فيينا: فاجأت منظمة البلدان المصدرة للنفط «اوبك» السوق قبل شهرين بالإعلان انها اتفقت على الموافقة على خفض الانتاج الى ما بين 32.5 و33 مليون برميل في اليوم في محاولة هدفها الحد من الفائض ورفع الأسعار، وبعد شهرين لم تتوصل المنظمة الى إتفاق على معايير الصفقة التي من الممكن أن تحصل. واخفق اجتماع ماراثوني عقدته اوبك يوم الاثنين في التوصل الى اتفاق يُقدَّم الى اجتماعها الوزاري لبحثه الأربعاء.

وعلى امتداد شهرين، امتنع مسؤولو اوبك وبلدان خارج اوبك مثل روسيا عن ابداء تفاؤلهم أو تشاؤمهم بالتوصل الى اتفاق. ولكن يبدو ان الخلاف بين الثلاثة الكبار في اوبك ـ السعودية من جهة، وايران والعراق من جهة أخرى ـ واسع اليوم، كما كان قبل شهرين.

وما زالت احتمالات توصل وزراء اوبك الى اتفاق في فيينا اليوم الأربعاء "50/50" على حد تعبير امريتا سين، كبير المحللين النفطيين في شركة انيرجي اسبيكتس في مقابلة مع شبكة بلومبرغ. ولاحظ سين ان من الجائز ان تشهد السوق النفطية «تعديلاً حاداً»، وان يهبط سعر النفط الى 20 دولارًا للبرميل إذا انتهى اجتماع اوبك اليوم الأربعاء دون اتفاق. فإن رد فعل السوق سيكون سلبياً على عدم التوصل الى اتفاق وان الانطباع الذي ستتركه اوبك عقب فشلها هو نهاية المنظمة، بحسب المحلل سين.

الخلاف داخل اوبك

ويمكن تلخيص الخلاف داخل اوبك في ان السعودية تريد رفع سعر النفط الى 60 دولارًا للبرميل بخفض الانتاج ولكنها مصممة على ألا تتحمل اعباء التخفيض بمفردها هذه المرة. وتسعى المملكة الى رفع الاسعار لتمويل مشاريعها الطموحة في اطار "رؤية السعودية 2030". ولكن ايران والعراق يصران على اعفائهما من التخفيض بأمل محاصرة السعوديين في زاوية ودفعهم الى اجراء التخفيض بمفردهم هذه المرة ايضًا.

ولا ترى السعودية مبررًا لاعفاء ايران من التخفيض وزيادة انتاجها الى مستواه قبل العقوبات الدولية على طهران، وافادت تقارير أن السعودية اقترحت على ايران ان تجمد انتاجها عند 3.7 ملايين برميل في اليوم، فيما تريد طهران تجميده عند 3.97 ملايين برميل في اليوم.

العراق من جهته يريد تجميد انتاجه عند 4.546 ملايين برميل في اليوم ، بحسب داو جونز. لكنّ اعضاء آخرين في اوبك بينهم السعودية ليسوا مستعدين لقبول المقترح العراقي.

حسابات سياسية

ويرى المحلل سين من شركة انيرجي اسبيكتس ان سبب الخلاف داخل اوبك ليس انعدام الارادة أو المنطق بل تقف وراءه حسابات سياسية لدى هذه البلدان النفطية الثلاثة.

وتخلت السعودية عن محاولاتها اقناع اعضاء اوبك بإتخاذ خطوة جماعية موحدة لدعم اسعار النفط من خلال خفض الانتاج بإعلان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ان اوبك في الحقيقة لا تحتاج الى خفض الانتاج لاعادة التوازن الى الأسواق.

ولكن حتى إذا اتفق اعضاء المنظمة على خفض الانتاج هل سيكون انفراد اوبك وحدها بهذا الاجراء كافياً لرفع الأسعار من دون مشاركة بلدان غير اعضاء في المنظمة وخاصة روسيا؟ أم ان روسيا لن تنضم الى هذا المجهود المشترك لخفض الامدادات النفطية إلا بعد ان تتفق بلدان اوبك في ما بينها؟

هذا هو التحدي الذي يواجه وزراء اوبك في اجتماعهم الأربعاء في فيينا.

اعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن "يو أس توداي". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي

http://www.usatoday.com/story/money/business/2016/11/29/oil-prices-may-plunge-20-if-opec-fails-clinch-deal/94638634/