إسلام آباد: عرضت حكومة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الثلاثاء أول موازنة لها تحت شعار التقشف، وذلك بعد اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي بقيمة ستة مليارات دولار.

وقدم مشروع الموازنة في البرلمان وزير المالية حماد أظهر خلال جلسة صاخبة ردد فيها نواب المعارضة شعارات ورفعوا لافتات ضد "موازنة صندوق النقد الدولي غير المقبولة".

واضطرت الحكومة للتعامل مع نسبة نمو أقل بكثير من المتوقع خلال الموازنة التي تنتهي في نهاية حزيران/يونيو.

وبلغ النمو 3,29 بالمئة في حين كان الهدف 6,2 بالمئة بحسب أرقام رسمية نشرت الاثنين.

واضطرت حكومة خان الذي تسلم الحكم في آب/اغسطس 2018 الى اتخاذ اجراءات غير شعبية لوضع حد لازمة ميزان المدفوعات وعجز الموازنة الذي تواجهه البلاد. وانعكست هذه الاجراءات في الاشهر الاخيرة تراجعا كبيرا للروبية وارتفاعا في أسعار المحروقات وتسارعا لنسبة التضخم، وسط غضب الباكستانيين.

وقال وزير المالية في خطابه "لنتذكر الوضع الاقتصادي عندما وصلت الحكومة الى السلطة"، مضيفا "سنتخذ قرارات صعبة ونحاول حماية الفقراء" واعدا باستحداث وزارة تكلف "تقليص الفقر".

وكما كان متوقعا فان الموازنة الجديدة تعول على عائدات جباية بقيمة 36 مليار دولار وهو هدف مفرط في الطموح في بلد يشكل فيه الاقتصاد الموازي نسبة كبيرة ويدفع فيه الضريبة على الدخل أقل من مليوني مواطن.

واضاف الوزير "طالما لم نحسن نظامنا الضريبي، فان باكستان لن تزدهر" ملاحظا أن النسبة الحالية للضرائب من الناتج الاجمالي والبالغة 11 بالمئة "هي الادنى في المنطقة" داعيا الى رفعها الى 20 بالمئة.

وكان عمران خان دعا مساء الاثنين عبر التلفزيون الباكستانيين للاستفادة من اعفاء ضريبي يستمر حتى نهاية هذا الشهر، في ثاني رسالة له من هذا النوع في أسبوعين.

وأضاف الوزير أن خان وأعضاء الحكومة "قرروا خفض رواتبهم بنسبة عشرة بالمئة".

كما سيتم تجميد موازنة الجيش، وخفض الموازنة المدنية بنسبة 5 بالمئة، بحسب الوزير.

وكانت باكستان أبرمت في ايار/مايو، بعد أشهر من المفاوضات الصعبة، اتفاقا مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة ستة مليارات دولار على أكثر من ثلاث سنوات، وهو اتفاق لا يزال يتطلب مصادقة مجلس ادارة الصندوق. وهو القرض الثاني والعشرون في تاريخ باكستان.

كما حصلت باكستان مؤخرا على قروض من دول صديقة مثل السعودية والامارات والصين بلغ اجماليها 9,2 مليارات دولار، بحسب ما ذكر الوزير.

ولم تكشف تفاصيل قرض صندوق النقد، لكن محللين توقعوا أن يرفق بالعديد من الشروط القاسية والمقيدة التي يمكن أن تمس بالوعود الانتخابية لعمران خان.

وتم انتخاب خان في تموز/يوليو 2018 على أساس برنامج "دولة حاضنة إسلامية" تقوم على استثمارات مكثفة في قطاعي الصحة والتربية.