أظهر تقرير جديد أن العراق رغم أنه ثاني أكبر منتج في منظمة «أوبك»، لكنه الأول في عدم الإلتزام بحصص الإنتاج. معتبرًا أن سوابق العراق في عدم الإلتزام تجعل من الصعب على أوبك تحقيق المزيد من الزيادات في سعر النفط بخفض الإنتاج. &

إيلاف: ضخّ العراق خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 80 ألف برميل في اليوم، فوق الحصة التي حددتها له أوبك في إطار الخفوضات التي اتفقت عليها المنظمة. &

تكاليف لا تحتمل
وفي حال تمديد هذه الخفوضات إلى عام 2018، فإن العراق سيكون لديه حافز أكبر لعدم الالتزام بحصته، نظرًا إلى توسع الطاقة الإنتاجية في حقوله الجنوبية الكبيرة، وحاجته الماسّة إلى زيادة عائداته النفطية، بعدما أغرقته في الديون ثلاث سنوات من الحرب ضد تنظيم داعش، بحسب التقرير.

ونقلت شبكة "بلومبرغ" الإخبارية، التي نشرت التقرير عن هاري تشيلينغوريان رئيس قسم استراتيجية أسواق السلع في مجموعة "بي إن بي باريبا" المصرفية العالمية، قوله: "إن إبقاء هذه الطاقة الإنتاجية عاطلة سيأتي بكلفة قد يرفض العراق تحمّلها". لكنه أعرب عن تفاؤله بهبوط المخزون العالمي من النفط في نهاية العام، حين تبادر دول أعضاء في أوبك، مثل السعودية، إلى معالجة الخلل الناجم من خروقات العراق. &

زيادة الفائض
لكن خطرًا قد ينشأ إذا تمادى العراق في الإنتاج فوق حصته، بحيث تبدأ دول أخرى أعضاء في أوبك بعدم الإلتزام أيضًا، والتسبب في زيادة الفائض، الذي محا الكثير من الزيادة في الأسعار، بعد اتفاق دول أوبك على خفض الإنتاج في نوفمبر الماضي. &

ينص الاتفاق على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل في اليوم، ضمنها 210 آلاف برميل في اليوم من إنتاج العراق، الذي يُفترض أن يخفض إنتاجه إلى 4.351 مليون برميل في اليوم. وفي الربع الأول من العام الحالي، لم يحقق العراق إلا 61 في المئة من الهدف المحدد له، رغم أن التزامه تحسن إلى 90 في المئة في إبريل، بحسب بيانات أوبك. &

وقال روبن ميلز رئيس شركة كمر إنرجي الاستشارية في دبي إنه يشك في أن يخفض العراق إنتاجه في الربع الثاني أكثر مما خفضه حتى الآن، بل إنه قد يزيد إنتاجه بعد انتهاء أعمال الصيانة في حقول عدة، وبدء الإنتاج في حقول جديدة، وارتفاع الاستهلاك المحلي الموسمي. أضاف إن "هناك مؤشرات إلى أن هذا بدأ بالفعل". &

نظراء العراق يتحمّلون خروقاته
لاحظ التقرير أن نظراء العراق في أوبك "يتحمّلون خروقاته، لأن السعودية بالدرجة الرئيسة خفضت إنتاجها 171 ألف برميل إضافية أو بنسبة 35 في المئة فوق التخفيض المطلوب منها". ونتيجة لخطوة السعودية حققت أوبك 96 في المئة من الخفوضات المحددة في الربع الأول، وهي نتيجة استثنائية إذا علمنا أن الالتزام بالخفوضات السابقة لم يزد قط على 80 في المئة، كما تبيّن أرقام وكالة الطاقة الدولية.&

وبحسب التقرير فإن العراق ليست لديه سيطرة أو حتى معرفة بصناعته النفطية كلها، مشيرًا إلى أن إقليم كردستان كان وقت التوصل إلى اتفاق أوبك في العام الماضي ينتج 12.5 في المئة من إنتاج العراق.

إزاء الشكوك المتزايدة في أن تكون خفوضات أوبك كافية لتعديل ميزان الإمدادات العالمية يصبح السكوت عن عدم الالتزام بالحصص أشد خطورة، كما يرى محللون. &

تنفيذه سيء
وقال نعيم إسلام، كبير محللي الأسواق في شركة ثنك ماركيتس للوساطة في لندن، "إن أوبك إذا كانت حقًا تريد مواجهة الفائض في سوق النفط، فإنها يجب أن تضاعف خفوضاتها مرتين "في الحد الأدنى". &

وأكد المحلل النفطي أنس الحجي في اتصال هاتفي من هوستن أنه ليست لدى أوبك آلية لمعاقبة المخالفين من الأعضاء. وقال "إن الاتفاق شيء، والتنفيذ شيء".&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بلومبرغ". الأصل منشور على الرابط الآتي:

https://www.bloomberg.com/news/articles/2017-05-22/opec-s-worst-cheater-will-get-harder-to-ignore-as-curbs-falter