أعلن وزير الطيران المصري شريف فتحي، عودة رحلات الطيران بين مصر وروسيا في شهر فبراير المقبل، ويتوقع أن يسهم القرار في تنشيط حركة السياحة في مصر، مع قرب عودة نحو أربعة ملايين سائح روسي في العام المقبل 2018، بينما يتوقع رئيس شركة سياحية روسية أن يتأثر السوق التركي بذلك القرار.

إيلاف من القاهرة: بعد توقف لأكثر من عامين، تستأنف روسيا رحلات الطيران إلى مصر في شهر فبراير المقبل، وأعلن وزير الطيران المدني، شريف فتحي، عودة الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة وموسكو، مطلع فبراير المقبل، في مؤتمر صحافي عقده في روسيا مع وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أمس الجمعة.

ومن المتوقع أن يؤدي القرار إلى تنشيط حركة السياحة في مصر، وعودة نحو أربعة ملايين سائح روسي إلى زيارة المعالم السياحية.

وقال رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر وعضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، الدكتور عاطف عبد اللطيف، إن قرار عودة الرحلات الروسية بين مصر وروسيا الذي تم اتخاذه بالأمس بين الدولتين، يعتبر انهاء لسنتين عجاف في مجالي الطيران والسياحة، كانت قد بدأت مع سقوط الطائرة الروسية في سيناء عام 2015.

وأضاف في تصريحات لـ"إيلاف"، أن البروتوكول الذي تم توقيعه بين وزير الطيران شريف فتحي ونظيره الروسي ينص على عودة الرحلات الجوية بين البلدين في الأول من فبراير بين مطاري موسكو والقاهرة وهو يتعلق بالطيران المنتظم ونظرا لارتفاع تكلفته سيجذب الشريحة ذات الدخول المرتفعة في روسيا، ولكنه بداية ممتازة.

وأوضح أن الاتفاق ينص على عودة الطيران العارض "الشارتر" خاصة للمدن السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ سيكون في ابريل القادم، مشيرًا إلى أن المطارات في المدن السياحية لا تقل كفاءة وتأمين واستعداد عن مطار القاهرة في استقبال السائحين.

وتابع: أعتقد أن منظمي الرحلات سيقومون من الآن على إعداد برامج ورحلات سياحية لمصر من جديد وهذا سيحتاج إلى بعض الوقت، متوقعًا أن تعود رحلات الشارتر إلى المدن السياحية مطلع مارس القادم ولن تتأخر إلى ابريل كما هو مطروح حالياً.

واقترح بضرورة عمل عروض سياحية بالتنسيق مع مصر للطيران بأسعار مناسبة وزيادة عدد الرحلات بين مصر وروسيا ومنح عروض تسويقية من مصر للطيران على رحلاتها للسائحين الروس بالتنسيق مع منظمي الرحلات حتى يمكنا استقطاب اكبر قدر من السياحة الروسية لحين عودة رحلات الشارتر.

وقال إن الروس يعشقون زيارة مصر وقضاء وقت الأجازات فيها خاصة في مرسى علم وشرم الشيخ والغردقة.

 ويتوقع عبد اللطيف رواج الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من باقي الدول الأوروبية التي كانت مترقبة للقرار الروسي، هذا فضلا عن عودة السياحة الروسية إلى الصدارة في الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، مشيرًا إلى أن مصر كانت تستقبل قرابة 3 ملايين سائح روسي في عام الذروة 2010 وعقب عودة رحلات الطيران بين البلدين، تشير التوقعات لاستقبال مصر أكثر من 4 ملايين سائح روسي خاصة مع عودة رحلات الشارتر.

ودعا عبد الطيف إلى ضرورة رفع كفاءة الفنادق والقرى السياحية في مصر في أسرع وقت لاستقبال السياحة الروسية، وما سيستتبعها من جنسيات أخري، مشيرًا إلى ضرورة الاسراع في عمليات الاحلال والتجديد في الفنادق وتوفير التمويل اللازم من خلال مبادرة البنك المركزي لتمويل القطاع السياحي وحل العقبات والاشتراطات التي تحول دون حصول المنشآت الفندقية على التمويل اللازم ومنها لابد من استثناء بند عدم تعثر المنشآة في 2016 لان ظروف القطاع السياحي كانت قاسية جدا في تلك الفترة واغلب الفنادق تعرضت للتعثر والإغلاق.

وتشير إحصائيات وزارة السياحة المصرية، إلى أن عدد السياح الروس في عام 2014، تجاوز 3 ملايين سائح، أي ما يعادل 31% من إجمالي عدد السياح، الذين زاروا مصر في هذا العام وبلغ عدد السياح الروس، الذين زاروا مصر لأول مرة في العام 2015، نحو 47% من جملة الوافدين. وحقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر عام 2014، من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل خلال العام نفسه تقريبا.

وفي السياق ذاته، أعلن تاراس ديمورا، الرئيس التنفيذي لشركة TUI في روسيا ورابطة الدول المستقلة أنه بعد استئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر يمكن سحب من 10-35% من السياحة الروسية الوافدة إلى تركيا، مشيرًا إلى أن هذا مرتبط بسياسة التسعير في الفنادق المصرية.

وقال ديمورا، في تصريحات صحافية، إنه في هذه الحالة سوف تتنافس مصر وتركيا في الصيف بالتأكيد ولكن سياسة الأسعار المحلية ستلعب دورا كبيرا.

 وأشار الرئيس التنفيذى لشركة TUI في روسيا ورابطة الدول المستقلة، إلى أنه زار تركيا هذا العام 4.3 مليون سائح روسي وهذا رقم قياسي، حتى أنه أفضل من السنوات ما قبل الأزمة، حيث لعبت الأسعار المحلية دورا كبيرا، وعمل الكثيرون على خفض الأسعار لجذب السياح.

 وعلاوة على ذلك، تتوقع تركيا الآن أن حوالي 6 ملايين روسي سيأتون في عام 2018، حيث يبلغ متوسط ​​سعر الليلة في الفندق التركي من 60 - 70 دولارا يوميا، فيما يبلغ سعر الليلة في الفندق المصري 30 دولارا، ولذلك إذا تم فتح الخطوط المصرية سيكون هناك زيادة في الإقبال عليها.

وأضاف ديمورا: "إذا كانت الفنادق المصرية تريد أن تزيد سعر الليلة ما بين 50 و60 دولارا، فإنها لن تجني الكثير من المال ولن تنافس تركيا.

وكشف الرئيس التنفيذى لشركة TUI في روسيا ورابطة الدول المستقلة تاراس ديمورا، أن منظمي الرحلات السياحية الروس يدرسون افتتاح الرحلات الجوية بين روسيا والقاهرة كخطوة وسيطة قبل افتتاح شرم الشيخ والغردقة، وذلك بعد شهر أو شهرين .

وأشار إلى أنه بعد افتتاح خط القاهرة، سنفهم أنه في غضون شهر أو اثنين سيتم فتح خطي الغردقة وشرم الشيخ، وأن بعض المشغلين السياحيين يدرسون الاعتماد على القاهرة في التسويق للمنتجات السياحية المصرية، ولكن يجب أن يكون مفهوما أن الطلب في هذه الحالة سوف يختلف، ومن النادر أن يقوم السياح برحلات بحرية على النيل، وهذا لن يقدم تدفقا سياحيا كبيرا.

وأوقفت روسيا الرحلات الجوية مع مصر في نوفمبر 2015 بعد حادثة تحطم طائرة ركاب روسية تابعة لشركة طيران كوغاليمافيا في سيناء بفعل عمل إرهابي ومقتل 224 سائحا روسيا وسبعة من أفراد الطاقم كانوا على متنها.