شهد منتدى دافوس الاقتصادي تقديم تقرير جديد حول تنظيم الرقعة المتشابكة من الاتفاقيات الخاصة بالتجارة الاقليمية والاستثمار، وهو يشمل حزمة واسعة من الإصلاحات المباشرة، بما في ذلك تعديل بعض القواعد العالمية.

إعداد عبد الإله مجيد: قدم المنتدى الاقتصادي العالمي والمركز الدولي للتجارة والتنمية المستدامة تقريرًا يقترحان فيه طائفة واسعة من الاصلاحات لقواعد ومؤسسات التجارة الدولية والاستثمار.
&
ويحدد التقرير الجديد معالم الطريق الى تنظيم الرقعة المتشابكة من الاتفاقيات الخاصة بالتجارة الحرة الاقليمية والاستثمار على نحو افضل وفي نهاية المطاف اعادة دمجها، وكذلك تعديل القواعد والمؤسسات لمواكبة التغيرات الأخيرة في الاقتصاد العالمي، مثل سلاسل القيمة العالمية والاقتصاد الرقمي والخدمات والتغير المناخي واهداف التنمية المستدامة.
&
وتعتمد مبادرة الفرق الخمسة عشر من الخبراء لتعزيز نظام التجارة العالمية والاستثمار في القرن الحادي والعشرين E15 Initiative، منظورا منهجيا بعيد المدى، وتقدم مقترحاتها لا لتطوير قانون التجارة ومؤسساتها فحسب، بل ايضا تطوير الجوانب المرتبطة بالتجارة من التنمية الدولية والتعاون في مجالات التمويل والبيئة والزراعة والعمل والتكنولوجيا خلال العقد المقبل حتى عام 2015. &كما يقترح التقرير سلسلة من التحسينات البنيوية لعمل منظمة التجارة العالمية.&
&
مفاوضات الدوحة
&
وتأتي المقترحات الجديدة في اعقاب الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في نيروبي في كانون الثاني (ديسمر) 2015، حيث فشلت الحكومات في التوصل الى اتفاق على مواصلة دورة الدوحة للمفاوضات التجارية في شكلها الحالي، وبذلك جمدت من الناحية الفعلية عملية دخلت طريقًا مسدودا منذ عشر سنوات، وقد ترك هذا الفشل المجتمع الدولي بلا رؤية مشتركة مع مخاوف متزايدة بشأن نظام يتفكك ويواجه مسائل اساسية تتعلق بالشرعية والفاعلية.&
&
ومنذ عامين عمل المنتدى الاقتصادي العالمي والمركز الدولي للتجارة والتنمية المستدامة على تيسير اطلاق عملية استثنائية متعددة الأطراف والحقول حُشد لها 375 خبيرا من انحاء العالم توزعوا على 15 فريقا وثلاث مجموعات ذات مهمات خاصة في اطار من الشراكة مع 16 مؤسسة أخرى، وقد اسفرت العملية عن مجموعة شاملة من المقترحات التي لُخصت في تقرير اعدته المنظمتان اللتان اطلقتا المبادرة. &
&
وقال &ريتشارد سامانز، عضو مجلس ادارة المنتدى الاقتصادي العالمي، ان الخلاصات التي خرجت بها فرق الخبراء الخمسة عشر وتوصياتها مشجعة تبين ان عدم قدرة العالم على الاتفاق على الأجندة متعددة الأطراف لدورة الدوحة لا يعني تعذر الوصول الى موقف مشترك يعود بالنفع على الفرقاء والاطراف الرئيسة، ولكن الطريق الى الامام لا تتضح معالمه إلا إذا تراجع المرء عن التركيز المحدد على آلية السياسة التجارية الرسمية لمنظمة التجارة العالمية نحو تقدير النظام البيئي الأوسع للمؤسسات والأدوات المتاحة من اجل التأثير في السلوك التجاري والاستثماري باتجاه ايجابي.&
&
المقترحات
&
واشار الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للتجارة والتنمية المستدامة ريكاردو ميلينيز اورتيز الى ان مقترحات فرق الخبراء الخمسة عشر تستجيب للتغيرات الجارية في نظام التجارة والاستثمار وتقدم مبادئ واجراءات ملموسة لضمان عمل الادارة في هذا المجال على دفع التنمية المستدامة قدماً. &
&
وتتضمن المقترحات جملة إجراءات تدعم التقدم في العديد من الأولويات المشتركة للمجتمع الدولي، ومنها:
&
- تعزيز النمو العالمي وتشغيل الايدي العاملة
&
- تخفيف الاحتكاك التجاري والغموض في مجال الاستثمار
&
- تسريع التنمية المستدامة في البلدان الأقل تطورا
&
- زيادة التنوع الاقتصادي والقدرة التنافسية في البلدان ذات الدخل المتوسط&
&
- ضمان الأمن الغذائي
&
- مكافحة التغير المناخي وتردي البيئة
&
- الحفاظ على فضاء السياسة الوطنية لاعتماد خيارات مجتمعية
&
- تقوية شرعية النظام التجاري العالمي
&
وتستمر العملية خلال الفترة 2016 - 2017 في حوار عالمي حول دلالات هذه الخطة التي تتناول طريقة رسم الاستراتيجية التجارية وادارتها في البلدان المنفردة وعالميا، بما في ذلك ما يمكن ان يقدمه من مساعدة اجراء تحسينات في الزراعة التعاونية الدولية.&
&
ويشارك في الاجتماع السنوي السادس والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي تستمر اعماله من 20 الى 23 كانون الثاني (يناير) في منتجع دافوس السويسري ما يربو على 2500 من قادة الأعمال والحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والوسط الأكاديمي والاعلام والفنون، ويتضمن برنامج المنتدى الذي يُعقد هذا العام تحت شعار "امتلاك ناصية الثورة الصناعية الرابعة" أكثر من 300 جلسة منها نحو 100 جلسة تُبث حية على الانترنت.&
&

&