على الورق وبالنظر إلى القدرات الفنية والتكتيكية، سوف يتأهل مانشستر سيتي إلى الدور المقبل في البطولة القارية، ولكن بمقاييس التاريخ والشخصية وكاريزما "دوري الأبطال" فالتأهل مضمون للريال، وفي جميع الأحوال هي موقعة "كسر عظم" بالمفهوم الكروي، ومباراة واعدة بالإثارة، بل هي المباراة الأكبر والأهم والأكثر ترقباً الموسم الحالي على المستويات كافة، هو "نهائي مبكر" فعلياً، فالمتأهل منهما سيكون البطل المتوج على عرش أوروبا 2024 على الأرجح.

متعة الحياد
موقعة ريال مدريد ومان سيتي الثلاثاء (الليلة) في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال الأوروبي، سوف تكون أكثر متعة لمن لا يشجع الريال، وكذلك لمن لا يعشق السيتي، فالكرة العالمية أكثر متعة للمشجع المحايد، أو الذي لا يرتبط بطرفي المواجهة، وهي قاعدة ذهبية، فالتعصب يجعلك لا ترى الحقيقة، ولا تستمتع بالواقع الذي قد يكون أكثر إثارة من جميع سيناريوهات الخيال.

ريال مدريد سيظل يمثل التاريخ والعراقة والماضي، وكذلك الحاضر، فالريال هو الكيان الكروي والرياضي الأكبر والأكثر جماهيرية عالمياً، وهي حقيقة وليست مدحاً أو مبالغة، فهو البطل الأكبر للبطولة القارية، والمتوج بلقبها 14 مرة، والباحث عن عرشها للمرة الـ 15.

"زمن السيتي"
أما مان سيتي فهو الكيان الكروي الأقوى والأكثر متعة في اللحظة الراهنة وفي السنوات الأخيرة بصفة عامة، وهو بطل دوري الأبطال في نسحته الأخيرة الموسم الماضي، مما يعني أن موقعته مع ريال مدريد هي بالفعل المباراة الأقوى الموسم الحالي على المستويات كافة.

مقارنات بلا نهاية
أنشيلوتي أم غوارديولا؟ هالاند أم بيلينغهام؟ فينيسيوس أم غريليش؟ وهكذا يمكننا أن نستدعي مقارنات، أو بالأحرى منازلات لا نهاية لها ترفع من وتيرة الإثارة في هذه الموقعة الواعدة بكل صنوف وألوان المتعة الكروية.

المال يتحدى التاريخ؟
يبقى بعد واحد في هذه القمة الكروية العالمية، وهو ما يتعلق بمقارنة البعض بين السيتي باعتباره يجسد المال، والريال باعتباره يمثل التاريخ، فهي مقارنة "ركيكة" وهدفها التقليل من شأن السيتي، خاصة أن الريال أيضاً ينفق المليارات لكي يحافظ على حظوظه في المنافسة على البطولات، كما أن مال السيتي صنع كياناً كروياً براقاً هو الأكثر متعة في السنوات الأخيرة، فلماذا ينظر البعض للمال باعتباره نقيصة أو أمراً سلبياً؟

مواليد "مدريد"
كلمة أخيرة.. استمتعوا بالكرة العالمية دون استدعاء لمنغصات ترتبط بالثقافة العربية.. استمتعوا بها كما أراد لها العقل العالمي.. استمتعوا بها دون تعصب، خاصة ذلك التعصب الذي يجعل البعض من المشجعين العرب "وهو بعض كثير" مواليد حواري وأزقة المدن العربية يبدون وكأنهم مواليد "مدريد".