نيقوسيا: أشاد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس الثلاثاء بالادانة "غير المسبوقة" من جانب الاتحاد الاوروبي لتركيا اثر منعها السلطات القبرصية من التنقيب عن النفط والغاز في مياه المتوسط. 

جاء بيان قادة الاتحاد الاوروبي الخميس بعد ان اوقفت سفن حربية تركية سفينة حفر ايطالية قبالة سواحل قبرص ومنعتها لاسابيع من التنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية الحصرية للجزيرة المتوسطية. 

وقال الرئيس القبرصي في منتدى للنفط والغاز في نيقوسيا "لأول مرة يتم توجيه ادانة قوية غير مسبوقة لمواصلة تركيا نشاطها غير القانوني في شرق المتوسط الذي يضم بالتاكيد المنطقة الاقتصادية الحصرية لقبرص". وأضاف "أود أن أعبر عن الرضا عن تعبير الاتحاد الاوروبي عن تضامنه في شكل قوي". 

واتهم اناستاسيادس تركيا بتبني "دبلوماسية السفن الحربية" بسبب "عرقلتها الفعلية لشركة ايني الايطالية للطاقة للحؤول دون وصولها الى منطقة الحفر المعينة "بلوك3" في منطقتنا الاقتصادية الحصرية". ويعتبر "بلوك3" واحدا من سبع مناطق تطالب بها "جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا، في غياب اتفاق ينهي انقسام الجزيرة المستمر منذ اربعة عقود. 

وتدافع أنقرة بقوة عن مطالبة القبارصة الأتراك بحصة من موارد الطاقة رغم تطمينات القبارصة اليونانيين الى أن الطرفين سيستفيدان. واعتبر اناستاسيادس ان الهدف الحقيقي لتركيا هو السيطرة على طرق امدادات الطاقة في المنطقة.

اضاف "سلوك تركيا يهدف الى تحقيق هدف انقرة الطويل الامد بأن تصبح مركزاً حصرياً لإمدادات الطاقة للاتحاد الاوروبي .. والسيطرة على امدادات الغاز الطبيعي من شرق المتوسط حتى اوروبا". 

وراى ان كلام تركيا عن حماية حقوق القبارصة الاتراك "لا اساس له". وتابع "لقد قلنا مرارا وعلنا أن الموارد الطبيعية لجمهورية قبرص هي ملك لكل القبارصة سواء كانوا قبارصة يونانيين أو اتراكا". 

وتتوقع قبرص القيام بمزيد من عمليات الحفر للتنقيب عن الغاز والنفط، وتعتزم شركة اكسون موبيل الاميركية العملاقة مع شرطة قطر للبترول القيام بعمليتي حفر في النصف الثاني من هذا العام.

وهناك قلق من أن يؤدي النزاع على موارد الطاقة إلى تعقيد جهود إعادة توحيد الجزيرة المتعثرة أصلا منذ انهيار المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في العام الماضي. وقبرص العضو في الاتحاد الاوروبي مقسمة منذ اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974. وتفصل بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك "منطقة عازلة" تحت اشراف الأمم المتحدة. 

وبينما تحظى جمهورية قبرص اليونانية باعتراف دولي، فان أنقرة هي الوحيدة التي تعترف بـ"جمهورية شمال قبرص التركية".