أحمد قنديل من دبي: غرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد افتتاحه برفقة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أسبوع أبوظبي للاستدامة"، الذي يقام هذا العام تحت عنوان "تقارب القطاعات: تسريع وتيرة التنمية المستدامة"، قائلا: "سعدت اليوم رفقة أخي محمد بن زايد بافتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة .. قادة دول &.. ورؤساء شركات .. اجتمعوا في أبوظبي .. عاصمة الطاقة المستدامة .. وعاصمة التنمية ..لمناقشة ترسيخ نمو عالمي مستدام في قطاع الطاقة".

حضر الافتتاح أيضا عدد من قادة وممثلي الدول، بينهم رؤساء موريتانيا، محمد ولد عبدالعزيز، وكولومبيا، إيفان دوكي ماركيز، وأرمينيا، أرمين سركيسيان، وأنغولا، جواو لورينسو، وسيشل، داني فور، ومالي، إبراهيم بوبكر كيتا.

ويبحث القادة والخبراء خلال "أسبوع أبوظبي للاستدامة" قضايا وتحديات الاستدامة وسبل توسيع آفاق الحوار وتكثيف وتضافر الجهود للتوصل إلى حلول تمضي بالعالم نحو مستقبل أكثر استدامة.

حلول ناجعة

وأعرب الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد عن أملهما لأن تتواصل مثل هذه اللقاءات المثمرة إلى إيجاد أفضل الطرق والحلول الناجعة، في توفير الطاقة والمصادر النظيفة والمستدامة لتعزيز التنمية وتحقيق حياة أفضل للشعوب في مختلف دول العالم.

محمد بن راشد: إرث الاستدامة ضمن الغايات العليا لمئوية الإمارات

وقال الشيخ محمد بن راشد "إن نهج الاستدامة هو ركيزة أساسية في دولة الإمارات تستند الى إرث الاستدامة الذي رسخه الراحل الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولا نزال في دولة الإمارات نسترشد به ونسير على نهجه، حيث تم تضمينه في الغايات العليا لمئوية الإمارات 2071 كأحد الأسس الجوهرية لجعل دولتنا الأفضل عالميا".

وأضاف "أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة تجمع العالم كله في دولة الإمارات لتكريس نهج الاستدامة، لتصبح الإمارات وجهة للجهود المسؤولة والجادة، والأفكار المبتكرة الهادفة إلى بناء عالم مستدام يضمن للأجيال القادمة مقومات الحياة المستقرة والآمنة من طاقة ومياه وغذاء. ونحن في دولة الإمارات، حريصون على اتخاذ ودعم الجهود كافة لتحقيق خطوات عملية ملموسة بما يضمن تطبيق أهداف الاستدامة لتبقى نهجا أساسيا في دولتنا".

سعادة الناس

وتابع "نتطلع للعمل مع شركائنا حول العالم من أجل إيجاد الحلول النموذجية التي تعين على تحقيق سعادة الناس وراحتهم وتضمن لهم مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة لتنعم شعوبنا والشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم بأسباب النمو والازدهار، في حين تظل الاستدامة أحد أهم سبل الوصول لتلك الغاية، وثقتنا كبيرة في قدرة أبناء الإمارات على المساهمة بدور مؤثر في هذا الشأن بما تشهده دولتنا من تقدم مستمر في مجالات الاستدامة على تنوعها وتعدد مساراتها، سيراً على نهج الإمارات في نشر مقومات الخير بين الناس لتبقى دولتنا دائماً صاحبة أحد أبرز الأدوار في دفع مسيرة التطوير العالمية نحو كل ما فيه خير الإنسان أينما كان".

محمد بن زايد: ندعم المبادرات التي تخدم الإنسانية

في سياق متصل، عبر الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بتضافر الجهود الدولية لتحقيق أهداف الأجندة العالمية للاستدامة، مؤكدا أن دولة الامارات ستظل "تحشد الطاقات وتواصل دورها الرائد في تحفيز مختلف المبادرات التي تخدم الإنسانية وتحقق الاستقرار والازدهار والتنمية الشاملة على أسس مستدامة للدول والمجتمعات".

وأشار إلى أن دولة الإمارات تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تدعم الجهود العالمية لتحقيق أهداف الأجندة العالمية للاستدامة، وتواصل دورها الرائد في تحفيز مختلف المبادرات التي تخدم الإنسانية وتحقق الاستقرار والازدهار للدول والمجتمعات، وذلك ترسيخاً لنهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أرسى مبادئ التعاون والانفتاح والتسامح، وأسس للمكانة الشامخة والمتميزة التي وصلت إليها دولة الإمارات كمشارك فاعل في جهود التنمية العالمية.

بناء الإنسان

وشدّد على دور دولة الإمارات في بناء الإنسان وترسيخ ثقافة الاستدامة في المجتمع وتمكين المرأة وتأهيل الشباب ليواصلوا مسيرة التطور والتنمية التي تشهدها الدولة، موضحاً أن أسبوع أبوظبي للاستدامة أصبح منبرا مهما لنشر وترسيخ هذه الثقافة محلياً وعالمياً، مؤكدا التزام دولة الإمارات الثابت بجهود الاستدامة وتسريع وتيرتها في مختلف القطاعات وعلى جميع الصعد.

وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الأسبوع يمثل منصة لتحفيز الحوار العالمي وحشد الطاقات لوضع الاستراتيجيات والأطر لتحقيق التنمية الشاملة على أسس مستدامة، وأنه في ضوء ما يشهده العالم من تغيرات متسارعة في مختلف القطاعات، فإن التركيز هذا العام يتمحور حول ضرورة تكامل عمل القطاعات وتوحيد الجهود للتوصل إلى حلول فاعلة لمواجهة التحديات العالمية.

سلطان الجابر: الإمارات تقدم دعما لا محدود للطاقة والتنمية

من جهته، أكد سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر"، في كلمته أن رؤية القيادة الإماراتية تقدم دعما لا محدودا لقطاع الطاقة والتنمية المستدامة في الدولة. لافتا إلى أن دولة الإمارات حرصت على تسخير خبراتها الغنية في مجال الطاقة للمساهمة بدور فاعل كجهة محفزة وحاضنة للجهود في مجالَي الطاقة النظيفة والاستدامة.

وكشف أن العالم شهد خلال السنوات العشر الماضية تحقيق تقدم تجاوز كلّ التوقعات، ففي عام 2009 لم تتجاوز القدرة الإنتاجية لكل مشاريع الطاقة الشمسية حول العالم 14 جيجاواط. واليوم لدينا نحو 400 جيجاواط، أي بزيادة مقدارها 28 ضعفاً، مشيراً إلى أن قطاع طاقة الرياح شهد تطوراً مماثلاً لينمو من 121 إلى 539 جيجاواط ومع تزايد تنافسية أسعار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن إنتاج كل منهما يتجه نحو تجاوز مستوى الألف جيجاواط خلال الأعوام الخمسة المقبلة.

تعزيز الثقة في الطاقة المتجددة

وذكر الدكتور الجابر أنه من خلال توجيهات القيادة، حرصت دولة الإمارات على تسخير خبرتها في مجال الطاقة للمساهمة بدور فاعل كجهة محفزة وحاضنة للجهود في مجالَي الطاقة النظيفة والاستدامة. وباعتبارها من أوائل من تبنوا وطوروا بعضاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، بدءاً من "محطة شمس 1"، وصولاً إلى مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مبينا أن الدولة ساهمت في تعزيز الثقة بقطاع الطاقة المتجددة على مستوى المنطقة والعالم.

ولفت إلى أن دولة الإمارات أرست شراكات استراتيجية وطيدة مع الحكومات والشركات في مختلف أنحاء العالم من غرب أفريقيا وصولاً إلى جزر المحيط الهادئ، وذلك بهدف تحسين سبل توفير الطاقة، وساهمت أيضاً في تعزيز إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة وصربيا من خلال تطوير بعض من أكبر مشاريع طاقة الرياح وأكثرها تطوراً في العالم.

محطة للرياح

وتطرق الجابر إلى فوز شركة "مصدر" وائتلاف شركائها الأسبوع الماضي بعطاء تطوير أول محطة لطاقة الرياح على مستوى المرافق الخدمية واسعة النطاق في المملكة العربية السعودية بسعر تكلفة قياسي بلغ 2 سنت لكل كيلوواط/ساعة، مشيرا إلى أن قدرة هذه المحطة التي ستقام في منطقة "دومة الجندل" تبلغ 400 ميجاواط لتكون أكبر محطة لطاقة الرياح في المنطقة. منوها بأن هذا المشروع سيساهم إلى جانب العديد من المشاريع الأخرى في تسريع وتيرة النمو ضمن أهم أسواق الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط، وكذلك سيسهم في تحقيق الهدف الطموح للمملكة المتمثل في إنتاج 58 جيجاواط من الطاقة المتجددة، والذي يعتبر من الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وأكد أن توجه الإمارات نحو الطاقة المتجددة هو خطوة طبيعية في ضوء مكانتها الرائدة في مجال الطاقة والتزامها بالاستدامة كما أنه يعكس حرص الحكومة الإماراتية على مواجهة التحديات العالمية عبر التعاون الوثيق مع المجتمع الدولي.

سكان العالم.. 10 مليارات في 2050

وقال "تماشيا مع نهج القيادة، نحن مستمرون بالعمل على مد جسور التعاون مع العالم، وتعزيز تضافر جهود القطاعين العام والخاص لتحقيق هدف مشترك واحد، وتكتسب عملية التنمية المستدامة أهمية أكبر في ظل التزايد الكبير في عدد سكان العالم المتوقع وصوله إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050 ما يعني زيادة الطلب على الطاقة وغيرها من الموارد ومن هنا فإن رؤية الإمارات 2071 تركز على هذا الموضوع المهم". مشددا على ضرورة الالتزام بالشراكة مع المجتمع الدولي في مساعي تحقيق التنمية المستدامة.