سيول: أقرت كوريا الشمالية بـحدوث "تراجع" في قطاعها الزراعي هذا العام، مؤكدة تقارير للأمم المتحدة أشارت إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية في بلد لا يزال يعتمد في شكل كبير على واردات الغذاء والمساعدات.

وتعاني كوريا الشمالية من فقر مزمن في إنتاج المحاصيل الزراعية، وشهدت عددا من المجاعات في السنوات الأخيرة أسفر عن مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الضحايا منتصف تسعينات القرن الماضي.

وأشار رئيس الحكومة باك بونغ جو إلى حدوث "تراجع في بعض المزارع والوحدات في الماضي" خلال اجتماع وطني لمسؤولين فلاحيين في بيونغ يانغ هذا الأسبوع، على ما ذكر الإعلام الرسمي الخميس.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن باك قوله "إنّهم عجزوا عن إنتاج البذور وإدارتها بطريقة مسؤولة".

وتابعت أنّ باك "أكّد الحاجة لبلوغ هدف إنتاج الحبوب" المنصوص عليه في خطة التنمية الخماسية التي تنتهي في العام 2020.

وتحجم بيونغ يانغ عن إبراز القصور وفشل السياسات من خلال الإعلام الرسمي منذ وصول الزعيم كيم جونغ اون إلى سدة الحكم خلفا لوالد كيم جونغ ايل في نهاية العام 2011.

وذكرت تقارير في الإعلام المحلي أنّ الزعيم الشاب الذي تلقى تعليما رفيعا في سويسرا يوبخ مسؤولي حكومته باستمرار بسبب فشلهم في تنفيذ المهام المنوطة بهم.

وأفاد تقرير فصلي لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الجاري أن الإنتاج الغذائي لكوريا الشمالية سجل انخفاضا هذا العام مما سيضطر السلطات لاستيراد هذه المواد العام المقبل.

وقالت الوكالة إن محاصيل الأرز والذرة، وهما النوعان الرئيسيان من الحبوب المستهلكة في شبه الجزيرة، سيكونان على الأرجح أقل من المعدل. فالأرز سيكون على الأرجح أقل بسبب عدم انتظام هطول الأمطار وحجم الري الضئيل فيما تضررت الذرة أيضا من الأحوال الجوية غير الملائمة.

وأوضحت أنه سيكون على كوريا الشمالية بذلك أن تستورد حوالى 641 ألف طن من الأغذية في 2019 ، مقابل 458 ألفا هذه السنة. وحصلت كوريا الشمالية على 66 ألف طن من المساعدات الغذائية هذه السنة واشترت 390 ألف طن من ألاسواق الخارجية.

وأكّدت أنّ هناك عجزا في الوصول إلى الغذاء على شكل واسع في كوريا الشمالية.&

وصنّفت الوكالة كوريا الشمالية كواحدة من 40 دولة، 31 منهم في إفريقيا، تحتاج لمساعدات خارجية لتوفير الغذاء لشعبها.&

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن 10,3 ملايين شخص يحتاجون لمساعدة غذائية في بلد يضم نحو 25 مليون نسمة. لكن التمويلات تراجعت في أجواء التوتر الجيوسياسي المرتبط بالبرنامج النووي الكوري الشمالي.

وكان مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي صرح في أيار/مايو الماضي أن سكان كوريا الشمالية يعاني من نقص التغذية لكن ليس بمستوى المجاعات التي شهدتها البلاد في تسعينات القرن الماضي.