هنا.. جالسا في المحطة الأخيرة،
قبل السفر،
هنا نهاية السير
فما السفر؟!
هو، وأنت تقلب أدراج الماضي،
ألا تجد كفا تربت على كتفك
أو تسمح عن رأسك غبار القدر
فتغلق آخر درج بعنف
وتغادر المحطة في حنق
مزمجرا، كرعد عاصفة المطر
في المحطة وأنا جالس أمام قصر الزجاج
.. تساءلت:
لأدكه كاملا، كم يلزمني من حجر؟!
.. ما يجسر الهوة بيننا ربما،
ولعله يموت قبل أن يحضر عرسنا من جسر!
من هم خارج القصر مثلي
مولعون بالكسر
فالقصر صمت جامد
والحياة هنا آلة عصر
من هم داخل القصر ينسون شيئا فشيئا
يبتعدون وإن قربوا
ونحن قعود فوق الجمر
.. السفر:
أن تكتب فوق الحظر
أن تجعل الفصول واحدا
وأن تآخي بين الأمن والخطر
وأن حين تخسر ثروتك
ألا تقلق،
فتعاود لتقامر بالقمر
في المحطة وأنت في عاصمة مدن الموت
لا شك أنك ستضجر
فتتذكر أن الذهب مجرد معدن
وأن الأموال مجرد ألوان على ورق
.. أما وقد فقدت أحاسيسك
فما ثم بعد يعيد لدنياك الألق؟!
&