&صدر للناقد والكاتب العراقي داود سلمان الشويلي كتابه الذي يحمل عنوان (الجنس في الرواية العراقية) عن دار المتن للطباعة والنشر، وفيه درس ظاهرة الجنس في مجموعة من روايات بعض الكتاب العراقيين،وهي الدراسة العراقية الاولى فيما هي الدراسة العربية الثانية بعد كتاب الناقد المصري غالي شكري (أزمة الجنس في القصة العربية) الذي صدر في1971،والذي تناول فيه الرواية المصرية بشكل عام والروايتين السورية واللبنانية&
& & &يقع الكتاب في 173 صفحة من القطع المتوسط ، توزع على ستة فصول ومقدمة قال الكاتب فيها ان اهتمامه بقضية الجنس في الرواية العراقية قد شغله منذ مدة طويلة مما حفزه للكتابة عن هذا الموضوع الشائك والذي يخشى الكثير من الكتاب الولوج في طريقه الوعر ليكون أحد المصادر التي قد يحتاجها الباحث حين يتناول قضية الجنس في الرواية العراقية لاحقا، ،وقال ايضا :على الرغم من أن تراثنا العربي - الاسلامي يزخر بالعديد من الكتب التي تناولت هذا الموضوع بكل حرية ، إلا أن هذا الموضوع سيبقى موضوعاً حيوياً ، وقضية هامة في الحياة التي يقدمها العالم الروائي والقصصي لا يمكن التغافل عن دراسته وابداء الرأي فيه ، ويضيف : وجدت نفسي أقف حائراً أيضاً في اختيار نماذج دراستي ذلك لأن المتتبع للنتاج الروائي العراقي منذ نشأته وحتى كتابة هذه السطور ، يجد ان من أهم ما طرحه ذلك النتاج هو علاقة الرجل بالمرأة ، وخاصة أحد جوانب هذه العلاقة ، وهو الجنس .
& وأوضح الكاتب أن قضية الجنس من القضايا التي كانت ومازالت محورا مهما من المحاور التي حفلت بها الرواية والقصة القصيرة في الأدب العراقي منذ نشأته، مادام الجنس بنوعيه المشروع وغير المشروع، إذا صحت التسمية، واحدا من العوامل المؤثرة في شخصية الفرد والجماعة، وأكد على دوره الكبير في رسم الصورة الحقيقية لعلاقة الرجل بالمرأة على السواء، باعتباره مقياس لتوازن المجتمع، مؤكدا :أن المجتمع المتوازن يفرز علاقات جنسية متوازنة وليس العكس، إلا أن المسألة الأشد خطورة هي زاوية النظر التي من خلالها يمكن للكتاب أن ينظروا إلى هذه القضية، فهناك من الكتاب من يجعل هذه القضية محورا أساسيا لمجمل كتاباته، مهما كانت وجهة نظره وزاوية الرؤية لها، ومنهم من يجعل هذه القضية واحدة من القضايا التي تمتلئ بها الحياة الواقعية أو الفنية على السواء.
والفصول التي تضمنها الكتاب وناقش ما جاء في الروايات التي اختارها لقراءته هذه ، هي :
–الفصل الاول : قضية الجنس عند عبد الرحمن مجيد الربيعي .
– الفصل الثاني : صعود النسغ – و ضعف المرأة أمام الرجل . العلاقات الجنسية في المجتمع الاقطاعي .
- الفصل الثالث : الجنس في روايات حازم مراد . أزمة في التفكير و أزمة في التعبير .
- الفصل الرابع : ناطق خلوصي والجنس في رواية ما بعد 2003 .
- الفصل الخامس : بذور النار .. بين أحساسات الرجل والمرأة.
- الفصل السادس : جنس المحارم في القصة .. علاقة الإبن بأمه إنموذجاً.
& & فقد جاء الفصل الأول للكتاب ليتناول روايات عبد الرحمن مجيد الربيعي الثلاث حسب تسلسل تواريخ نشرها : (الوشم) ،(الأنهار ) و( القمر والأسوار) ، ويقرأ ما فيها من علاقة بين الرجل والمرأة، موضحا أن الربيعي واحد من الكتاب الذي امتلأت نتاجاته الروائية بهذه القضية، إلا أنه لم يجعل منها محورا أساسيا تدور حوله أحداث رواياته، بل أن قضية الجنس عنده أخذت أبعادا خاصة من خلال ما يحمله الكاتب من وجهة نظر مميزة لهذه القضية، التي ترتبط بمجمل القضايا التي تطرحها الحياة المعيشة لأبطاله، مضيفا ان كتابات الربيعي كانت تنطوي على التاريخ لكنها في المحصلة ليست روايات تاريخية، وأن قضية الجنس عند &الربيعي تتخذ مسارات حسب عواملها وأسباب تكونها والظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية كذلك للفترة التي تتخذ منها الرواية زمنا لها. &وخرج بنتيجة أن الجنس من العوامل المؤثرة في شخصية الفرد والجماعة كذلك ، ودوره الكبير في رسم الصورة الحقيقية لعلاقة الرجل بالمرأة على السواء باعتباره بارومتراً لقياس مدى توازن المجتمع .
أما الفصل الثاني فكان قراءة في رواية (صعود النسغ) لهشام توفيق الركابي، &يقول المؤلف فيه (إن أهم ما يشغل الكاتب في روايته هذه، ومما له علاقة بقضية الجنس ، العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة ، هو إبراز المستوى الإنساني منها أولاً) .
& &أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان (الجنس في روايات حازم مراد : أزمة في التفكير وأزمة في التعبير) ويشير المؤلف إلى أن الروائي يحاكي في أعماله أعمال احسان عبد القدوس ، مؤكدا :ان الكاتب كان (موفقا في الوصول بأبطاله، وبنا، الى حالة الاتصال الجنسي دون ان يقدم صورة فوتغرافية، تسجيلية، لهذه العملية، بميكانيكية، ابتعادا عن الابتذال. لان ما كان يعنيه الكاتب، ليس ميكانيكية العملية نفسها بقدر ما هو الاحساس الدقيق الذي تشعره بطلته)
اما الفصل الرابع الذي جاء بعنوان (ناطق خلوصي والجنس في رواية ما بعد 2003 ) فيتناول & رواياته : (أبواب الفردوس) ، (البحث عن ملاذ) و(بستان الياسمين) ، مشيرا الى ان الجنس عند ناطق خلوصي مكان واسع وثري بالدلالات في رواياته، حيث يشكل القضية الثالثة التي تطرحها روايته (بستان الياسمين) بل أنها تقاسم القضايا الأخرى في الاهتمام، حيث أنه ثيمة مفضلة لدى الكاتب، وقد قدمها في أغلب رواياته ومنها (أبواب الفردوس) و(البحث عن ملاذ) و(اعترافات زوجة رجل مهم)، إذ أن الجنس من الموضوعات الأثيرة لديه، لأن الواقع الذي ينهل منه مليء بهذه القضية منذ بدء الخليقة إلى يومنا الحاضر.
&وتناول الفصل الخامس رواية (بذور النار ) للكاتبة العراقية لطيفة الدليمي، قال فيه أن قضية الجنس في رواية (بذور النار) تتمثل في كونها هاجسا إنسانيا يختلقه إحساس بعدم الراحة النفسية، وما يشوب ذلك من قلق وحيرة وفراغ إنساني كياني ونفسي، بسبب غياب الطرف الآخر، أي الوصول إلى حالة الشعور بالتوتر النفسي. تبرز قضية الجنس في الرواية عند إحساس الشخصية بافتقادها إلى النصف الآخر، وعلاقة الجنس في الرواية تأتي كوسيلة لإملاء الفراغ (حالة التوحد) لدى الرجل والمرأة على السواء، معبرا عنها بإحساسات مادية حسية، مشيرا الى ان الروائية لطفية الدليمي لم تشر الى العملية الميكانيكية للجنس، او كما يقول (ان الكاتبة لم تصورها لنا، بل انها لم تلمح اليها تلميحاً) .
اما الفصل السادس ،فهو كان خارج السياق العام لعنوان الكتاب، عنوانه بـ (جنس المحارم في القصة - علاقة الابن بأمه إنموذجاً) تناول فيها قصصا عربية ،الأولى (قصة حبيبي لؤي) والثانية (قصة ماما مارلين مونرو) ورواية (السراب) .
&