احتفت الهيئة العربية للمسرح بالفائزين بمسابقتي التأليف المسرحي للكبار، والتأليف المسرحي الموجه للأطفال لدورتها الـ 11 المنعقدة بالقاهرة الآن وحتى 16 الجاري، وأعلن الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام مسئول الإعلام بالهيئة،عن أسمائهم، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي أقيم ضمن فعاليات المهرجان العربي للمسرح.

فاز بجائز النص المسرحي الموجه للكبار في المركز الأول نص "طسم وجديس" للكاتب المصري أيمن هشام محمد حسن، وفاز بالمركز الثاني نص "كفن البروكار" للجزائري محمد الأمين بن ربيع، بينما حصل على المركز الثالث نص "المشهد الأخير في وداع السيدة"، للسعودي إبراهيم الحارثي. أما جوائز النص المسرحي الموجه للأطفال فقد حصل نص "قمقم مارد الكتب" على المركز الأول وهو للكاتب الجزائري يوسف بعلوج، فيما حصل على المركز الثاني نص "إبر ليست للتطريز" للمغربي هشام ديوان، وحصل على المركز الثالث مكرر كل من نص "مدينة النانو" للجزائرية كبزة مباركي، والمصري محمد كسبر.

وكانت لجنتي تحكيم المسابقتين قد تشكلت من المسرحيين: الكويتي بدر محارب، والتونسي محمد العوني من تونس، والأردني هزاع البراري، في مسابقة الكبار، فيما تكونت لجنة تحكيم النص الموجه للصغار من المغربية د.زهرة إبراهيم من المغرب، والعراقي حسين على هارف، والمصرية فاطمة المعدول.

وقال إبراهيم الحارثي الفائز بالمركز الثالث لجائزة النصوص الموجهة للكبار إن نصه استلهم قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكيف أنه ترك زوجته وطفله الصغير بواد غير ذي زرع ومضى عنهما، مشيرًا إلى أنه اعتمد على ماورد من أحداث هذه القصة في الكتاب المقدس، وانطلق من القرآن الكريم لمعالجتها.

أما عن التكنيك المتبع في كتابة النص فقال الحارثي "حاولت الاعتماد على الجملة الومضة، شديدة الكثافة، وتنميتها بشكل تصاعدي، منذ بدء القصة وحتى تتمتها، وقمت بتصعيد الدراما من خلال الشخصيات". وأشار إلى انه صنع "ديودراما" تقوم على شخصين.

وعن توقعاته للآفاق التي يمكن أن يفتحها أمامه فوزه بالنص، لفت إلى أنه اتفق بالفعل مع مسرح العين الإماراتي على إنتاجه ومحاولة المشاركة به في أيام الشارقة 2019، وأن النص قرئ أكثر من مرة من مخرجين أردنيين كمجد القصص، ومن مغاربة أيضا.

وتوقع الحارثي أن يفتح له هذا الفوز آفاقا جديدة، مشيدًا بدور الهيئة العربية للمسرح في تقديم الكتاب العرب وإتاحة الفرصة أمام نصوصهم لأن ترى وتقرأ، وتقدم كعروض أيضا.

فيما قال الجزائري محمد الأمين بن ربيع الفائز بالمركز الثاني إن نصه "كفن البروكار" يجمع بين متناقضين. وأشار إلى أن الكفن يشير إلى الموت، فيما يشير البروكار إلى القماش الذي يدخل في صناعة الملابس الملكية.

وأضاف أن النص يقوم على استدعاء شخصيات من التاريخ وإلقاء الأسئلة حول ماهية التاريخ والشخصيات التاريخية، وتدور الاسئلة كلها حول نزع القداسة عن الشخصيات التاريخية، وعن التاريخ نفسه.

وألمح الأمين إلى أنه استدعى أيضًا إحدى الشخصيات النسائية من التاريخ ليقول من خلال إن المرأة فاعلة، وصانعة للتاريخ، ربما أكثر من الرجال، وإنها ليست آداة.

وعن تكنيك النص قال إن أحداثه تتطور من داخله ووفقًا لحركة الشخصيات، من خلال الحوار، معتبرًا أن الحوار هو الركيزة الأساسية التي تطور الأحداث وتكشف عن دواخل الشخصيات لذلك فقد سعى لأن تكون معمقة حتى يمكنها إقناع القارئ، والمشاهد فيما بعد.

أما المصري أيمن هشام الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة النص الموجه للكبار فقال إن نصه "طسم وجديس" يعالج فكرية الانقسام والعصبية العربية المزمنة والقديمة، حتى أن بعض القبائل العربية قضت على نفسها

بنفسها. وأكد سعادته بفوز نصه في المسابقة وقدم الشكر للهيئة العربية للمسرح على أن أتاحت له هذه الفرصة للمشاركة والفوز.

وأوضح أنه حاصل على ليسانس دار العلوم، وله تجارب سابقة في التأليف والإخراج الجامعي، وعن التكنيك الذي وظفه لكتابة النص قال إن الدراما لم تستغرق وقتا طويلً، إنما اللغة هي من أخذت جهدًا ووقتا حتى تناسب الفترة التاريخية وتناسب جمهور اليوم.

وأعرب التونسي محمد العون عضو لجنة اتحكيم مسابقة الكبار عن سعادته بالمشاركة في لجنة التحكيم، مشيدا بالكثير من النصوص المشاركة. وأشار إلى أن أكثر من 20 نصًا كانت تستحق المنافسة لجودتها لولا بعض المشكلات التقنية البسيطة في صناعة الدراما.

وأشاد العون بالنصوص الفائزة مؤكدًا أنها تعاملت دراميا مع محور التسابق بشكل به الكثير من الجودة والاتقان، واستطاعت أن تتعامل مع التراث بشكل متعدد ومتنوع ونجحت في صناعة بنيات درامية منضبطة.

وقالت الكاتبة الجزائرية كبزة مباركي الحاصلة على الجائزة الثالثة مكرر في مسابقة النص الموجه للأطفال، إن نصها “مدينة النانو" ينطلق من التراث ويسعى للأخذ بيد الأطفال نحو المستقبل، وأنه يدور حول مجموعة من الأطفال العرب يجتمعون معا في ملتقى إليكتروني، يتبادلون خلاله النقاش العلمي في مختلف العلوم، طامحين للوصول إلى مدينة النانو في المستقبل.

أشارت إلى أن النص يسعى لتحريض الطفل العربي على استخدام الشبكة العنكبوتية استخداما إيجابيًا، كما فعل الأطفال في العرض وهم ينطلقون نحو الابتكار وتشكيل مدينة المستقبل

أما المصري محمد كسبر الحاصل على الجائزة الثالثة مناصفة، فقال إن الجائزة جاءت في وقتها، وقد أوشك على اتخاذ قرار بعدم كتابة المسرح والتفرغ للرواية، مشيرًا إلى أن النص يتناول قصة طفل يتعرض للاضطهاد والتهميش من بعض زملائه، غير أن والده يمنحه قلمًا، يفتح أمامه عالمًا مسحورًا. مشيرًا إلى أنه يحاول التأكيد على أهمية القلم في إكساب الإنسان القيمة. قال كسبر أيضا إنه يكتب الرواية ويعمل في النقد السينمائي.

فيما أعرب يوسف بعلوج الحاصل على المركز الأول وصاحب نص "قمقم مارد الكتب" عن سعادته بفوزه بالجائزة، وأن كتابته للطفل تؤتي ثمارها بالنسبة له. مشيرًا إلى ان هذه هي الجائزة العربية الأولى التي يحصل عليها.

وأضاف إنه يغار على التراث العربي حينما يراه مستباحًا عبر الكثير من القنوات المنتجة، التي تعرضه دون مراعاة لهويته وجغرافيته، وضرب مثلا على ذلك بديزني. وقال إنه انطلق إلى الكتابة وهو يحمل هذا الهم.

وأشار بعلوج إلى أن نصه الفائز هو النص الرابع له في الكتابة للطفل، وإنه حاول أن يكون متوافقًا جدا مع المحور الذي حددته الهيئة العربية للمسرح، وهو الاشتباك مع الموروث من أجل إنتاج نصوص جديدة ومتجددة.

ومن لجنة تحكيم مسابقة النصوص الموجهة للأطفال أشارت الكاتبة المصرية فاطمة المعدول إلى مشاكل الكتابة للطفل التي تخضع إلى رقابة اجتماعية صارمة تريد توجيهها باستمرار من خلال معايير أخلاقية غير فنية، حيث لا يسمح المجتمع بأي مشاعر غير تقليدية، وينظر إلى ما يقدم للطفل باعتباره نوعًا من الوعظ.

وكشفت أن عددا من النصوص المتقدمة كتبت بروح السرد القصصي وليس بروح المسرح الدرامي، وقالت "إنها سافرت إلى المجر وشاهدت ما يقدم هناك للأطفال فأصابها الذهول من جرأته"، معلقة على ذلك بأن

كاتب المسرح في بلادنا "ضهره مكسور" المطلوب منه أن يقدم مجتمعًا من الملائكة، لذلك جاء الشعور الداخلي في الأعمال التي حكمتها ضعيفا، وطالبت الهيئة العربية للمسرح بعمل ورش للكتابة المسرحية للطفل

فيما شكرت المغربية د.زهرة إبراهيم الهيئة العربية للمسرح على أن وضعت ثقتها فيها للتحكيم في مثل هذه المسابقة. لافتة إلى أهميتها في أن أطلعتها على الإبداع في مختلف الدول العربية.

وأضافت "يؤلمني بعد أن شاهدت كل هذا الكم من الإبداع الشبابي أن تقوم الشارقة وحدها من خلال الهيئة العربية للمسرح برعاية فنون المسرح كلها، وقد كنت أتمنى أن تقوم بمثل هذه الأدوار أكثر من دولة عربية، حتى تتسع دائرة استيعاب كل ما يقدم من إبداع يستحق العناية والرعاية.

وأشادت زهرة بالكثير من النصوص المتنافسة في المسابقة، خاصة الفائزة منها حيث قدمت تيمات يمكن العمل عليها لرؤية الذات ومحاولة تقريب التراث إلى التكنولوجيا، ومنح كل ذلك للطفل.

وقدم الكاتب العراقي حسين على هارف التحية للهيئة العربية للمسرح وللفائزين في المسابقة، مشيرًا إلى أن مسابقة الطفل هي المسابقة الأهم، وأن هذا التراكم من المسابقات سينتج بعد سنوات قليلة جيلًا مسرحيًا يمتلك أدواته ويعي أهدافه. مؤكدًا أن الهيئة العربية بما وضعت من معايير تحكيمية سهلت مهمة المحكمين.

أضاف هارف أن مجتمعنا لايزال يتعامل مع الطفل، وما يقدم له، بمنطق الوصاية والتلقين، مشددًا على أن علينا تغيير هذا النمط، والاعتماد أكثر على التعلم من الخطأ وعلى إيجاد القدوة.

وعن الفائزين قال إنهم قدموا أفكارًا مبتكرة، وصاغوها دراميا بعناية شديدة.