اقام الفنان علي المندلاوي معرضه الثاني عشر الذي يحمل عنوان (خارج المرايا) على قاعة الواسطي في الدار العراقية للازياء، استجمع فيه صور كاريكاتورية باسلوب التركيب لمجموعة مختارة من مشاهير الادب والفن والفكر العراقيين ، يريد منه ان يسترعي الانتباه الى الكاريكاتير وخاصة بعد التفاتة وزير الثقافة الجديد بضرورة دعم هذا الفن في العراق !!.
ضم المعرض 58 لوحة ، اقيم برعاية رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح وافتتحه وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور عبد الأمير الحمداني وحضره عدد كبير من اهل الثقافة الفن والاعلام والصحافة، وكتب في فولدر المعرض ان المندلاوي يلعب،انها طريقته لاعادة تركيب الشخصية،التي يختارها مسرحا لرقصته الكاريكتيرية ومسرحه غير محدود بمكان او زمان.الا ان قراءته لماضي الشخوص وحاضرها هي التي تضع الحدود وترسم تضاريس لوحته.
كانت اللوحات عبارة عن رسوم (بورتريه) بعضها اضاف اليها صورا تنسجم مع حالها لكي تبدو وحدة واحدة ،فيما كانت هنالك صور تنحى المنحى الكاريكاتيري وهذه اللوحات مختلفة الاحجام ، تضمنت قديمه وجديده ، ومنها بالابيض والاسود ومنها بالالوان ، اي انه كشف مسيرته الفنية الممتدة الى سنوات بعيدة ليضعها امام المتلقي بكل الدهشة فيها وكل الابداع الذي تمتلكه ريشة المندلاوي حيث كل لوحة تحتاج الى وقت كاف من التأمل للخطوط والالوان والقسمات التي منحها لوجوه شخصياته التي يعرف اغلبها الناس معرفة حقيقية لان رسم الوجوه مكتملة الملامح والتعبيرات لكنه اضفى عليها من نفسه السحر الذي تتميز به ريشته ،ولا يمكن للمتأمل الا ينهي تأمله للوحة بابتسامة تعبر عن الاعجاب والدهشة ، مثلما يشعر انه قادر على ان يستنطقها خاصة اذا ما كان يحمل معلومات عنها بل ان البعض منها تثير الحنين في النفس ،فلا يمكن تجاوز لوحة السياب ولا الجواهري ولا يوسف الصائغ ولا جلال الحنفي ولا مؤيد نعمة ولا عريان السيد خلف ولا زهور حسين ولا نزيهة سليم ولا زها حديد ولا خضير الحميري ولا خليل شوقي ولا حسن العاني ولا بدري حسون فريد ولا حسن خيوكة ولا نوري الراوي ولا مديحة عمر ولا كاظم حيدر ولا علي جواد الطاهر ولا منير بشير ، وغيرهم ممن لكل واحد منهم حكاية ، وقد اشار الفنان التشكيلي عبدالكريم السعدون الى ان :المعرض يعد امتدادا لطريقة علي المندلاوي في رسم الوجوه الكاريكتيرية وهو ماعهدناه في عمله بالصحافة منذ سنوات طويلة، مؤكدا ان المندلاوي فنان موهوب ومتميز جدا ليس في العراق حسب بل حتى عربيا وعالميا ،وهو يتطور في كل يوم على صعيد تقنياته وخطوطه وطريقة عمله .
كان المعرض بالنسبة للفنان المندلاوي فقد كان سعيد بمعرضه ومتواضعا ازاء حجم الاعجاب الذي بذله الحضرون، فقال : (الان .. اشعر بانني حققت شي يحسب لي !!)، لكنه
اشار الى موقف طريف حيث قال (مصادفة جميلة جدا ان يكون السيد الوزير من زوار معرضي الاول لهذا النوع من الفن في عام 1986 وفي هذا اليوم ايضا..
المندلاوي شكر رئيس جمهورية العراق الذي سبق ان التقاه قبل ايام ،لرعايته المعرض
واضاف : تجيء اقامة هذا المعرض بعد واحد وثلاثين عاما على اخر معرض (وجوه) كنت اقمته على قاعة (بغداد) عام 1988، ولا شك ان الاستقبال الحافل لاعمالي من جمهور عام وخاص منذ بدأت بنشر باكورة رسومي (بدر شاكر السياب) في مجلة (الف باء) 1983 كان وراء استمراري، وتحقيق المئات من اللوحات الوجهية التي صرت اعرف بها.