صدرت حديثاً للكاتب العراقي المقيم في لندن فاتح عبدالسلام، مجموعة قصصية بعنوان "قطارات تصعد نحو السّماء" عن الدار العربية للعلوم في بيروت، وضمّت عشر قصص قصيرة وتشير تواريخ كتابتها الى العامين الاخيرين ولم يسبق أن نشرت في أية دورية.&
تتناول القصص محنة الانسان العربي في المهجر، فيما تطل بقوة الحيوات التي عاشها متراكمة في بلاد هاجر منها تحت وقع الحروب والاضطهاد والتعسف، وذلك عبر حكايات تتشابك بعنف احياناً في جدلية الحب والحرب والحرمان والبحث عن أفق للخلاص. وتشكّل القطارات الفضاء القصصي، لأحداث تتوافر على مفاجآت اللحظات الانسانية النادرة، في سياق التقاط توظيفي لها عبر سرد يتحرك في رحاب حوار، يكاد يكون البنية الاساسية في القصة لدى فاتح عبدالسلام. ويغوص الكاتب في اعماق منسية من احلام الانسان ويستنطق الفضاء المكاني بما يصل احياناً بين قطارات لندن وقطارات في العراق مرّ من خلالها اولئك الناس الذين كابدوا الحروب وتشظت احلامهم وقصص حبهم وهربت نزواتهم مع دخان المدافع.وفي خضم هذه القطارات التي تحمل حكايات الانسان العربي المغترب تظهر قطارات من أزمان اخرى، إذ يغذي الماضي الذي لن يموت أحداثاً تنمو بانسيابية محكمة البناء القصصي. وسبق ان اصدر الروائي فاتح عبدالسلام مجموعة قصص "عين لندن" التي ابتدأ فيها مشروعه في استجلاء عوالم الانسان العربي المهاجر، واصراره على أن تكون له نافذة أمل في عالم قاس من المنافي المتعددة.