إيلاف: أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح اليوم الاثنين أن لا توجهات لدى بلاده نحو تفكيك "أوبك" بتاتًا، مشددًا على أن المنظمة النفطية ستظل "البنك المركزي للنفط العالمي لفترة طويلة".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جونال" الأميركية الخميس الماضي عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن أهم مركز تقوم حكومة المملكة بتمويله يدرس التأثيرات المحتملة لتفكك منظمة أوبك على أسواق النفط.

وأشار الفالح إلى أن مركز الأبحاث هذا كان يسعى فقط إلى "التفكير خارج الصندوق"، وتحليل التصورات كافة، مؤكدًا أن القيادة السعودية لا تفكر أبدًا حاليًا بإلغاء منظمة أوبك".

وصرّح الفالح الإثنين أن تحليلًا تقنيًا كشف ضرورة خفض الإنتاج العالمي للنفط بمقدار مليون برميل يوميًا. وكان الفالح أعلن خلال اجتماع في أبوظبي للبلدان الأعضاء في منظّمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ودول أخرى نفطية من خارج الكارتل، أنّ "المملكة ستخفّض صادراتها في ديسمبر بـ500 ألف برميل مقارنة بنوفمبر".

وقال في مؤتمر حول الطاقة في أبوظبي إن "التحليل التقني الذي استعرضناه أمس يكشف أننا بحاجة إلى خفض قدره مليون برميل يوميًا لتحقيق توازن في السوق".

وأشار إلى تراكم في المخزونات، موضحا أن "المنتجين (الدول) الـ25 لن يسمحوا باستمرار ذلك". أضاف أن "المؤشرات التي أرسلناها أمس" تعني "أننا سنفعل ما يلزم من أجل تحقيق توازن السوق". طالب كبار منتجي النفط في اجتماعهم في أبوظبي الأحد بتبنّي "استراتيجيّات جديدة" قائمة على تعديلات في الإنتاج للتعامل مع اختلال توازن السوق بين العرض المرتفع حالياً والطلب المتدنّي.

أسواق آسيا تتأثر سلبًا

هذا وسجلت أسعار النفط تراجعًا في آسيا الاثنين غداة إعلان السعودية عن خفض في إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بسبب مخاوف من فائض في العرض.

وحوالى الساعة 05:20 بتوقيت غرينتش، خسر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) المرجع الأميركي للخام، تسليم ديسمبر 70 سنتًا، ليبلغ سعره 60.89 دولارًا في المبادلات الإلكترونية في آسيا. أما برميل نفط برنت المرجع الأوروبي تسليم يناير، فقد تراجع 1.13 دولار إلى 71.31 دولارًا.

قال ستيفن إينيس المحلل لدى مجموعة "أواندا" المالية إن السعودية "استبقت الأمور بإعلانها عن خفض في الإنتاج يبلغ 0.5 مليون برميل يوميًا في ديسمبر". وكانت أسعار النفط خسرت خمس قيمتها خلال شهر واحد، بعدما ارتفعت في بداية أكتوبر إلى أعلى مستويات لها منذ أربع سنوات.

نجم انخفاض الأسعار من عوامل عدة، من بينها تراجع الطلب وارتفاع الإنتاج. وكان كبار منتجي النفط أكدوا في بيان مشترك الأحد أن العرض العالمي للخام سيتجاوز الطلب في العام المقبل، داعين إلى تبنّي "استراتيجيّات جديدة" تستند إلى تعديلات في الإنتاج.

صدر البيان المشترك في ختام اجتماع في أبوظبي للبلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ودول أخرى نفطية من خارج الكارتل، عقد وسط مخاوف من انهيار في أسعار الذهب الأسود مشابه لما حدث في 2014.

وأعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحافيين قبيل بدء الاجتماع أنّ "المملكة ستخفّض صادراتها في ديسمبر بمقدار 500 ألف برميل مقارنة بنوفمبر". وأكدت روسيا أنها ستلتزم بأي اتفاق جديد يسمح بالحدّ من الإنتاج.
&