بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، زيارة رسمية إلى الصين، تستغرق أربعة أيام، للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي يعقد يومي الثالث والرابع من سبتمبر، ويسعى إلى جذب استثمارات جديدة إلى بلاده.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الصين حاليًا، للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي يعقد يومي الثالث والرابع من سبتمبر الجاري. ويرافقه وفد رفيع المستوى، متكون من وزير الخارجية سامح شكري ووزير الكهرباء، محمد شاكر، ووزيرة الاستثمار الدكتورة سحر نصر، ووزير التجارة والصناعة، المهندس عمرو نصار، بالإضافة إلى رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء عباس كامل.

وحسب جدول الزيارة، فإن السيسي سيعقد اجتماعًا مع نظيره الصيني شي جين بينج، لبحث التعاون الاقتصادي المشترك، ومناقشة مختلف القضايا الدولية والإقليمية، كما يلتقي السيسي برئيس الوزراء الصيني، وسيعقد لقاءات مع ممثلي كبرى الشركات الصينية، في إطار سعيه نحو جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر.

وقال الخبير الاقتصادي، محمد جمال الدين، إن العلاقات المصرية الصينية تتسم بالعمق والتنوع، مشيرًا إلى أن مصر والصين من أقدم الحضارات في العالم، وتتمتع العلاقات بينهم بالدفء منذ فجر التاريخ.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الزيارة تكتسب أهمية اقتصادية، منوهًا بأن مصر تطلع إلى جذب الاستثمارات الصينية، وزيادة مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 11 مليار دولار العام الماضي، مشيرًا إلى أنه ارتفع بنسبة 25% خلال الربع الأول من العام الحالي ليبلغ 2.835 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأوضح أن الصين أكبر شريك تجارى لمصر بالمنطقة العربية، وتبلغ الصادرات الصينية لمصر 6.5 مليار دولار أميركى في النصف الأول من العام الحالي، في حين تبلغ الصادرات المصرية للصين نحو مليار دولار أميركي.

وأشار إلى أن الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر تقدر بـ106 ملايين دولار في النصف الأول من العام الماضي، بزيادة تقدر بـ75% عن عام 2016، منوهًا بأن مصر تتطلع إلى جذب استثمارات في مجال الطاقة والزراعة والصناعات التكنولوجية والسيارات.

وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية، "شينخوا"، إن "مشاركة السيسي في القمة تكتسب أهمية كبيرة في ضوء ما تتمتع به مصر من دور ريادي وثقل سياسي وحضاري في قارة إفريقيا وسعيها إلى توسيع وتنويع مختلف أطر التعاون مع الصين وما يحمله التعاون الصيني الإفريقي من سمات تتضمن التأكيد على المنفعة المشتركة والتركيز على تقوية قدرة القارة على التنمية المستقلة".

ونقلت عن عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصينى "وانغ يي"، قوله، إن عمق العلاقات الصينية - المصرية ليس وليد اللحظة، وإنما هو نتاج تفاعلات تاريخية بدأت من تلاقى اثنتين من أقدم الحضارات في العالم، وهو ما أسس منذ قرون طويلة لعلاقات متميزة على صعيد التجارة والثقافة والفن بين البلدين.والمتتبع لمسيرة العلاقات وصولا إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956 والتي صارت معها مصر أول بلد عربي وإفريقي يقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية وما شهدته هذه العلاقات من تطور مستمر طوال السنين الماضية يجد أن الزيارات الرسمية واللقاءات المتعددة بين قيادتي البلدين في السنوات الأخيرة ساهمت في تعزيز مستوى التعاون والتنسيق الثنائي.

وحسب تصريحات المبعوث الصيني الخاص السابق للشرق الأوسط "وو سى كه" للوكالة، فإن "طفرة كبيرة شهدتها العلاقات الصينية - المصرية مع تكرار تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث قام الرئيس السيسى بزيارته الأولى للصين في ديسمبر 2014 وتخللها التوقيع على وثيقة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، وفى مطلع عام 2016 قام الرئيس الصينى شى جين بينغ بزيارة مهمة لمصر وقع خلالها البلدان البرنامج التنفيذي لتعزيز العلاقات الثنائية للفترة من 2016 إلى 2021 والذي يجرى تنفيذه بسلاسة".

وكان الرئيس المصري زار الصين أربع مرات منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، وجاءت الزيارة الأولى في ديسمبر عام 2014، وجاءت الزيارة الثانية في سبتمبر 2015، للمشاركة في احتفال الصين بعيد النصر الوطني والذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.

وفي شهر سبتمبر 2016، زار السيسي الصين للمرة الثالثة، للمشاركة كضيف خاص في قمة مجموعة العشرين. وفي سبتمبر من العام الماضي، زار الرئيس المصري بكين، للمشاركة في فعاليات الحوار الاستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، المقام على المستوى الرئاسي على هامش قمة الدورة التاسعة لقمة مجموعة "البريكس" تحت عنوان "شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقاً".