الرباط: وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس بتطوير تكوينات جديدة في القطاعات والمهن الواعدة، مع تأهيل التكوينات في المهن التي تنعت بالكلاسيكية، والتي تبقى المصادر الرئيسية لفرص الشغل بالنسبة للشباب، مثل تلك المرتبطة بقطاعات الصناعة، والخدمات، والبناء والأشغال العمومية، والفلاحة والصيد والماء والطاقة والصناعة التقليدية.

ودعا العاهل المغربي إلى ضرورة تطوير "عرض التكوين المهني بشكل أكبر، من خلال تبني معايير جديدة للجودة، خاصة في قطاع الفندقة والسياحة بكيفية تحفز وتواكب الإقلاع الضروري لهذا القطاع الإستراتيجي".

وأفاد بيان للديوان الملكي بأن الملك محمد السادس، ترأس اليوم الإثنين، بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لتأهيل عرض التكوين المهني وتنويع وتثمين المهن وتحديث المناهج البيداغوجية.

وأكدت جلسة العمل حرص العاهل المغربي أيضا، على التكوين المهني في قطاع الصحة، بما يشمل "المهن شبه الطبية، ومهن تقنيي الصحة، لاسيما في مجال صيانة وإصلاح التجهيزات الطبية، حيث توجد إمكانيات حقيقية للتشغيل".

كما أعطى الملك محمد السادس توجيهاته قصد بلورة "تكوينات مؤهلة قصيرة، تناهز مدتها أربعة أشهر، تشمل وحدات لغوية وتقنية مخصصة للأشخاص الذين يتوفرون على تجربة في القطاع غير المهيكل، وذلك من أجل منحهم فرصة الاندماج في القطاع المهيكل ومن تم تثمين خبراتهم وملكاتهم".

وأعطى العاهل المغربي تعليماته لكي تعمل اللجنة التي يرأسها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في أجل ثلاثة أسابيع، على "بلورة وعرض برنامج مشاريع وإجراءات دقيقة والتطبيق الفوري، والتي سيتم تمويلها، على الخصوص، بدعم من صندوق الحسن الثاني".

واشار البيان إلى أن اللجنة ستقدم بالمناسبة أيضا، "وضعية تقدم تحضيرات اللقاء الوطني للتشغيل والتكوين المزمع تنظيمه قبل متم السنة".

ويندرج الاجتماع في سياق تنفيذ الأولويات والتدابير المحددة من طرف الملك محمد السادس، لاسيما في خطابي العرش وذكرى 20 أغسطس الماضي، إذ يعكس العناية الملكية "الثابتة بقطاع التكوين المهني باعتباره رافعة استراتيجية، ومسارا واعدا لتهييئ الشباب لولوج الشغل والاندماج المهني".

وأخذ العاهل المغربي في اللقاء علما بأولى المقترحات والتدابير التي يتعين اتخاذها من طرف القطاعات المعنية، المتعلقة بتنفيذ توجيهاته، التي تشمل إعادة هيكلة شعب التكوين المهني، وإحداث جيل جديد من مراكز تكوين وتأهيل الشباب، وإقرار مجلس التوجيه المبكر نحو الشعب المهنية، وتطوير التكوين بالتناوب، وتعلم اللغات وكذا النهوض بدعم إحداث المقاولات من طرف الشباب في مجالات تخصصاتهم.

يذكر أن جلسة العمل حضرها كل من رئيس الحكومة، وعمر عزيمان مستشارالملك، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وفؤاد عالي الهمة مستشار الملك، وعبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، وسعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ومولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، وعبد القادر عمارة ، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، وأنس الدكالي وزير الصحة، بالإضافة إلى محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، ومحمد يتيم وزير الشغل والإدماج المهني، ولبنى طريشة المديرة العامة للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل.&