دبي: يتساءل مراقبون عن السرّ الكامن وراء استعجال شركة "أوبر" لخدمات النقل شراء منافستها "كريم"، ويبدو أنّ الطرح العام الأولي لأسهم "أوبر" في البورصات العالمية، والذي تترقبه أسواق المال قريبا، هو سبب ذلك الاستعجال.

وأعلنت شركة "أوبر" لخدمات النقل مساء الاثنين، عن إتمامها رسميا صفقة استحواذ كبرى مع منافستها في الشرق الأوسط، شركة "كريم".

ونشرت "أوبر" بيانا عبر موقعها الرسمي، أعلنت فيه إتمام صفقتها للاستحواذ على "كريم" مقابل 3.1 مليار دولار.

مصدر مطلع قال لوكالة (رويترز) إن شركة أوبر سارعت في إبرام تلك الصفقة قبل 6 أشهر من موعدها، في محاولة منها لسد ثغرات تغطيتها لمدن كبيرة في الشرق الأوسط، وقبل الطرح العام الأولي لأسهمها في البورصات العالمية، والذي تترقبه أسواق المال خلال الأشهر المقبلة.

وقال المصدر إن فريقا من 28 موظفا بينهم مهندسون يعمل لحساب شركة "ويبرو" الهندية، أوشك على استكمال خرائط تفصيلية للشركات والمباني العامة في مدن سعودية عديدة لم تكن مغطاة بصورة كاملة من "أوبر".

وأوضح المصدر أن "أوبر" طلبت من المهندسين التعجيل بعملهم، حيث تتطلع الشركة لطرح أسهمها في البورصة في أبريل المقبل.

وتم تكليف الفريق الذي يعمل بمدينة حيدر أباد الهندية في الآونة الأخيرة برسم خرائط بكافة المناطق في جمهورية مصر العربية أيضا، وكافة المناطق التي كانت تغطيها "كريم" بصورة أكبر.

وقال المصدر إن الفريق يتعرض لضغط للإسراع بوتيرة العمل، وإن العملية التي تتم من خلال شركة "ويبرو" ثلاثية، إذ تبدأ بالتحقق من البيانات القائمة، ثم التحقق من صحة البيانات الجديدة التي تم جمعها ميدانيا، وفي النهاية تصنيف كل شركة ومؤسسة يدويا على الخريطة الخاصة.

وتسعى “أوبر” من خلال ذلك المشروع ذي التكلفة العالية، سواء بعملية الاستحواذ أو إعادة رسم الخرائط، لرفع قيمة الشركة في أسواق المال، خاصة وأن إبرام عملية الاستحواذ على “كريم” التي تتخذ من مدينة دبي الإماراتية مقرا لها، يعد اختبارا لطموحات أوبر عالميا، بعد أن تخلت عن أسواق آسيوية أخرى لشركات محلية منافسة.

وكانت كريم التي تعمل في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، قد قالت في السابق إنها قطعت مسافة 45 ألف ميل في رسم خرائط المنطقة، وإن الثغرات في تغطية خرائط جوجل للشرق الأوسط هي التي أرغمتها على الإنفاق على المشروع.

تأسست كريم في 2012، ولها حضور أكبر من أوبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان وتركيا حيث تعمل في 98 مدينة مقارنة مع حوالي 23 موقعا لأوبر.