إيلاف من القاهرة: خمس أيام فصلت بين احتفال الفنانة معالي زايد بعيد ميلادها الـ61 ورحيلها داخل المستشفى بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة الذي اكتشفت إصابتها به قبل فترةٍ قليلة من وفاتها. إلا أنها حرصت على إخفاء المرض حتى عن المقربين منها حتى لا ترى نظرات الشفقة في عيون جمهورها وزملائها الذين قاموا بزيارتها في المستشفى، علماً أنها كانت تشعر بأن مرضها مميت وأن روحها ستصعد إلى خالقها.


ولقد تميزت هذه الفنانة بقدرتها على التلون في أدوارها واحترامها لجمهورها. فكانت تجاربها محدودة بالبطولة سواء بالسينما أو التليفزيون، لكنها لم تتعجل التواجد كما أنها لم تبتعد عن الكاميرات نهائياً. وهي بالرغم من إطلالاتها المحدودة بالعقد الأخير من حياتها، فقد تواجدت بأعمالٍ قوية. حيث كان آخر أعمالها الفنية مسلسل "موجة حارة" مع المخرج محمد ياسين الذي يُصنّف من كلاسيكات الدراما المصرية في السنوات الأخيرة.

والجدير ذكره، أن المخرج الراحل نور الدمرداش هو من اكتشف موهبة "زايد" وقدمها للجمهور في مسلسل "الليلة الموعودة" مع محمود مرسي وكريمة مختار، بينما جاءت بدايتها السينمائية من خلال فيلم "وضاع العمر يا ولدي" مع محمود عبد العزيز عام 1978 عقب تخرجها من كلية التربية الفنية علماً بأنها التحقت بمعهد الفنون المسرحية فور تخرجها من الجامعة.


وبالعودة إلى نشأتها، فقد عاشت بكنف أسرةٍ فنية. فوالدتها الفنانة الراحلة آمال زايد وخالتها الفنانة الراحلة جمالات زايد، بينما اتسم والدها اللواء عبد الله المنياوي بالشدة حيث تعلمت منه أخلاق ولاد البلد والشهامة. فهي كانت توصف بالوسط الفني بأنها واحدة من "أجدع" الممثلات مع أصدقائها.

يُذكر أنها قدمت بمسيرتها الفنية على مدار 45 عاماً أكثر من 100 عمل فني بين السينما، المسرح، التليفزيون والإذاعة. منها عدد كبير من الأعمال المميزة نذكر منها في الدراما: "دموع في عيون وقحة"، "حضرة المتهم أبي"، "عيلة الدوغري". أما في السينما، فقدمت مجموعة من الأفلام الهامة منها "الشقة من حق الزوجة"، "قصر الشوق"، "السادة الرجال"، "البيضة والحجر" وغيرها من التجارب المميزة التي تعاونت فيها مع عدد من عمالقة التمثيل منهم يحيي الفخراني والراحل نور الشريف.