إيلاف من القاهرة: تحولت مستشفى الصفا التي تُوفي فيها الفنان القدير محمود عبد العزيز مساء أمس إلى قبلة للفنانين الذين حضروا لتقديم واجب العزاء لأسرته، بينما انهارت زوجته الإعلامية بوسي شلبي ونجليه إثر تأكيد خبر الوفاة.

وشهدت المستشفى تواجد عدد كبير من الفنانين منهم أحمد السقا، كريم عبدالعزيز، جمال سليمان، محمد هنيدي، أشرف زكي، أحمد فهمي، كريم فهمي، كريم السبكي، وغيرهم حيث وصلوا إلى المستشفى لمتابعة الإجراءات المطلوبة ومساندة عائلته في مصابها الأليم، علماً بأن الجنازة ستخرج عقب صلاة الظهر اليوم حيث سيُشيع إلى مثواه الأخير.

وبحسب ما تردد فإن الراحل كان يعاني من سرطان الرئة الذي اكتشفه بوقتٍ متأخر، إلا أن العملية الجراحية التي خضع لها في باريس قد ساهمت بتفاقم المرض. حيث لم تنجح باستئصال الورم بشكلٍ كامل، علماً بأن أسرته لم تعلن عن تفاصيل حالته الصحية منذ دخوله المستشفى قبل أكثر من شهرين.

 

العدل
واللافت أن "عبد العزيز" كان محبوباً جداً في الوسط الفني المصري، وقد لقبه الجمهور بـ"الساحر". حيث تحولت صفحات الفنانين على مواقع التواصل الإجتماعي إلى ساحة عزاء كبير لرثائه، فيما شارك بعض الفنانين المقربين منه والذين عرفوه وتعاونوا معه في الأعمال الفنية بمداخلاتٍ هاتفية مؤثرة عبر برنامج "هنا العاصمة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة قناة cbc. حيث قال السيناريست مدحت العدل أن رحيل الفنان محمود عبد العزيز خسارة فادحة للفن المصري. لافتًا إلى أنه كان بمثابة الفنان الشامل الذي استطاع تجسيد كافة الأدوار بكفاءة عالية. وتابع: "لم أرَ إنساناً بهذا الإلتزام. كل مشهد كان بيقعد يذاكر كأنه بيمتحن بكالريوس طب" ، معربًا عن حزنه "من تساقط أوراق الشجرة المثمرة للفن المصري".

فهمي
ودخل الفنان حسين فهمي في نوبة بكاء شديدة خلال تعليقه علي خبر وفاة الفنان الراحل محمود عبد العزيز، قائلًا:" فقدت اتنين من أعز اصدقائي هما نور الشريف، ومحمود عبد العزيز، الحقيقة مش فاضل غيري" مضيفاً "الخبر نزل علي كالصاعقة، محمود ونور كانا صديقين عزيزين. لقد قضينا سنوات جميلة، وقدمنا أعمالاً رائعة كالعار وجري الوحوش، البقية في حياتكم كلكم".

الشناوي
ونعى الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل قائلاً: "محمود عبد العزيز كان فنانًا مبدعًا وأحد صنّاع البهجة، ممن فتحوا شهية المصريين والعرب علي الحياة، فالراحل كان العنوان المضيء في السينما والمسرح والتليفزيون، لما يتمتع به من مساحة إبداع مترامية الأطراف". وأشار إلى أنه من القلائل الذين امتلكوا قدرة علي الأداء بتنوعٍ متناهي وقدرته الجماهيرية الساحرة كانت حالة خاصة جداً. فهو فنان بدأ من الصفر حينما كان يتقاضي 4 جنيهات فقط في أول عمل فني له مع نور الدمرداش في أدوارٍ قصيرة."

يسرا
وقالت يسرا: "كنا عارفين أنه مريض ولكننا أردنا التمسك دوما بالأمل في أنه سيتجاوز محنة المرض سريعًا. الحقيقة أننا فقدنا فناناً كبيراً وانساناً رائعاً، علي كل المستويات، فهو كان صاحبي وصديقي. صاحب الدم الخفيف وجدع مش هيتعوض ومش هيجي حد زي محمود تاني". أضافت: "إحساسي بالعجز غير طبيعي أن حد غالي وبحبو جداً وعايزة أساعده ومش عارفه".

عبد السيد
واعتبر المخرج داوود عبد السيد، أن السينما المصرية فقدت واحدًا من نجوم الجيل الذهبي، وفنانًا لن يتكرر ومن القلائل جدًا في العالم العربي بوفاة الفنان محمود عبد العزيز. أضاف: "عندي إحساس بالذنب ولوم شديد على السينما المصرية، التي لم تستغل موهبة بحجم الفنان الراحل الإستغلال الأمثل، لاسيما في الفترة الأخيرة حيث قلت أعماله السينمائية، بينما كان يجب ألا يمر سته أشهر دون مشاركته في أعمال سينمائية".