&
أنتِ يا غانيتي ، يا زنزانتي الإنفرادية
تضيقين بي فأوسع مساحتي حقولا من الصبّار
مدّاً رحيباً ، فضاءً يغمرُ غمامي رواءً لا يُخصب أديما&
ما أرعبَ جدرانك السود الملطخة بسخام العذاب&
حين أحدِّق في غرافيتي أصْورتِـكِ &
هناك كَـفٌّ مدماة تشير اليكِ
صريرُ سلاسلٍ &تدنو من يدي
آهاتٌ ، حشرجاتٌ تعلقُ في لساني&
أنينٌ يُرجفُ شفَـتيَّ فزَعا&
لأنك انتُخبْـتِ جلاّدةً وقحة الفعل&
سليطةَ صوتٍ هادرٍ لاسعٍ مثل كَيِّ جهنم&
أفعى ناعمة الْجَـلْد ، ملمسٌ مزركش بالبَـغْـي
أنا البنفسج العطِش لضوئكِ مهما خَـفَـتَ
أتوقُ لِمائِـكِ مهما يـأْسَـن&
مؤْنسة وأنت ترجمين بحصاةٍ صنعتْ من الورد الشائك
عذِّبيني بلمسات سوطك المخمليِّ
اضربيني بِـيَــدٍ من حرير&
جئت طواعيةً متلذّذا بصلافة أظفارك&
غائرةً في مسامِيَّ العطشى لِعروقِك&
انا الطير الأبلهُ المغمض العينين&
الشادي العازف الراقص فرحا في مذبحي
&كم آنس وانا معتقلٌ في جسدك القاسي الأصفاد&
مرهونٌ منْسِيٌّ &في خزانة وَلَهِـك البوهيمي&
لا انصاعُ لحقيبتي المسافرة&
وهي تجرجرني بعيداً عنكِ&
تومئ لي أن : اهربْ
كسحَتْ قدماي
أتلذذُ غارقاً في نقيع بَـلَـلِـك
مهما هدمتِ حائطك على رأسي
مهما فتحتِ زنزانتي المكْفهرّة معك
انا ورقة شجرتك الخريفية التي لاتسقط
لو طال موسمك الأجرد&
فليقل عني صحبي اني خائن
لو انكفأت عنهم ، بقيت عالقا في غصنك اليابس&
يكفيني اني وفيت لك ولا أبرحك
وأرى فسحتي في عُـرْي خريفك&
سابحاً في بركة سجنك الآسِنة&
لا أسمع سوى ضفادعك تـنـقّ ...
تُثْـمر أنوثةً بغيضةً عليلة جرداءَ
&أشتهيها على زُفرتِها وسمومها&
أساوم على اقتنائها وأعرف أنها صفقة العمر الخاسرة&
عشائي الأخير المميت&
هو ذا رهاني أن أتَـلَذذهـا باشتهاء&

متى أستكـين بوادي الغضا **** أنا المستـقـرّ بِـوادي الأذى
غفلتُ لعمرٍ مضى وانقضى *** وغامتْ عيوني بفعل القذى
إذا نلت منكِ قليلا رضا **** ستَغْـدو لِشَرطيَ جَـزْما " إذا "
حريقك ثلجٌ صديق &اللظى **** وخَـنْـقُـك أشهى نسيم الشذا&
جَـناحي كـسيْــحٌ يَـخـاف الـفضا *** *ظللتُ أسيرك ياحَـبّـذا
وفِـيْـكِ الخصام وأنتِ القضـا **** أؤرجِـح حُكْمي بذاك وذا&
مَـلـيْـحُ هَـواكِ غـدا حامِـضا **** وحنْـظلُــك الـمرّ ما لَــذّذا&

[email protected]