لندن: سجل النمو الاقتصادي في بريطانيا تباطؤا كبيرا عام 2018 ، في وتيرة هي الأضعف منذ نحو ست سنوات، كما أعلن الاثنين مكتب الاحصاء الوطني قبل أقل من شهرين على موعد خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي والذي لا تزال معالمه غير واضحة ووسط تراجع النمو العالمي.

وتأتي هذه البيانات فيما تسعى الحكومة البريطانية لكسب مزيد من الوقت للحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست تحظى بتأييد في البرلمان وتتجنب خروجا فوضويا من الكتلة في 29 آذار/مارس.

ويسود قلق لدى الشركات فيما لا يفصل بريطانيا سوى أسابيع قليلة عن موعدها المقرر لمغادرة المشروع الأوروبي بعد 46 عاما وفي غياب أي ترتيبات أكيدة.

ورفض البرلمان البريطاني بشكل كبير اتفاقا بشأن بريكست توصلت إليه رئيسة الحكومة تيريزا ماي مع قادة الدول الأخرى ال27 في الكتلة.

وجاءت الأرقام التي نشرت الإثنين بعد بيانات الأسبوع الماضي أظهرت أن قطاع الخدمات الكبير في بريطانيا، توقف بشكل شبه كامل في كانون الثاني/يناير.

وقال هاورد آرتشر، كبير المستشارين الاقتصاديين لدى مجموعة نادي إي.واي آيتم للتوقعات الاقتصادية "من الواضح أن الاقتصاد يعاني في الفصل الأول من 2019 وسط حذر كبير من جانب الشركات والمستهلك ناجم عن غموض متزايد إزاء بريكست فيما نمو عالمي أضعف له آثاره أيضا".

بلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي 1,4 بالمئة أي بانخفاض عن نسبة 1,8 بالمئة في 2017، وفقا لبيانات مكتب الاحصاء الوطني الإثنين.

وسجل النمو 0,2 بالمئة فقط في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2018، وفقا لبيان للمكتب.

وقال مكتب الاحصاء "في أعقاب تحسن النشاط في أشهر الصيف، لاسباب منها الطقس الدافئ وكأس العالم، فإن النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي تباطأ بشكل ملحوظ في الفصل الأخير من 2018 مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0,4 بالمئة في شهر كانون الأول/ديسمبر".

وأضاف أن "مردود (قطاعات) البناء والانتاج والخدمات تراجع، وهي المرة الأولى التي يسجل فيها الناتج الشهري انخفاضا واسع النطاق منذ أيلول/سبتمبر 2012".

تباطؤ النمو العالمي

تأتي البيانات بعد إعلان بنك إنكلترا الاسبوع الماضي خفض توقعاته لنمو المملكة المتحدة هذا العام من 1,7 بالمئة &إلى 1,2 بالمئة عازيا ذلك إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي و"ضباب بريكست".

وشدد بنك إنكلترا الأسبوع الماضي على أن ما يضعف الناتج الاقتصادي البريطاني تباطؤ عالمي مع تراجع النمو في الصين والولايات المتحدة ومنطقة اليورو.

وأكد هذا الموقف محللون كانوا يعلقون على بيانات الإثنين.

وقال ديفيد تشيتام كبير محللي السوق لدى مجموعة إكس.تي.بي التجارية إن "الغموض المحيط ببريكست لا يساعد بالتأكيد المسائل على الجبهة الاقتصادية، لكنه على الارجح ليس سوى عامل ثانوي في هذا التباطؤ، فيما السبب الرئيسي هو انخفاض إجمالي النشاط العالمي".

وأضاف أن "منطقة اليورو تحديدا كانت ضعيفة بشكل خاص في ما يتعلق بالبيانات في الآونة الأخيرة، والتركيز الآن ينصب بشكل كبير على امكان تحقيق اختراق ملموس في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، مع عودة بكين من عطلة السنة الجديدة".

وتراجع الجنيه الاسترليني، المؤشر الرئيسي لصحة الاقتصاد البريطاني، مقابل اليورو والدولار عقب نشر أرقام النمو الإثنين.

غير أن مؤشر فوتسي-100 الذي يشمل شركات متعددة الجنسية، سجل ارتفاعا وسط آمال بتحقيق اختراق في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وقال نيل ويلسون، كبير المحللين لدى ماركتس.كوم &"انخفضت قيمة الاسترليني مرة أخرى في وقت أكدت بيانات ضعيفة للناتج المحلي الإجمالي التباطؤ في الاقتصاد".

وأضاف "علينا الحذر من تحميل كامل المسؤولية لبريكست، فالتراجع العالمي له الاثر الأكبر في تباطؤ جميع الاقتصادات حاليا، علما بأن علينا الانتباه إلى أن استثمار الشركات (البريطانية) ينهار".