تتناول رواية حديثة نجاح سيدة أميركية في كسر المحظور حينها عندما تمكنت من مقاضاة رجل استغلها جنسيًا ووعدها بالزواج ولم يف، شاجبة المعيار المزدوج الذي يمنح الرجال رخصة جنسية مقابل "رجم" السيدات.

إيلاف: تطرقت الكاتبة باتريشيا ميلر في كتاب جديد لها بعنوان "إسقاط الكولونيل" إلى فصل مثير، لكن منسي في سجلات السياسة الجنسية، بتناولها قصة مادلين بولارد، تلك السيدة الأميركية الضعيفة ذات المكانة الاجتماعية التي لا تذكر، التي تجرأت على مقاضاة عضو كونغرس عن ولاية كنتاكي، يدعى ويليام بريكينريدج، مطالبة إياه بتعويض قدره 50 ألف دولار عام 1894 (أي ما يعادل 1.4 مليون دولار اليوم)، وذلك لتخليه عن وعده لها بالزواج، بعد علاقة بينهما استمرت 10 أعوام.

خيانة وعد
شرحت ميلر في كتابها أن قوانين "بلسم القلب" تعوّض السيدات في حالات "خيانة الرجال الذين نذرت السيدات لهم نذورهن".&
وقالت إنه ومع ذلك، فإن السيدات اللاتي تعرّضن للانخراط في علاقة جنسية خارج إطار الزواج، مثل بولارد، لسن بحاجة إلى عناء رفع دعوى قضائية، فهناك حكم صادر من محكمة ببنسلفانيا يقول "لن يفرض القانون عقد زواج لمصلحة طرف لا يصلح للزواج على الإطلاق".

مع هذا، بدت بولارد أكثر تشبثًا بموقفها، واستطاعت أن تفوز في الأخير، ما تسبب في إثارة ضيق وغضب ويليام، وهو نجل أحد النبلاء الجنوبيين، تجاه بولارد، الذي غواها، وهي لا تزال طالبة في سن الـ 17 عامًا، وكانت تدرس في كلية ويسليان في أوهايو.

كان يبلغ ويليام حينها 47 عامًا، وكان خطيبًا بارعًا. ولم يسبق لأي من أحاديثه عن الدين والأخلاق أن أبعدته عن عادة مهاجمة السيدات المسافرات بمفردهن في القطارات. ورغم دخوله في علاقة استمرت قرابة عقد من الزمان، وإنجابه منها طفلين غير شرعيين، ووعده لها بالزواج، إلا أنه وبعد وفاة زوجته، بادر بالزواج بسيدة أخرى تحظى بمكانة اجتماعية أعلى، وتخلى تمامًا عن وعده لبولارد.

اعتراف بالخطأ
ولفتت ميلر إلى أن إجراءات المحاكمة تمت في واشنطن من قبل مجموعة من المحامين الذكور أمام هيئة محلفين من الرجال يرأسها قاضي رجل. وبكل جرأة، اعترفت بولارد أثناء المحاكمة أمام الجميع بخطأها الجنسي، وأعربت عن شجبها للمعيار المزدوج، الذي يمنح الرجال رخصة جنسية، وفي المقابل يعاقب السيدات.&

استطاعت نتيجة لذلك أن تتفوق على خصمها بالحجج القانونية، خاصة وهي تتحدث عن الطريقة التي غواها بها رجل سياسي بارز يكبرها في السن بـ 30 عامًا، كما استطاعت أن تحوّل نفسها في غضون ذلك إلى بطلة في المساواة الجنسية.

مضت ميلر تتحدث في كتابها باستفاضة عبر الفصول المختلفة عن الطريقة التي ساهمت بها فضيحة بولارد وويليام في الكشف عن موضوعات كان يحظر الحديث عنها في السابق، مثل موضوعات الزنا، الحمل غير المشروع، الإجهاض والنفاق الجنسي.
&

أعدت "إيلاف" التقرير نقلًا عن مجلة "إيكونوميست" البريطانية، المادة الأصل على الرابط
https://www.economist.com/books-and-arts/2018/11/03/the-fallen-woman-who-took-down-a-congressman?frsc=dg%7Ce
&
&