دافوس: استحوذت شركة أرامكو السعودية على مساحة واسعة في منتدى دافوس، قبيل أشهر من موعد طرحها.

وكانت بورصة نيويورك قد وجهت انتقادات لمنافستها لندن في المعركة الدائرة بينهما من أجل جذب الإدراج الخارجي لأسهم عملاق النفط «أرامكو»، إذ تأمل الهيئة المعنية بمراقبة الأسواق في بريطانيا في أن يعزز اجتذاب الطرح الضخم في لندن مكانة المدينة كمركز مالي عالمي في الوقت الذي تستعد فيه للخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنها تعرضت لانتقادات العام الماضي بسبب ما بدا من استعدادها لتطويع قواعدها من أجل «أرامكو».

وأبلغت مصادر «رويترز» بأن السعودية وضعت قائمة قصيرة تتضمن نيويورك ولندن وهونغ كونغ للشق الدولي لإدراج الشركة المملوكة للدولة. وقد يقع الاختيار على سوق واحدة من بينهم أو اثنين أو ثلاث.

وقال جون توتل المسؤول عن الإدراجات العالمية في بورصة نيويورك إن البورصة ليس بحاجة لتخفيف متطلباتها الصارمة بشأن الإفصاح لجذب مثل هذا الطرح العام الأولي الضخم. وقال توتل في مقابلة مع «رويترز» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «لا ترون الولايات المتحدة تنحني إلى الوراء لاستضافة أية شركة بعينها مثلما ترون في دول أخرى». وسبق للرئيس الأميركي دونالد ترمب أن أبدى رغبة بلاده في الحصول على طرح «أرامكو».

وامتنعت بورصة لندن عن التعقيب على تصريحات توتل، ووجهت «رويترز» إلى بيانات للبورصة تظهر أن تسعاً من بين أكبر 10 عمليات إدراج كانت لشركات عالمية، وأن شركات أميركا الشمالية شكلت 20 إدراجاً العام الماضي.

وقواعد بورصة نيويورك بشأن الحد الأدنى من أسهم التداول الحر أقل صرامة بكثير مقارنة مع تلك التي في المملكة المتحدة. وقال توتل إن بورصة نيويورك تطلب فقط رأسمال سوقي عالمي بقيمة 200 مليون دولار، ونسبة أسهم حرة التداول تزيد على 40 مليون دولار.

وأردف: «من ثم فإن تلك ليست مشكلة للكثير من الشركات». وأضاف: «الشركات الأعظم في العالم مدرجة في بورصة نيويورك والإفصاح أحد مكونات ذلك، وجزء من السبب في أن سوقنا قوية وتتمتع بالسيولة وبقاعدة مستثمرين بذلك الاتساع، هو أنها سوق تتمتع بالكثير من الشفافية». لكن مصادر تقول إن بورصة نيويورك لها مساوئها.

وقال توتل وهو يستعرض مزايا الإدراج في الولايات المتحدة لـ «أرامكو» إنه قد لا يستطيع التطرق في حديثه إلى شركات بعينها لكن خلال السنوات الـ25 المنقضية جرت جميع عمليات الخصخصة أو حتى البيع الجزئي لشركات النفط المملوكة لدول بشكل جزئي أو كامل في بورصة نيويورك. وقال: «السوق الأميركية هي أعمق تجمع لرأس المال، أكثر سوق تتمتع بسيولة على الأرض بما يصل إلى أمثال ما في أي مكان آخر والكثير من المؤسسات الاستثمارية، وبخاصة المستثمرين في الأجل الطويل... تختار الاستثمار في شركات مدرجة في الولايات المتحدة. من الواضح أن هذه صفقة كبيرة، ونحن على علم بأنهم يجرون فحصهم النافي للجهالة، ونعتقد أن مزايا السوق الأميركية تفوق بكثير أي أماكن أخرى». واقترحت هيئة السلوك المالي البريطانية تخفيف بعض المتطلبات بما في ذلك مبدأ وجوب أن تكون للشركات التي تدرج في الفئة الممتازة نسبة أسهم حرة التداول لا تقل عن 25 في المئة.

ورداً على سؤال عما إذا كان من المنطقي تقسيم طرح كبير كهذا على عدد من البورصات، قال توتل: «كل صفقة تختلف. أنا افترض أن لديهم أذكى البنوك والمحامين والمستشارين العاكفين على الطرح، الذين سيقدمون لهم أفضل نصيحة بالنظر إلى أين سيرغبون أن يتم الإدراج في نهاية المطاف، سواء كان ذلك في مكان واحد وبورصة واحدة أم أماكن وبورصات عدة».

وذكر توتل بي.بي وتوتال وبتروبراس كأمثلة على شركات الطاقة الأجنبية الكبرى الأخرى المدرجة في نيويورك، قائلاً: «الكثير من شركات الطاقة الوطنية العملاقة تلك يجرى تداولها بأحجام أكبر في الولايات المتحدة بالمقارنة مع ما تحققه في بورصاتها المحلية». كان مسؤول حكومي كبير معني بالاستثمار في روسيا قال لـ«رويترز» أول من أمس، في دافوس إن صناديق التقاعد الروسية تدرس الاستثمار في الطرح العام الأولي لـ«أرامكو» في تحرك لتعزيز الشراكة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وكانت الشركة العملاقة موضع اهتمام كبير من صناع القرار ورجالات المال المستثمرين في مختلف دول العالم، باعتبارها ستكون أكبر طرح عام أولي في العالم، وستكون مقسمة بين قسمين محلي وخارجي بقيمة تتجاوز 100 بليون دولار، عبر بيع خمسة في المئة من «أرامكو» استناداً إلى تقدير للقيمة الإجمالية للشركة بتريليوني دولار. وتقول مصادر إن من المقرر تنفيذ الطرح أواخر 2018، وأن يتضمن إدراجاً محلياً.