عن مؤسّسة "الموجة الثقافية" في المغرب، صدر للشاعر العراقي علي البزاز كتاب شعري جديد (كالزحف، كالنذير، مهرج في شكواي) يضم مجموعة نصوص توزعت بين الطويلة والشذرات القصيرة ضمن مشروع الشاعر البزاز الذي يجمع الشعر والفلسفة مستخدماّ تعابير فكرية وشعرية واخرى تقترب من المحكي يصهرها في بودقة نصه النثري غير المألوف بنية وشكلاً وتكثيفا لغويا.،
في مقدّمة هذه النصوص: المنفى، والغريب، والأعزب، فضلاً عن موضوعات ومفاهيم أخرى يتناولها الكاتب في إطار شعري وفكري، مثل الهوية، والزمن، والمكان، والغياب، وتتجلى كلّها كوحداتٍ متداخلة ومترابطة بخيوطٍ مُعلنة وسرّية. يضع الشاعر المنفى في إطار الزمن، والغريب في موقع يتجاوز المكان والذكريات والحنين، وإن بدا الغريب مرتبطاً بالمكان ظاهرياً، إذ يقول في إحدى حواراته "أقصد بالغياب الإقصاء عن الزمن وليس البُعد المكاني الذي لا يعنيني كثيراً"، وهو ما يجعله لا يتناول الذكريات كلصيقٍ للغريب.
يرى الشاعر إلى المنفى كشرطٍ أساسي في العلاقات وفي الإبداع، إذ "ثمّة علاقة غربة بين الكاتب والقارئ والنصّ، وكلّ علاقة هي غربة، كما تحدّد الغربة الدائرية وحدها صفات الغربة، فهناك غربة مكانية، وأخرى عاطفية، وثالثة فكرية ذات آلام معرفية".
في هذا الكتاب نجد تناولاً تفصيلياً للعديد من الكتابات كما يصفها المؤلّف، نذكر منها: كتابة التخمة، وكتابة القليل، الكتابة المتحفّية، كتابة السياج، الكتابة البحرية، كتابة الصبار، كتابة الخردة، كتابة الأعزب التي استحوذت على أهمّية خاصّة لدى الكتاب، باعتباره غريباً، بل يمكننا القول أنّه الغريب الأصيل، إذ يقول "كلّ أعزب هو غريب بالضرورة، ولكن ليس كل غريب أعزب"
يذكر أن هذا الكتاب هو الثاني للشاعر العراقي علي البزاز بالعربية بعد أربعة دواوين شعرية صدرت باللغة الهولندية، وهي: "شمعة ولكن تكسف الشمس"، "نادل أحلامي"، "تضاريس الطمأنينة"، "صوت في عريشة". كما صدر له كتاب شعري باللغة العربية يضمّ أربع مجموعاتٍ شعرية بعنوان "بعضه سيدوم كالبلدان".