شهدت قاعة عشتار الكبرى التابعة لدائرة الفنون العامة بوزارة الثقافة معرضا تشكيليا مميزا يحمل عنوان (نسيم الالوان) لمجموعة دلخواز الفنية في محافظة السليمانية، شارك فيها 60 فنانا من فناني كردستان باكثر من 100 عمل فني،افتتحه وزير الثقافة والسياحة والاثار فرياد رواندزي، الذي تبنى اقامة معرض سنوي لفناني كردستان.
بعد غياب لسنوات طويلة، عاد فنانو كردستان العراق الى بغداد حاملين اشواقهم والوانهم وابداعاتهم ليتم الاحتفاء بهم والثناء على نتاجاتهم الفنية التي كان لها صدى طيب في نفوس فناني بغداد الذين وجدوا المناسبة فرصة رائعة لاعادة الانسجام والتلاقح والفرح ، فقد كانت اللوحات الفنية زاهية بالوانها وافكارها المعبرة عن البيئة الشمالية الجميلة لكل ما فيها من تضاريس جغرافية وخضرة وشلالات وتقاليد اجتماعية وحكايات تراثية فلكلورية وجماليات الروح الكردية ، ويبدو ان عنوان المعرض كان مدروسا بشكل مميز فأعطي للقاعة المعروضة فيها اللوحات اجواء كانت فيها نسمات الالوان هي السائدة لتنعش المكان الذي تتسيده الاجواء المناخية الحارة، فكان نسيم الالوان فعلا يهيمن على المكان، حيث يزدهر فن الطبيعة بروعة ما في الطبيعة الشمالية الزاخرة الجميلة والتي تمنح الفنان انجذابا ليرسمها ،فلا يحس المتلقي او المتأمل للاعمال الا برذاذ منعش يرشّ عليه لان الالوان تعبق بالكثير من التأملات
فضلا عن ان اللوحات تنتمي الى أساليب واتجاهات ورؤى مختلفة ابدعها فنانون من اجيال مختلفة بمدارس فنية مختلفة تميزت فيها التعبيرية والتجريدية والانطباعية ، مثلما كان الملفت للنظر استخدام الفنانين لمواد مختلفة
افتتح المعرض وزير الثقافة فرياد رواندزي الذي قال عن المعرض : هذه المبادرة تأتي ضمن باكورة التعاون بين الوزارة والفنانين الكرد لإقامة معرض بلوحات ناضجة تقوم على جهود مهمة لمجموعة من فنانين متميزين يعرفون كيف يصنعون فنا .
واضاف: ارتأينا ان يكون هناك تواصل وتجسير للعلاقات الفنية والثقافية بين المدن الكردية ووزارة الثقافة والفنانين بكل أطيافهم، واعتقد ان مثل هذا التجسير لهذه العلاقات الفنية مهم جدا، لان الفن ولغته أينما يوجد هو لغة مشتركة بين الجميع.
وتابع: تمثل هذه المشاركة وبهذا الكم الكبير من الفنانين في المعرض دلالة على حب الفنان الكردي في ان يتواجد ويشارك اخوانه الفنانين في بغداد والمدن الاخرى وبكل المناسبات التي
تقام سواء كان في الفنون الموسيقية والمسرحية التشكيلية او كافة النشاطات الاخرى التي اقيمت؛ لتمكين هذه الشريحة من الأبداع في التعاون الفني بين العراق وإقليم كردستان، ففي نهاية المطاف نحن شعب واحد يجب ان نشترك ليس فقط بالأفراح ولكن يجب أن نشترك في كافة الفعاليات الثقافية والفنية.
اما رئيس مجموعة (دلخواز ) للفن الفنان كاميران قرداغي ، فقال : الشكر والامتنان لوزارة الثقافة ولشخص الوزير ، لدعمهما ورعايتهما مسيرة الثقافة والفن في البلاد، وهذه بداية العلاقة الفنية والثقافية بين فناني كردستان وباقي المحافظات العراقية .
واضاف: انها مبادرة جميلة وطيبة ان يتم الاحتفاء بالفنانين الكرد في بغداد وبين زملائهم الفنانين،واتمنى ان تستمر عجلة اللقاءات الثقافية والابداعية والفنية وتتقدم نحو الافضل، وبما يخدم مصلحة البلاد.
من جهته قال مدير المعارض الفنية الفنان ماهر الطائي :هذه التجارب الجميلة اضافت جمالية الى القاعات الفنية في الدائرة، وبلمسات من شمالنا الحبيب من ناحية زخم الالوان ومن ناحية واقعية وتعبيرية، فضلاً عن التكوينات التجريدية.
واضاف: المعرض يمثل باكورة التعاون الفني والثقافي المشترك بي الجانبين، وان الذي زاد من فرحة الجميع هو سعادة الوفد الكردستاني بإقامة معرض فني في بغداد.
اما الاكاديمي الناقد محمود موسى، فقال: لا اخفي اعجابي الكبير بما شاهدت من اعمال فنية غاية في الروعة وهي تؤكد ان فناني كردستان يمتلكون طاقات فنية لا تقل عن ما يقدمه فنانو بغداد .
واضاف:شدني عنوان المعرض وحين وقفت امام اللوحات كنت اعيش فعلا في جو بديع من النسمات الشمالية التي تهب الوانها الزاهية لتجعلنا نشعر بالدهشة والفرح لروعة ما ابدعته انانل الفنانين ، متمنيا التواصل لاعلادة الحركة الفنية الى مستواها الجمييل .
الى ذلك قال مدير المتحف الوطني للفن الحديث والناقد علي الدليمي : هذا معرض يبهج القلب بالوانه وتجاربه الفنية ، حيث قدم المعرض أعمالا مهمة وتجارب ناجحة وناضجة كنا منقطعين عنها لمدة طويلة.
واضاف: هذا المعرض المفرح هو أكبر مثال للترابط والتلاقح بين فنون جميع محافظات العراق، وهو يمثل نقطة بداية تعاون للحركة التشكيلية بين المدن العراقية حيث لا يوجد فرق بين الفنان البغدادي والكردي في الحركة التشكيلية وخير دليل على ذلك هم في بغداد الآن، هم سعداء بتواجدهم ونحن سعداء بحضورهم .
ويعد هذا المعرض التشكيلي لكردستان في بغداد، الاول لهم منذ 30 عاما ، وارتأت دائرة الفنون ان تكون هذه المشاركة تقليدا سنويا ثابتا لتعزيز أواصر العلاقة بين الفنانين ويزيد من التلاقح الثقافي والفني.