت الدور الرئيسي سيري هاماري وهي إبنة مارينا ولها وجهة نظر وقد جسدتْ دورها بشكل جميل ورائع وأظهرت عظمة ومأزق الاطفال في ظل الحرب
وقلق أولياء الامور في قيادة الاطفال والعائلة ، مسرح بصري على مستوى الموسيقى والغناء والرقص شعرنا بالمتعة من كل الالوان ومشاهد الرقص وبراعة سيري هاماري &والموسيقى الحية من قبل مالين داهلستروم وغوستاف كارلوف ، وشعرت بشكل مسرحي الاندماج مابين الشعر وفن المسرح ومتعة الاداء، وقوة الخيال وإثارة الاسئلة مابين العلاقة مابين الشعر وعالم الابداع ومايتعلق بقيمة حياتنا اليومية ، يجب على الفنان والشاعر خلق المتعة وإظهار قذارة الحرب الاهلية وسوداوية الحياة في ظل الفوضى،كانت مارينا تستفيتاييفا شاعرة روسية شهيرة ، مهووسة بفكرة الدخول إلى المسرح بشعره الحسي وموضوعاته، وعبقرية المخرجة المبدعة سوزانة أوستن واحدة من أبرز مخرجات المسرح السويدي. عشنا عن قرب مع حياة الشاعرة الروسية مارينا تسفيتيفيفا المرحة والحيوية ورؤيتها للمسرح. هكذا كانت رحلة جميلة وممتعة مع مسرحية فينيكس والطاقم الفني والتمثيل : المخرجة سوزانا أوستن. تأليف :أن صوفي باراني . السينوغرافيا والازياء : آنا هيموسكا. روريوغراف: سوليداد هوا. &تصميم & الاضاءة : توربين ليندورب . فيديو : فيلور فيلور. الموسيقى: نيكي وحمامة . الأغنية: ماريا يوهانسون جوزيفسون. شعر مستعار وأقنعة : ميمي ليندل &، ناتالي بوجول. التمثيل: تيريز برونراند ، سيري هاماري ، إيميلي جونسون ، إيلين كلينجا ، هانز مويدال ، سيمون نورثون ، مارتن سيلز ، وآخرون

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم
&