حث ليليو كلاسين، رئيس مؤسسة عملة "بيتكوين" الافتراضية، المستخدمين على الاستثمار بها بحذر و"في حدود طاقتهم".

جاء ذلك في كلمة كلاسين خلال فعاليات مؤتمر "تيد غلوبال" في تنزانيا لبحث إمكانية استخدام عملة بيتكوين في أفريقيا.

وفي ظل عدم استفادة البنوك المصرفية من عملات بالمليارات، تبرز حاجة الكثيرين للاستعانة ببدائل تستوعب الأموال المحمولة.

وقال كلاسين إن عملة البيتكوين تستخدم بالفعل في دول أفريقية مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وكينيا.

وأضاف أن العملة الرقمية كان لها صدى خاص في دول تعاني من اقتصادات مضطربة.

وقال لبي بي سي :"يولي الكثير من المواطنين في زيمبابوي اهتماما بها كنظام مالي بديل، غير أنه ليس من السهل تفعيل أشياء بصورة رسمية في وقت لا نرغب في أن ينُظر إلينا على أننا نجنح إلى تعطيل الاقتصادات".

الشركات الصغيرة

تعد مؤسسة بيتكوين، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، منظمة غير هادفة للربح تروج لاستخدام البيتكوين في شتى أرجاء العالم.

وتعتمد البيتكوين، مثل العملات الإلكترونية الأخرى، على تكنولوجيا رقمية تعرف باسم "بلوك شين (أي سلسلة الكتل)" وهي قاعدة بيانات رقمية لامركزية تسجل كل معاملة.

وقال كلاسين إن نظام تأمين البيانات للعملة الرقمية، التي تحول الأصول إلى وحدة رقمية مميزة لها على قاعدة بيانات البلوك شين، قد يكون له أيضا تأثير كبير على أفريقيا.

وأضاف :"يعني ذلك أن صاحب الشركة الصغيرة يمكنه ترميز الأسهم في شركته بحيث لا يضطر المستثمرون إلى اللجوء إلى وسيط مركزي أو تسجيل أسهمهم".

وقال إن ذلك قد يجعل من السهل على المستثمرين وضع الأموال وسحبها أثناء مباشرة الأعمال.

بيتكوين
Getty Images
سجلت عملة البيتكوين أعلى معدلاتها أمام الدولار الأمريكي في أواخر شهر أغسطس/آب

واعترف كلاسين أن البيتكوين في شكلها الحالي ليست في حالة تجعلها بديلا للعملات النقدية.

وأضاف :"بمجرد تفعيل التحديثات، لن يكون هناك أي شئ يحد من التعامل بها على الشبكة".

ومن المقرر إطلاق هذه التحديثات خلال الأشهر الستة المقبلة وحتى 12 شهرا.

وسجلت البيتكوين أعلى معدلات ارتفاعها مؤخرا، بعد أن وصلت قيمة وحدة بيتكوين إلى نحو 4500 دولار.

غير أن كلاسين أشار إلى ضرورة الحذر، وحث المستخدمين على عدم الاستثمار "خارج حدود طاقتهم".

وقال :"حتى أكون أمينا، ليست البيتكوين في مركز يضعها بديل عن النقدية حاليا. لا تنظروا إليها كعملات نقدية، أنظروا إليها كأحد الأشكال الرقمية للذهب الذي يجعلك قادرا على البقاء خارج المناخ المالي الراهن".

وأنحى بلائمة اضطرابات العملات الأخيرة على "المستثمرين غير المتطورين".

وقال :"إنهم يقرأون مقالا بشأن ذلك قد يكون حقيقة أم لا، ثم يتخذون قرارا لمستقبل طويل الأجل، وهو ما يجعلنا نقع في هوة التأرجح الشديد".

وأضاف أنه في غضون عشر سنوات سيكون لدى الجميع "حافظتان"، واحدة للعملة المحلية وأخرى لمجموعة من العملات الإلكترونية.

واستبعد قلق الكثيرين من العملة، بسبب طبيعتها المجهولة، وإمكانية استخدامها للتهرب الضريبي وغسل الأموال.

كما أشار إلى تقرير صادر من الاتحاد الأوروبي هذا الصيف يشير إلى إمكانية استخدامها في نشاط إجرامي، وقال :"ثبت عدم وجود سلوكيات إجرامية كثيرة على نطاق واسع".