يجمع الفنان الهولندي المغربي سلمان الزموري بين رحلاته وفنه، فهو يصطحب الكاميرا معه في حلّه وترحاله، لذا عادة ما يكون لديه مشروع فني جدير بالاهتمام.
الرحلة التي تركت انطباعاً كبيراً لديه هي رحلته عبر إيسلندا قبل بضع سنوات. وبقي يرنو لمعاودتها. وكان قد زار العديد من العواصم والمدن مثل كوبا، فلسطين، أستراليا، كروديم، اليابان، نيويورك وسواها الكثير. تمت دعوته لاحقاً لزيارة إيسلندا من قبل مؤسسة Gil Artist Residency، المعنية بالبحث والمؤتمرات والمعارض في مجال الفن.
تتضمن الدعوة الاشتغال الفني وإقامة معرض تشكيلي. لم يتردد الزموري في الموافقة. ثمة اهتمام كبير بالفن في المدينة، التي تضم عشرة متاحف. أمضى طوال شهر أغسطس 2018 في بلدة أكوريري، شمال البلاد. هي رابع أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، لكنها المدينة الأكبر بعد العاصمة ريكيافيك. خلال الثلاثين يوماً التي قضاها سلمان الزموري في أكوريري كان ينجز عملاً فنياً واحداً كلَّ يوم، مستفيداً من المرافق التي يوفرها المركز. تم عرض الأعمال الفنية الثلاثين في صالة العرض بالمؤسسة.
أطلق على معرضه عنوان "أكوريري بعيون الغريب" ويمكن مشاهدتها أيضاً في قصر الثقافة (كولتورا) بمدينة إيده Ede وسط هولندا حيث يعيش الفنان سلمان الزموري.
كان سلمان مفتوناً بالمدينة والمناظر الطبيعية والناس، فانعكس ذلك في لوحاته الثلاثين. لقد أعجب بشكل خاص بالمناظر الطبيعية للمنطقة القريبة من الدائرة القطبية الشمالية، حيث الرائحة و الفراغ ، قريباً من الأرض الأم. يقول عن ذلك: إنه يشعر أن الحياة بدأت للتو.
واصل سلمان الزموري في إيسلندا تجربته الفنية التي تعتمد على التقاط الصور ثم تلوينها. فهي مزيج من التصوير الفوتوغرافي والرسم الرقمي. إنها تجربة تميز بها الزموري منذ سنوات حقق فيها نجاحات عديدة بمعارضه داخل وخارج هولندا، فاللوحة الناتجة من مزيج الصورة واللون تبدو منجزاً فنياً حقيقياً. يقول سلمان: " إن التقنيات الحديثة هي أدواتي. وهي تحقق لي متعة خاصة".
من خلال صوره المرسومة، يريد بشكل أساس توضيح ما يشعر به من تجربته في لحظة ما أو وضع ما أو مكان ما. ينطوي عمله على شخصية شعرية ويترك مجالاً لشد المشاهد.
أقام سلمان ثلاثة معارض في أكوريري في شهر واحد. أظهر المعرض الأول "أماكن مختلفة" لمحة عامة عن أعماله الخاصة ، بينما أظهر المعرض الثاني " المشهد الهولندي" الذي يصور نماذج من الطبيعة الهولندية. لقد كان هناك اهتمام دولي كبير بالعمل الذي قام به في أكوريري. زيارته إلى أيسلندا لن تكون الأخيرة.
يقدم سلمان رسالة في عمله؛ إنه يعتقد أن الفن لا يثري المجتمع فحسب، بل يجمع الناس معًا. يرى أن الفن سلاح لعالم أفضل. في هذا المعرض ، تم نشر كتيّب ( كاتلوج) مع مقدمة لهستر فيلتمان كامب، المستشار الثقافي في بلدية إيده.