ساو باولو: أعلنت محكمة في ساو باولو الثلاثاء موافقتها على طلب لمجموعة أوديبريشت البرازيلية التي تلفها الفضائح من أجل البدء بإجراءات لإصلاح أوضاعها المالية بهدف تجنب إعلان إفلاسها.

صرّحت أوديبريشت في الطلب الذي تم تقديمه الإثنين عن ديون هائلة تبلغ 98.5 مليار ريال (25.3 مليار دولار)، منها 84 مليار ريال قابلة للتفاوض لإعادة جدولتها.

تعد هذه أكبر عملية إنقاذ لشركة في تاريخ البرازيل، حيث تفوق بأشواط عملية إنقاذ شركة "أوي" للاتصالات، البالغة 64 مليار ريال قبل ثلاث سنوات.&

وتهدف عملية الإنقاذ إلى إيجاد طريقة قابلة للحياة للشركة، التي ترزح تحت الديون لمواصلة عملياتها، مع إعطائها الوقت الكافي لإعادة هيكلة ديونها.

قال المحامي وخبير الإنقاذ دانيال أمارال لفرانس برس إن الهدف هو "تجنب الإفلاس"، مضيفًا إن المحادثات مع الدائنين قد تستمر من 12 إلى 18 شهرًا.

يشمل طلب الحماية للمجموعة حوالى عشرين شركة تابعة لها، لكن ليس جميعها. ومن بين تلك التي لا يشملها الإجراء مجموعة البناء "أوديبريشت إينغينهاريا آي كونستروشاو" ومجموعة الصناعات البتروكيميائية "براسكيم".

وبين أكبر دائني أوديبريشت المصارف العامة "البنك الوطني لديسارويو" و"بنك البرازيل" ومصرف "كايسا إيكونوميكا فدرال" إلى جانب دائنين أجانب يملكون سندات. وأمام الشركة 60 يومًا لتقديم اقتراحات لكيفية سداد ديونها.

يشار إلى أن مجموعة "أوديبريشت"، التي تأسست عام 1944، غرقت في الفوضى، مع الكشف عن فضيحة الفساد التي تسمى "مغسل السيارات"، ومنذ ذلك الحين اعترفت المجموعة بدفع نحو 800 مليون دولار كرشى، غالبيتها في دول أميركا اللاتينية.&

هزّت الفضيحة حكومات وأحزابًا في كلّ من البرازيل والبيرو وكولومبيا وبلدان أخرى، وزجّت برؤساء سابقين ومسؤولين كبار في السجن.

أما رئيس الشركة مارسيلو أوديبريشت، الذي كان يعدّ أحد أكثر الأشخاص نفوذًا في البرازيل، فقد حُكم عليه بالسجن لمدة 19 عامًا لدوره في قضية الفساد، وهو الآن يقضي عقوبة مخفّفة داخل قصره الفاخر في ساو باولو.
&