بغداد: في ورقته التي أسهم فيها ضمن ندوة "شعراء بعد 2003 وشعرهم.. الاستئناف والمواصلة"، علّق الناقد الدكتور مالك المطلبي على عدد من الدراسات والمقالات التي كتبت عن جيل ما بعد 2003، قائلاً: "إن من كتب هذه المواد عن شعر ما بعد 2003 وقع ضحية لهذا العنوان".
وأضاف صاحب كتاب "وهم الحدس في النظرية الشعرية": "لنفترض أن هذا الجو ديمقراطي، وسياسياً لا أفترض ذلك، ولنسأل هل الديمقراطية تنتج شعراً أفضل من الدكتاتورية، ونظرياً حرية الفرد في الديمقراطية مصونة (ليس في العراق)، لكننا لا نتحدث عن واقعة، إنما نتحدث عن الشعر الذي هو ضد الواقعة، وإذا أنتجت لنا الديمقراطية ما هو أفضل فنياً هنا غادر الشعر ماهيته..".
وكان المطلبي قد شارك في ختام فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب، متناولاً عدداً من المقالات والدراسات عن شعر ما بعد 2003، ومنها: "شعراء ما بعد الدكتاتورية.. جيل مخضرم مجازاً"، و"جيل التغيير"، و"طبقة الشعراء الجدد في العراق"، و"إطلالة جيل شعري عراقي من رماد الحروب وتراجيديا الإرهاب"، و"شعراء ما بعد 2003 في العراق: الشعر غارقاً في عتمة مكانه".
واستدرك المطلبي في الندوة بقوله: "ولأن الأيديولوجيا تحكم قَبْلي إرغامي، فإنه قبل 2003 كانت الكينونة الأيديولوجية مرتبطة بشخص واحد، والآن لدينا أيديولوجيا فارغة مرتبطة بنصوص محتشدة، والشارع العراقي كله مؤدلج بأدلجة العشيرة".
وتساءل في مداخلته: "مثلاً نجد عنوان "جيل التغيير"، هذا الحكم الضخم جداً يحتاج إلى حيثيات، أين هو المتغير وما المعايير والقياسات؟ إما إطلاق الكلام فهذا سهل جداً بواسطة اللغة".
وأضاف الأكاديمي المعروف:"عربياً فإن إرغام الشعر ممتد من أول لحظة دخول الإسلام في التاريخ، فالإسلام جعل المعيار في الشعر هو الإيمان وليس تشكيل الشعر، لكن إذا كان لدى الفرد إيمان وبعد أخلاقي فهذا لا يكفيه لأن يكون شاعراً....، وهذا ما تجد جذوره في الجمهورية الأفلاطونية، لأن أفلاطون جعل الشعر في المرتبة الرابعة واستثنى الشعراء الأخلاقيين الإيجابيين، واليوم نبدل الإيمان القديم السامي أو الأخلاقية الأغريقية بعنوان ما بعد 2003".
مبيناً أكثر: "الشعر هو الشعر ربما الفرد محاصر وينتج شعراً عظيماً..".
ورأى صاحب كتاب "حفريات في الوعي اللامهمل"، إن "هذه الكتابات عن شعر ما بعد 2003 أحالتني إلى فكرة البيان الشعري الذي كُتب ستينيات القرن الماضي ببغداد من ثلاثة عراقيين ماركسي (فاضل العزاوي) وبوهيمي (فوزي كريم) وبعثي (سامي مهدي)، ورابعهم شاعر فلسطيني (خالد علي مصطفى)، أي أيديولوجيا تناطح أيديولوجيا أخرى، لذا نحن نستهلك المفاهيم لنقول إننا موجودون، أما البيانات في أوروبا فهي منتجة، واليوم نعيد هذا الأمر عبر التمسك بعنوان ما بعد 2003".