في إطار الشراكة والدعم البريطاني المتواصل للبنان، تم افتتاح مشروع تأهيل مرفأ الصيادين وبناء منشآت وسوق للسمك في الجية حيث أصبح العشرات من الصيادين قادرين على العمل في البحر بكامل جهوزيتهم وعلى بيع صيدهم اليومي وتأمين دخل لدعم عائلاتهم والاقتصاد اللبناني على نطاق أوسع.&

إيلاف: يأتي افتتاح المشروع الجديد، من خلال مساهمات المملكة المتحدة في إطار مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة الذي ينفّذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد تم تنفيذ أعمال التأهيل بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية.

حضر حفل الافتتاح يوم الثلاثاء 16 يوليو 2019، وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني ريشار قيومجيان وسفير المملكة المتحدة لدى لبنان كريس رامبلينغ وسفير السويد إلى لبنان يورغن ليندستروم والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيلين مويرو والمدير العام لوزارة الأشغال العامة والنقل عبد الحفيظ قيسي ورئيس اتحاد شمالي إقليم الخروب زياد الحجار وأعضاء من الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك في ساحل الشوف والعديد من الجهات المعنية من المنطقة.

تأهيل&
وقال تقرير لوزارة الخارجية البريطانية إن أعمال التأهيل وبناء سوق للأسماك والمنشآت حوّلت مرفأ الجية إلى أحد أكثر مرافئ الصيادين فعالية وأمانًا في لبنان من ناحية المعايير العالية لتدابير وأدوات السلامة.&

فبعد إكتمالها بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والنقل لضمان تنفيذ الأعمال وفقًا للمعايير التي وضعتها الوزارة للمرافئ – باتت المنشأة تضم عددًا متزايدًا من أرصفة القوارب وسوقًا لبيع الأسماك تبلغ مساحتها 200 مترًا مربعًا وغرفًا مجهزة بالكامل لخدمة 72 صياد.

كما تم دعم أعضاء مجلس تعاونية الصيادين عبر برنامج تدريب مخصص لبناء قدراتهم ومهاراتهم الإدارية لإتمام المشروع.
وفي نهاية الحفل قال الوزير قيومجيان: "أنا سعيد لأن المجتمعات المحلية تشارك في المشاريع المنفذة وتحدد حاجاتها، ووزارة الشؤون الإجتماعية تساعد البلديات على التخطيط والتوجيه لتنفيذها". وتمنى على البلديات والتعاونية الحفاظ على المشروع وتطويره.

مثال جديد&
أمّا سفير المملكة المتحدة كريس رامبلينغ فتوجّه إلى الصيادين بعبارة "عندك بحرية يا ريس". وقال: "من الرائع أن نكون هنا اليوم لافتتاح مرفأ الجيّة، وهذا مثال جديد عن الرابط المتين بين المملكة المتحدة ولبنان لدعم اقتصاده وازدهاره".

أضاف رامبلينغ: من المشجّع دائمًا رؤية التأثير الإيجابي لهذه المشاريع على حياة الناس، فهذا المرفق قادر اليوم على دعم أكثر من 65.831 مستفيدًا مباشرًا وغير مباشر من خلال أحد أفضل المرافئ اللبنانية تجهيزًا في جميع أنحاء البلاد.&

وقال: وقد كانت المملكة المتحدة إحدى أوائل الجهات المانحة التي دعمت مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة من خلال شراكتنا مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. إننا فخورون دائمًا بهذه الشراكة التي تسمح لعشرات الآلاف من الفئات الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء لبنان بالاستفادة من هذا البرنامج.

من جهتها، قالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مويرو: لقد عبّر المجتمع المحلي من خلال منهجية شاملة عن حاجاته في ما يتعلق بضرورة تحسين عملية خلق فرص العمل وتنشيط الاقتصاد المحلي، وهذا جزء مهم من الاستجابة لتأثير الأزمة على البلاد.

مخطط توجيهي
أضافت مويرو: لقد قامت وزارة الأشغال العامة والنقل بإعداد مخطط توجيهي لإنشاء مرفأ الجيّة للصيادين إيمانًا منها بضرورة الحفاظ على الصيادين الذين تعتبرهم الشريحة الأكثر فقرًا في لبنان لتحسين مستوى معيشتهم وقدرتهم على الإستمرار في عملهم ضمن بيئة محصنة في وجه التحديات التي تعصف في وجههم. زقال السيد قيسي: "وما تم تقديمه من المملكة المتحدة وما تم إنجازه سيكون له الأثر الإيجابي في تحسين أوضاع الصيادين الاقتصادية والاجتماعية".

وقال رئيس اتحاد شمالي إقليم الخروب زياد الحجار: نؤكد أن هذا المشروع هو في صلب التصور التنموي الذي يعمل عليه الاتحاد، ولذلك سوف نقدم كل الدعم إلى الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك في ساحل الشوف من أجل حُسن تشغيل هذا المنشأة وتطويرها.

أما كلمة الصيادين فألقاها رئيس الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك في ساحل الشوف محمد كجك، حيث قال: عاد الأمل إلى صيادي الجية. البحر يحب العنيدين، ومشروعنا اليوم قد حقق حلمًا، بدأ عام 2003، واكتمل بتدخل من المملكة المتحدة عام 2017، تم من خلاله تقديم معدات صيد وقوارب إلى الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك في ساحل الشوف. بات بإمكاننا الذهاب إلى الصيد صباحًا، وبيع منتجاتنا مساء من دون خوف أو قلق بشأن معداتنا وسلامتنا وخبزنا اليومي.

المجتمعات المضيفة
يذكر أنه عبر شراكة وثيقة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الشؤون الإجتماعية والوزارات المعنية والبلديات، نفذ مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة منذ عام 2014، وبدعم من مجموعة من الدول المانحة، أكثر من 566 مشروعًا في 192 بلدية من البلديات الأكثر ضعفًا و11 اتحاد بلديات. وأفادت هذه المشاريع ما يفوق مليون ونصف لبناني و500.000 سوري.

يشار إلى أنه في جبل لبنان وحده، نفذت المساهمات البريطانية مشاريع تجاوزت قيمتها 4.3 مليون دولار دعمت من خلالها أكثر من 300.000 شخصًا مستفيدًا. ويتم تحديد المشاريع التي تنفذها المملكة المتحدة مباشرة من قبل البلديات والمجتمعات المحلية للاستجابة إلى حاجاتها الأكثر إلحاحًا.
&