صدر للشاعر العراقي جعفر علي جاسم (76 عاما) ديوانه الموسوم ( شعر الطفولة) عن مكتبة الحبيب في بغداد، وفيه جمع الشاعر العديد من الاراء التي تؤكد تميزه ونبوغه في هذا المجال .
يقع الكتاب في 106 صفحة من القطع الكبير ، وضم بين غلافيه 61 قصيدة ومقطوعة شعرية للأطفال تضمنت اكثر من خمسمائة بيت من الشعر العمودي ،وصفها لأنها (من السهل الممتنع وفق بحور العالم العربي الخالد الذكر الخليل ابن احمد الفراهيدي) ،فيه اهداء : (الى معقد الامال .. فلذات اكبادنا الاطفال ، الى كل من اسهم في شعرهم الصعب المنال، اهدي هذه الترانيم من اجل بناء الاجيال) ،وتضمن الكتاي مقدمتين كتبهما الراحل الدكتور احمد مطلوب (رئيس المجمع العلمي العراقي)،المقدمة الاولى بحث بعنوان ( شعر الطفل) وتألف البحث من زهاء العشرين صفحة، والمقدمة الثانية تقريظ لمجموعته الشعرية الرابعة للأطفال الموسومة ( البلبل الساحر) تألفت من صفحتين فقط .
كما تضمن الكتاب (افكار للناشئة الصغار) و (أهم ما قيل عن الشاعر جعفر علي جاسم في شعره للاطفال) ،حيث جمع الشاعر عينات مما قاله نخبة من الادباء والنقاد الكبار عنه .
وجاء في المقدمة الاولى للدكتور مطلوب : الاستاذ جعفر ابرز شاعر للاطفال ظهر في الثمانينيات، وكانت قصائده تعبر عن محيط الطفل الاسري والاجتماعي والطبيعي .
واضاف: ان تنوع الموضوعات والبحور والقوافي اعطى الشاعر حرية في تقديم الوان مختلفة من القصائد، فهو في اختيار الموضوعات التي تتصل بحياة الطفل وفي الايجاز في التعبير وتوظيف البحور التي تهز مشاعر الطفل، حقق ما سعى اليه بعد ان وجد ادب الاطفال ولا سيما الشعر لا يحظى باهتمام كبير على الرغم من الدعوات التي يطلقها المسؤولون عن رعاية الاطفال .
وتابع: لقد اثبت الاستاذ حعفر علي جاسم انه استطاع الوصول الى مدارك الاطفال وان يقدم لهم شعرا يأنسون به ويطربون له، وتكاد قصائده تصور اهم ملامح شعر الطفل لان النظم للصغار صعب عسير .
كما تضمن الديوان قصائده التي ادرجتها وزارة التربية في قراءات الصفوف الابتدائية .
ومن الاراء في الشاعر رأي د عبد الامير الورد : الشاعر جعفر علي جاسم جعل دأبه ان يكون شاعر الاطفال ، فنظم لهم متقمصا شخصياتهم ، ومتصورا مشاعرهم ، فكان دقيقا بذلك الدقة العجيبة التي يحسد عليها ولا ريب.
ورأي الناقد أ . د علي جواد الطاهر : الكتابة للاطفال امر صعب اذا كانت شعرا ومصدر الصعوبة ان يتقمص الرجل شخصية الطفل حتى جاء( جعفر علي جاسم) وكأن الرجل معد لهذه المهمة ، لتوفره على شروطها ، فدل مما نجح فيه، وهو كثير ، على موهبة خاصة يستطيع معها ان يبدو طفلا من الاطفال .
ورأي أ . د محمود عبد الله الجادر : وتبقى التجارب التي انجزها الشاعر( جعفر علي جاسم) مثالاً ناضجاً بما هو كفيل بوضع اسمه بين اسماء الرواد في ميدان التجربة الشعرية الصعبة المنال .
ورأي د نعمة رحيم العزاوي : بمولد الشاعر جعفر علي جاسم ولى زمان الحيرة التي كانت تعتري مؤلفي الكتب المدرسية، عندما يفتشون عن شعر مناسب للأطفال فلا يجدون غير شوقي والهراوي وسليمان العيسى مع ان معظم شعر هؤلاء لا يناسب الطفولة ولا ينسجم مع عالمها .
ورأي أ. د داود سلوم: كتب الشعر للأطفال شعراء كبار مثل شوقي في ديوانه والرصافي في بعض شعره المنشور في كتيبات ،وعدد كثير من الشعراء الاَخرين ،ولكن يبقى بلبلنا العراقي الشاعر(جعفر علي جاسم ) اكثرهم وصولاً الى قلوب الاطفال واسرعهم قبولاً واقناعاً لمخيلاتهم لهذا يجب ان نهتم بهذا الشاعر وبشعره .