"إيلاف" من بيروت: أحدث تفجير مانشستر الذي ضرب حفل المغنية الأميركية أريانا غراندي موجة قلق عالمية بدأت في بريطانيا حيث وقع العديد من الضحايا والجرحى، وامتدت إلى أوروبا حيث ألغت النجمة الشابة حفلاتها التي كانت مقررة في عدة مدن.
وفي السياق ذاته، طالب العديد من المعجبين بالنجم الشاب جاستن بيبر بإلغاء حفله في لندن حرصاً على سلامته، حيث ناشده محبوه عبر مواقع التواصل بتأجيل الحفل حتى تهدأ موجة التفجيرات والتأكد من الأمان في التجمعات الحاشدة. 
وعليه، طرحت "إيلاف" استفتاءً بسؤال "هل سيتأثر حضورك لحفلات الصيف بتفجير مانشستر؟" وجاءت النتائج بمشاركة القرّاء من مختلف الدول العربية والغربية غير مبشرة بتأكيد نسبة 51.55% على أن هذا التفجير سيثنيه عن حضور الحفلات والمهرجانات في الدول العربية. فيما رأى 35.05% من القرّاء أنه لن يكون له تأثيرات، بينما صوّت 13.40% لخيار "لا أدري".
إلا أنه على ما يبدو، فإن هذه النتيجة التشاؤمية بتقدير القرّاء يقابلها جرعة تفاؤل كبيرة من منظمي الحفلات في لبنان ومصر الذين لديهم رأي آخر. 

في لبنان
يُعرَف لبنان على أنه بلد يعتمد في اقتصاده على السياحة بمختلف مقوماتها الأثرية والجغرافية والطبيعية بين موسمي التزلج والسباحة، لكنه يعتمد أيضاً على السياحة الفنية التي تستقطب النجوم والسياح من الدول العربية بشكلٍ خاص. وعليه، فإنه بعد التفجير الذي حصل مؤخراً في بريطانيا، يرجّح أن وجهة السياحة العربية قد تكون إلى لبنان. وربما يكون هذا السبب الرئيسي للتفاؤل الذي يُجمع عليه منظمو الحفلات اللبنانيين أمين أبي ياغي، عماد قانصوه وميشال حايك الذين أكدوا على أن تفجيرات مانشستر لن تنعكس بتداعياتها على إرادة الحياة في لبنان الذي سيكون على موعد مع العديد من مهرجانات الفرح ومنها "أعياد بيروت ومهرجان طرابلس" وغيرها، مع الإشارة إلى اعتمادهم الدائم على جهود القوى الأمنية في حفظ الأمن والإستقرار.

بيت الدين
من جهتها ياقوت صادق المتحدثة باسم لجنة تنظيم مهرجانات بيت الدين الدولية، أكدت على أن بيع البطاقات يسير بشكلٍ طبيعي وعلى أن الإقبال على الحفلات يبدو كالمعتاد في كل عام. حيث أن الإستعدادات تسير على قدمٍ وساق للمهرجان الذي سينطلق في الأول من يوليو المقبل مع النجم عمر كمال ليستمر مع نجوم عرب وأجانب في برنامج متنوع يجمع بين الغناء والجاز والباليه وغيرها من الفنون.
وإذ حيّت جهود وتعاون الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تساهم بنجاح هذا الحدث الفني الحاشد بالإجراءات الأمنية الدقيقة، قالت رداً على السؤال حول الجنسية الغالبة على رواد المهرجان، أن الحضور بمعظمه من اللبنانيين المقيمين والمغتربين بشكلٍ خاص مع تلوينةٍ عربية في غالب الأحيان.

التقي
من جهته الإعلامي اللبناني المتابع لشؤون الثقافة وتنظيم المهرجانات يقظان التقي أكد أن التحضيرات لموسم الإصطياف هذا العام لا تعطي مؤشرات للقلق على الإطلاق، لافتاً إلى أن صيف لبنان سيشهد إقامة حوالي 77 مهرجان بين محلي، عربي ودولي متوزعة عبر مختلف المناطق اللبنانية.
وإذ لفت إلى أن إقامة المهرجانات لم تتوقف بلبنان إلا في ظل الظروف القاسية والقاهرة، أشار إلى أن مهرجانات بعلبك الدولية قد استعادت ألقها ومهرجانات بيت الدين تستمر بإبهارها، كما أن العاصمة بيروت تنتظر إحياء العديد من الإحتفالات، فيما ستكون طرابلس عاصمة الشمال وزحلة عروس البقاع وغيرها من المناطق اللبنانية على موعد مع الإحتفالات.
وأكد "التقي" على أن شعب لبنان متمسك بحبه للحياة رغم الأزمة السياسية حول قانون الإنتخاب وأزماته المتكررة أمنياً واقتصادياً، فالمهرجانات التي توقفت قسراً أو حداداً لعامٍ أو أكثر قد عادت بفضل "إرادة الحياة الصلبة" التي ستبقى دوماً سمة اللبنانيين الذين اعتادوا النهوض من ركام الحرب وتداعياتها، وبالتالي، لن تؤثر عليهم تفجيرات في بريطانيا وغيرها من البلاد.

في مصر
في مصر، يبدو الوضع طبيعياً مع الكثير من الحذر، خاصةً بعد التفجيرات المحلية التي طالت "سيناء" الإسكندرية وطنطا. إلا أن منظم الحفلات وليد منصور شرح لـ"إيلاف" أن الحفلات في البلاد تشهد منذ فترةٍ طويلة إجراءات أمنية مشددة. حيث يتم التفتيش الدقيق للحضور، بعد الحصول على الموافقات الأمنية قبل إقامة الحفلات والمهرجانات.
وإذ أكد أن التنسيق بينهم كمنظمي حفلات وبين الأمن يستمر طوال الوقت، قال أنه لا يتوقع أي تأثير لما حصل في حفل "مانشسيتر" على الحفلات في مصر لأن الحادث لن يوقف حفلات الغناء حول العالم.

في المحصلة، يبدو أن الخوف الذي طغى على النتيجة بتصويت القرّاء يقابله جرعة تفاؤل عالية من منظمي المهرجانات والنقاد أقله في لبنان ومصر، وعليه فإن الحكم على نسبة تأثير تفجير "مانشستر" على حفلات الصيف، سيبقى رهن نسبة الحضور التي ستظهر على أرض الواقع بالمشاركة الفعلية في المهرجانات الدولية والمحلية ومعظم الحفلات المتوقعة في الدول العربية ومنها مصر ولبنان.