دبي: تصاعدت معركة التجارة الإلكترونية في الخليج مع افتتاح موقع "نون.كوم" في نهاية الأسبوع، بعد ستة اشهر على استحواذ مجموعة "أمازون" الأميركية العملاقة على موقع "سوق.كوم". 

ويعلن الموقع لمستخدمي منصته الرقمية التي تعرض آلاف المنتجات على المتسوقين على الإنترنت في الإمارات العربية المتحدة "تم إطلاق نون". 

وسيعرض الموقع تطبيقا للأجهزة النقالة "في الأيام المقبلة" على أن يتم افتتاحه في السعودية "في الأسابيع المقبلة"، وفق بيان لا يأتي على ذكر التأخير الذي سجل في السابق في ولادة هذه المنصة الإلكترونية. 

والموقع وليد مشروع مشترك أقامه رئيس مجلس إدارة مجموعة "إعمار" العقارية الإماراتية العملاقة محمد العبار مع مجموعة من المستثمرين تضم صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة محمد حمود الشايع الكويتية لتجارة التجزئة. 

وبلغ مجموع الاستثمارات في "نون" بالأساس مليار دولار (850 مليون يورو). 

وقال العبار "إننا متشوقون لتسليم طلبيات إلى زبائننا الأوائل"، مشددا على أن الهدف هو جعل نون "المنصة الاولى للتسوق الإلكترونية في المنطقة باللغة العربية". 

وكان العبار فشل في إعادة شراء موقع "سوق.كوم" الذي تأسس عام 2005 في دبي واستحوذت عليه مجموعة "أمازون" في آذار/مارس لقاء مبلغ يفوق 650 مليون دولار (552 مليون يورو).

وأعلنت "امازون ويب سيرفيسز" في 25 أيلول/سبتمبر عن اتفاق مع حكومة البحرين لفتح أول مراكز إقليمي للبيانات في الشرق الأوسط في هذه الدولة الخليجية بحلول 2019. 

سوق ناشئة

ويتوقع الخبراء أن يشعل افتتاح موقع "نون" في الإمارات حرب أسعار في سوق التجارة الإلكترونية الناشئة التي تحمل إمكانات واعدة على صعيد الأرباح في الخليج، حيث العديد من المتسوقين معتادون ارتياد المحلات والمراكز التجارية الضخمة.

وقال فراز محمود، رئيس مجلس إدارة شركة "أولد تاون أدفايزورز" المالية المتمركزة في دبي، إن إطلاق موقع نون سيؤدي إلى اشتداد المنافسة في مجال التجارة الإلكترونية، لكن هذه السوق تتسع برأيه للجميع.

وقال لوكالة فرانس برس "لا أعتقد أن هذه السوق مشبعة" مؤكدا أن "هناك مكانا لـ(شركات) أخرى". وتوقع "تغييرا ثقافيا على صعيد التسوق في المنطقة على المدى البعيد".

وصرح المحلل أم.آر. راغو من المركز المالي الكويتي (مركز) ان اطلاق "نون" "سيثير بالطبع بلبلة في السوق الناشئة لمبيعات المفرق على الانترنت".

وقال راغو لفرانس برس ان "المبيعات على الانترنت لا تتجاوز 2% من مجمل المبيعات بالمفرق في الشرق الاوسط بحسب التقديرات، فيما تبلغ 15% في الاسواق المتطورة".

كما توقع ان يزداد حجم التجارة الالكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي الى 20 مليار دولار في 2020 من 5 مليارات في 2015.

وأضاف ختاما ان "مستقبل المشتريات عبر الانترنت مشرق، لكن بالنسبة الى الخليج فستكون هناك معركة قاسية مع اللاعبين التقليديين الذين يتمتعون بتحصينات ثابتة ويوفرون لزبائنهم تجربة تبضع ما زالت متفوقة حتى الآن".