الرياض: شهد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، المنعقد في الرياض، توقيع العديد من اتفاقات الشراكة الاقتصادية ومذكرات التفاهم، مع عدد من الدول والمؤسسات والشركات، زادت قيمتها الإجمالية على 200 مليار ريال، بما يفوق 50 مليار دولار، وذلك في إطار "برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية"، الذي سيتم الإعلان عن انطلاقه رسمياً قبل نهاية العام الجاري.

وأعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، اليوم عن الإطلاق المبدئي لـ "برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية"، وأن البرنامج هو أحد أبرز برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، وينفذ أكثر من 300 مبادرة، ويعمل على تطوير 11 صناعة منها صناعة السيارات والصناعات العسكرية والطبية والاستزراع المائي والسمكي، وكلها تستهدف رفع صادرات المملكة لتصبح 50% منها صادرات غير نفطية؛ مشيراً إلى أن استراتيجية البرنامج تهدف إلى تحويل المملكة إلـى قـوة صناعيـة رائدة ومنصة لوجستية عالمية، وذلـك عبـر التركيز علـى أربعـة قطاعات حيوية ( الصناعة، التعدين، الطاقة، والخدمات اللوجستية)، حيث يستهدف البرنامج الإسهام في الناتج المحلي بتريليون ومئتي مليار ريال سعودي، وتوفير 1.6 مليون وظيفة، إضافةً إلى جذب استثمارات ذات عوائد مجزية متوقعة تُقدّر بتريليون و600 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030.

اتفاقات ضخمة

كما شهدت فعاليات المبادرة توقيع عدد من الاتفاقات الضخمة التي وقّعتها وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، من بينها اتفاق للاستثمار في إنشاء مجمع للبتروكيميائيات في جازان، مع شركة بان آسيا الصينية؛ حيث يستهدف المشروع إنتاج 1.25 مليون طن من مادة PTA "حمض التريفثاليك المنقى" و500 ألف طن من مادةPET "البولي إيثلين"، حيث سيقوم المشروع بتصدير 60-70% من إنتاجه، مما يشكل مساهمة إيجابية في الناتج المحلي.

كما وقعت مذكرة تفاهم لإنشاء مصهر للنحاس والزنك والرصاص، في مدينة رأس الخير، بالتعاون مع شركة ترافيقورا السنغافورية، وشركة التعدين الحديثة، حيث يهدف المشروع لإنتاج 400 ألف طن من النحاس، و200 ألف طن من الزنك، و55 ألف طن من الرصاص، وغيرها من المعادن النقية كالذهب والفضة، حيث سيكون هذا المشروع أول مصهر للنحاس في دول مجلس التعاون، كما يسهم المشروع في دعم الطلب المتزايد على هذه المعادن الرئيسية.

هذا إضافة إلى مذكرة تفاهم للاستثمار المشترك في المملكة والصين، مع شركة نورنكو الصينية.&

هيئة النقل العام

وقامت هيئة النقل العام بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة سي سي إي سي سي (CCECC) الصينية لتنفيذ مشروع الجسر البري الذي يربط سواحل المملكة الغربية بسواحلها الشرقية عن طريق المرور بالخط الحديدي القائم بين الرياض والدمام، حيث من المتوقع أن تتجاوز قيمة الاستثمار في هذا المشروع الضخم مبلغ 10.6 مليار دولار.

إضافة إلى اتفاق يهدف إلى تصنيع عربات الشحن للخطوط الحديدية في المملكة بين الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) وشركة جرين براير (Greenbrier) الأميركية، وتوقيع اتفاقية أخرى من قبل صندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية من جهة والتحالف الإسباني من جهة أخرى للبدء بالمرحلة الثانية من تطوير مشروع قطاع الحرمين السريع.

وهذه الاتفاقيات تسعى إلى تمكين المملكة لتصبح مركزاً لوجستياً عالمياً من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى رفع حجم قطاع الخدمات اللوجستية في السعودية إلى أكثر من 70 مليار ريال خلال عام 2020.

وفيما يخص الصناعات التحويلية وقعت الوزارة اتفاق إطاري للاستثمار في مصنعين للصناعات التحويلية في مدينة الجبيل الصناعية، مع شركة فلكسجن، لتطوير فرص استثمارية في مجال صناعة المطاط؛ وإنشاء مصنع للكيميائيات مع شركة هاليبيرتون الأميركية، الذي سيتم بناؤه في مجمع "بلاسكيم" في الجبيل.

كما تم توقيع اتفاق استثماري إطاري لإنشاء وحدة مرافق خدمية مركزية مستدامة في مجمع الصناعات الكيميائية والتحويلية (بلاسكيم) في الجبيل، مع شركة فيوليا الفرنسية، حيث توفر هذه الاتفاقية حلولا بعيدة المدى لإدارة المرافق الخدمية.

أرامكو توقع اتفاقيات ومذكرات تفاهم

ووقعت شركة أرامكو السعودية 15 مذكرة تفاهم وتعاون تجاري بنحو 34 مليار دولار، على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار.

وشملت الاتفاقيات العديد من الشركات العالمية، أبرزها مع توتال الفرنسية، وشمبلجير، وذلك لإنشاء مجمع أميرال للبتروكيماويات، ومشروع للتجزئة، وآخر للصناعات الثقيلة.
&