بقلم محمد جهاد إسماعيل

& &نستنتج من اسم هذا الجنس الأدبي أنه أدب متخيل ليس واقعياً، وأنه متصل بالعلم والاكتشافات والتكنولوجيا. نشأ هذا الجنس الأدبي في الغرب، وبرز ظهوره مع قيام الثورة الصناعية، وتزاحم ظهور المكتشفات العلمية في البلاد الغربية. العديد من الأسماء الأدبية اللامعة أدلت بدلوها في هذا الفن الجميل، ولعل جول فيرن وهربرت جورج ويلز هما من يأتيان في الصدارة.&
& &بإمكان الباحث أن يدرك بوضوح، مدى ندرة وضحالة هذا الجنس الأدبي عربياً، فنصوص الخيال العلمي لا تظهر في أدبنا العربي، إلا على استحياء، وبشكل محدود. وهذا منشأه يعود إلى عقليتنا العربية وطريقة تفكيرنا، فتفكيرنا نحن العرب يتنافر مع منهجية أدب الخيال العلمي.&
فكر الخيال العلمي مرتبط في حد ذاته بالمستقبل، واستشراف المستقبل، ومعروف عنا نحن العرب أننا لا نحسن النظر إلى المستقبل، فنحن بارعون في الماضوية والسلفية والالتفات الدائم للوراء.&
& &شيء طبيعي أن يتأخر هذا الفن عند العرب، وأن يتقدم في الجهة المقابلة عند الغرب. فالعقل الغربي منشغل بقضايا المستقبل، يخطط للعقود والقرون القادمة، بينما العقل العربي منشغل بقضايا الماضي، ليملأ بها فراغ الحاضر وعجزه عن رؤية المستقبل. هم منشغلون في بحوث غزو الفضاء والثقوب السوداء والسفر عبر الزمن وتطوير الروبوتات والنانوتكنولوجي، فيما نحن منهمكون بالبكاء على أمجاد كانت لنا في الأندلس، نتجادل ونقتتل حول ما جرى في معركة الجمل وسقيفة بني ساعدة.&
& &إذا ما أراد الأدباء العرب أن ينهضوا بأدب الخيال العلمي، فهذا يتطلب منهم أن يتحرروا من قوالب التفكير الجامدة، وأن يتملصوا من الطريقة الكلاسيكية التي يكتبون بها الأدب. فكتابة نص الخيال العلمي تحتاج إلى قدر كبير من المجازفة والانطلاق، لأنها محاولة جادة لارتياد المستقبل وخوض غمار المجهول، بكل ما في ذلك من مغامرة وخروج عن المألوف.&

&كاتب من فلسطين
&