انقرة: فاجأ البنك المركزي التركي الخميس اسواق المال بالاعلان عن زيادة أكبر من المتوقع لأسعار الفائدة لمحاربة معدلات تضخم هائلة ودعم الليرة ما انعكس ايجابا على سعر صرفها.

وقال البنك إنه يرفع معدل الفائدة الرئيسية ب625 نقطة أساسية لتصل إلى 24 بالمئة، أي أكثر بمرتين عن إجماع السوق للزيادة.

وأكثر ما يفاجئ في رفع الفائدة أن الرئيس رجب طيب اردوغان سبق ان انتقدها معتبرا انها "أداة للاستغلال".

وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك إنه سيتم رفع فائدة إعادة الشراء (الريبو) للأسبوع من 17,75 بالمئة إلى 24 بالمئة، وهي أول زيادة منذ حزيران/يونيو.

واستفادت الليرة بقوة من القرار وارتفعت قيمة صرفها بنسبة 5 بالمئة ليصل تداولها إلى 6 ليرات للدولار الأميركي. وخسرت في ما بعد شيئا من المكاسب لكن قيمة الصرف بقيت مرتفعة عند 3 بالمئة أي 6,13 للدولار.

وكانت الليرة قد تدهورت في الاسابيع الماضية وسط مخاوف متعلقة بالسياسة الداخلية وأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقال البنك إن التطورات المتعلقة بالتضخم تشير إلى "مخاطر كبيرة على استقرار الأسعار" نظرا للتراجع الأخير لسعر صرف الليرة.

واضاف إن "تراجع الأسعار لا يزال يمثل مخاطر على مستقبل التضخم رغم طلب داخلي أضعف".

وتابع"بناء على ذلك، قررت اللجنة تطبيق تشدد نقدي قوي لدعم استقرار الاسعار" في شرحه اسباب الزيادة.

وبدون استبعاد امكان رفع معدلات الفائدة لاحقا، تعهد البنك "استخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق استقرار الأسعار".

وأضاف أنه "سيستمر في سياسة التشدد النقدي إلى أن تظهر آفاق التضخم تحسنا ملحوظا".

لكن اردوغان -- الذي اتهمه منتقدوه بالضغط على البنك المركزي المستقل شكليا -- اتهم البنك في وقت سابق بعدم كبح التضخم مكررا ان نسبة فائدة متدنية تسهم في خفض التضخم.

وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي في انقرة "حتى اليوم، لم أر البنك المركزي يصحح معدلات التضخم كما وعد".

واضاف "معدلات الفائدة هي السبب، التضخم هو النتيجة. إذا قلتم +التضخم هو السبب، والفائدة هي النتيجة+ فإنك لا تعرف هذه المهنة أيها الصديق".

ومرة أخرى وصف اردوغان معدلات الفائدة بأنها "أداة للاستغلال" لكنه تعهد "عدم السماح بأن يستغلونا".

ولم يتضح ما إذا كان اردوغان على علم بقرار البنك المركزي عندما أدلى بتصريحاته.

وقال "إن البنك المركزي مستقل ويتخذ قراراته بنفسه".