في مبادرة حكومية هي الأولى من نوعها، اختتمت مساء يوم الخميس، فعاليات مهرجان (أيام السينما العراقية) بدورته الأولى الذي نظمته دائرة السينما والمسرح، واستمر ثلاثة أيام، عرضت خلالها أفلام روائية طويلة وقصيرة رعاها وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور (عبد الأمير الحمداني )، بحضور كبير من أهل السينما وجمهورها احتضنته قاعة المسرح الوطني ببغداد، وهو أول مهرجان سينمائي ترعاه الحكومة العراقية.

إيلاف من بغداد: توزعت فعاليات المهرجان على ثلاثة مساءات بغدادية رائعة، كان حفل الافتتاح حافلًا، ابتداء من السجادة الحمراء التي فرشت للدخول الى بوابة مبنى المسرح الوطني مرورًا بشجرة الميلاد التي توسطت الباحة والمعارض الفنية للصور الفوتوغرافية التي اقيمت خصيصًا لهذه المناسبة، منها معرض للشاب علي عدنان حمل عنوان (الصورة تتكلم) ضم إحدى وعشرين صورة لنساء وفتيات وفنانات مثلن ملامح الحياة الإجتماعية التي تعيشها المرأة والفتاة العراقية، فضلا عن معرض اخر عرضت خلاله صور كثيرة من افلام سينمائية عراقية وبوستراتها، قدمه ملتقى (ألق) للثقافة والفنون، وقد اتخذ ركنًا في الرواق الأيمن في صالة &المسرح الوطني، كما تم عرض فيلم اللوحة للفنان جلال كامل على شاشة صغيرة وفيلم وثائقي عن بغداد القديمة وأزقتها...&

وكان الأجمل من بينها عرض فيلم وثائقي عن تلفزيون بغداد أيام زمان منذ النشأة الأولى له، ثم اقامة حفل توقيع كتاب للمؤرخ السينمائي مهدي عباس الذي يحمل عنوان (بوسترات السينما العراقية)، وتزامنًا مع المهرجان صدر العدد الاول من مجلة (السينمائي) لصاحبها سعد نعمة، وصولًا الى مفاجأة الحفل التي كان التقديم فيها مختلفا، حيث تم اتخاذ الفيلم السينمائي أداة للتعريف وتقديم المهرجان ومنصته عبر إلقاء الكلمات وتكريم رواد سينمائيين لم يسبق لهم ان كرّموا، كان لهم الأثر الكبير في تقدم الفن العراقي وهم يتحدثون الى الجمهور عبر هذا الفيلم، وهم: الفنانة سعدية الزيدي (في عمان)، الفنان بهجت الجبوري (في اميركا)، والمصور السينمائي نعيم الصافي والفنان سامي قفطان.

قدمت الحفل الفنانة العراقية إيناس طالب قائلة: إن دائرة السينما والمسرح الدائرة العراقية المركزية ستحتفل بشكل سنوي بالسينما العراقية، ولن يقتصر احتفاؤها على بغداد فحسب، بل سنجتمع على حب السينما ونحتفي بمبدعيها وصُناعها من كل محافظات العراق.

فيما كان حفل الختام زاهيًا بألوان التفاؤل من قبل الجميع، فنانين واعلاميين وجمهور، لاسيما ان كل الكلمات تؤكد على ان المهرجان خطوة متفائلة لتحريك العجلة المعطلة منذ سنوات باعتبار دائرة السينما والمسرح هي الجهة الحكومية المعنية بالانتاج السينمائي، حيث ان السنوات الخمسة عشرة الماضية شهدت محاولات فردية، وان كانت هناك افلام (بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013) التي نالت الكثير من النقد اللاذع.

منهاج المهرجان&
تضمن منهاج المهرجان في اليوم الاول على عرض فيلم (تورن) للمخرج نوزاد شيخاني، وتضمن اليوم الثاني عرض فيلم (الرحلة) للمخرج محمد الدراجي، وكان اليوم الثالث مخصصًا للافلام السينمائية القصيرة، وهي: (اغمض عينيك جيداً) للمخرج علي البياتي، وفيلم (زيرو ملم) للمخرجة سيماء سمير، وفيلم (انكل) للمخرج خالد البياتي، وفيلم (جاري الاتصال) للمخرج بهاء الكاظمي، وفيلم (البنفسجية) للمخرج باقر الربيعي، وفيلم (مصور بغداد) للمخرج مجد حميد قاسم.

وزير الثقافة: الوزارة معنية بالسينما
من جهته هنأ وزير الثقافة الجديد عبد الامير الحمداني السينمائيين العراقيين بهذه المناسبة، وقال: ان السينما العراقية لطالما امتعتنا بالافلام الرصينة، والتي وثقت تاريخ ونضال الشعب العراقي. والأهم من ذلك هو روح المثابرة والاصرار التي يتحلى بها الفنان العراقي رغم الظروف العصيبة والتحديات.

أضاف: ان الموضوع الاخر هو تعزيز الهوية الوطنية الثقافية الجامعة العراقية لننشئ مظلة ثقافية يمكن أن يستظل بها الجميع، وهذه رسالة يمكن من خلالها أن نقدم سينما يتم فيها تسويق الفن العراقي الأصيل، وان نسوّق الثقافة العراقية إلى الخارج.

تابع مخاطبا الجمهور: حضوركم هو داعم للثقافة.. وهو أمل لحياة جديدة، تحياتي الى صناع السينما صناع الحياة.. والى صناع النصر الذين لولاهم لما كنا هنا، إن الوزارة معنية بالسينما.. وستكون لها خطة كاملة للنهوض بالثقافة والسينما والمسرح.

اقبال نعيم: الآتي افضل للسينما
اما المدير العام لدائرة السينما والمسرح الفنانة اقبال نعيم فقد اعربت عن تفاؤلها بمستقبل السينما في العراق، فقالت: هذا المهرجان هو بمثابة انطلاقة جديدة للسينما العراقية، للاهتمام لها ورعايتها وانتاج الافلام العراقية بعد هذا الغياب الطويل.

اضافت: انا كلي امل وتفاؤل ان عجلة السينما العراقية ستتحرك وستنطلق وتتحرك كاميراتها ويعمل فنيوها وفنانوها، التفاؤل موجود والآتي افضل.

تكريم سينمائيين شباب
وشهد المهرجان تكريمًا اخر لعدد من المشاركين في الفعاليات بدرع السينما العراقية (الثور المجنح) ومجموعة من الهدايا، وهم: المخرج نوزاد شيخاني، المخرج محمد الدراجي، المخرج علي البياتي، المخرج خالد البياتي، المخرجة سيماء سمير، المخرج باقر الربيعي، بهاء الكاظمي، محمد حميد والفنانة المبدعة زهراء غندور (بطلة فيلم الرحلة)، هؤلاء الذين اشتركت افلامهم بمهرجانات عالمية وحصدت جوائز، واعرب هؤلاء في كلمات قصيرة لهم عن اعتزازهم بالحضور الى بغداد وبالتكريم الذي وصفوه بالمميز، مشيرين الى ان هذه الالتفاتة الاولى من قبل المؤسسة الام دائرة السينما والمسرح وقولهم (ان تكريم الوطن له طعم آخر).

مدير السينما: احلامنا كبيرة&
وقال مدير قسم السينما المخرج جمال عبد جاسم: من البصرة الى اقليم كردستان، احتضنت بغداد انجازات السينما العراقية في مهرجانها الاول (أيام السينما العراقية) لتحتفي وتحتفل بصناع السينما الذين رفعوا راية العراق في المحافل الدولية وبالكبار من روادها الذين اسسوا واعطوا الكثير من ابداعهم وجهدهم لها.

اضاف: أحلامنا كبيرة وكبيرة جداً، ولن ندخر جهداً في سبيل إحياء السينما العراقية مرة اخرى والارتقاء بها الى مصاف السينما العالمية إن شاء الله.

وختم بالقول: هذا المهرجان هو المنجز السينمائي الأول للسينما العراقية وسنتبعه بجولات اخرى ستكون المشاركة فيها اجمل واوسع، انا متفائل ان الايام المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة ومميزة للسينما العراقية.

ناقد سينمائي: بادرة خير&
الى ذلك اكد الناقد السينمائي مهدي عباس سعادته بنجاح المهرجان قائلا: في خطوة جديدة وبعيدا عن القاء الكلمات الطويلة اختصرت ايام السينما العراقية ذلك بفيلم قصير وجميل وكلمات مكثفة عن هذه الايام والمكرمين فيها والهدف منها، وهو ما اثار استحسان الجمهور، واعتقد ان هذا النجاح الذي ناله المهرجان ما هو الا تعبير واضح عن حب العراقيين للسينما وتوق الفنانين العراقيين الى العمل في افلام سينمائية.

اضاف: الاجمل في كل ذلك هو الحضور الكبير الذي ملأ المسرح والحجم الكبير لمشاركة السينمائيين العراقيين عسى ان تكون هذه الايام بادرة خير ومنطلق لتحريك عجلة السينما كما وعد السيد عبد الامير الحمداني وزير الثقافة بذلك.
&