&

تدور مسرحية "زيارة الفرقة" حول فرقة موسيقية مصرية تصل عن طريق الخطأ الى بلدة نائية في الصحراء الاسرائيلية فيستقبلهم سكانها ويتبادل الطرفان الحديث عن مواضيع عدة رغم الاختلافات الثقافية واللغوية كما لو ان النزاع العربي الاسرائيلي لا وجود له. وقد حصدت هذه المسرحية الغنائية ذات الاجواء الشرق اوسطية، بعيدا عن الانغام الصاخبة لانتاجات برودواي الضخمة مساء الاحد 10 جوائز توني اهم المكافآت المسرحية الاميركية، من بينها جائزة افضل مسرحية استعراضية. وكانت المسرحية "زيارة الفرقة" الاوفر حظا للفوز مع ترشيحها في 11 فئة. وهي ستنطلق في جولة في اميركا الشمالية في حزيران/يونيو 2019. وتكاد تفتقر المسرحية الكوميدية الى الحركة وقد عرضت اولا على مسرح ثانوي من برودواي وهي مقتبسة عن فيلم يحمل العنوان نفسه صدر العام 2007.
وتقتصر الحبكة على لقاءات بين الموسيقيين وبعض السكان الاسرائيليين في مقهى على قارعة طريق تديره دينا التي تقوم بدورها كاترينا لنك التي فازت بجائزة توني لافضل ممثلة في مسرحية غنائية، وضمن عائلة اسرائيلية تمر بازمة زوجية او في مرقص ليلي ... ويسمح حب الموسيقي عند الطرفين بكسر الجليد والتقارب. فعندما تتحدث دينا عن حبها لافلام عمر الشريف او لصوت ام كلثوم تؤدي اغنية مع قائد الاوركسترا وهو ارمل يدعى توفيق، تفضي الى قصة حب. ولب القصة هو في الاجواء التي تحيط بها فعلى مدى ساعة و45 دقيقة ينقل الحضور الى بلدة وهمية بفضل احاديث بالعربية والعربية تهمس وراء الحوارات الرئيسية التي تجرى في لغة انكليزية غير متينة عن قصد. اما الاغاني فيرافقها الفيولونسيل حينا والعود والطبل حينا اخر مع انغام شرقية في غالبيتها. وقد الف موسيقى المسرحية ديفيد يزبك المولود من ام يهودية واب لبناني كما ان الكثير من الممثلين لهم جذور شرق اوسطية وهو امر نادر في برودواي. وقال ارييل ستاشل وهو من اصل يمني اسرائيلي لدى تسلمه جائزة افضل ممثل في دور ثانوي "انا فخور بمجموعة الممثلين التي نشكلها وهم لم يحلموا يوما بانهم سيؤدون دور اشخاص من عرقهم". واضاف ان المسرحية تظهر "عربا واسرائيليين متفقين في وقت نحتاج فيه اكثر من اي مرحلة اخرى الى ذلك".
&
&نسيان السياسة
وتضم المسرحية ايضا توني شلهوب وهو من اصول لبنانية وقد نال جائزة افضل ممثل، وداريوش كشاني وهو من اصل ايراني وهما تناوبا على اداء دور قائد الاوركسترا توفيق. وكان كشاني خطا خطواته الاولى على مسارح برودواي الموسم الماضي في مسرحية "اوسلو" حول المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية التي اجريت بسرية برعاية دبلوماسيين نروجيين. وقد حصلت مسرحية "اوسلو" على جائزة افضل مسرحية العام 2017 وقد اثبتت حب النقاد في نيويورك للاعمال التي تتغنى بالانفتاح على خلفية النزاعات والتوترات الحالية. وفي مسريحة "ذي باندز فيزيت" لا يتم ذكر النزاع العربي الاسرائيلي حتى. لكنه يحضر في اذهان الجمهور وهو يدرك جيدا ان التقارب الحاصل في غضون ليلة واحدة بين عازفي الجوقة وسكان البلدة يظهر ان السلام ممكن.
وقال اورين وولف منتج المسرحية "مع ان الشخصيات غريبة عن بعضها البعض مع انقسامات سياسية كبيرة، فان عرضنا يوجه رسالة وحدة في عالم تؤدي فيه الكثير من الامور الى تعظيم فروقاتنا. في المحصلة اوجه الشبه بيننا اكثر من اوجه الاختلاف"