"إيلاف" من بيروت: يكاد اسم مهرجانات بيت الدين يرتبط بالفنان العراقي كاظم الساهر الذي يقصّ في كل عام حكاية عشق بغدادية أمام&جمهوره على مسمع الأمير فخر الدين! فحضور هذا المبدع العربي إلى هذا المسرح العريق بات أشبه بتظاهرة فريدة تحدث عفويا في منطقة الشوف على مدار يومين تزدحم فيهما الطرقات من مدخل بلدة دير القمر الى المفترق الدائري عند مدخل بلدة بعقلين بسياراتٍ ترصّ الصفوف بثلاثة خطوط بعد أن يُقفل الموقف الرسمي المعتمد بزحمة السيارات!
وفوق زحمة الحاضرين إلى الحفلين اللذين نفذت بطاقاتهما قبل أكثر من اسبوعين من موعدهما، تمتلئ المطلات والشرفات بأعدادٍ ربما تفوق عدد الحاضرين بالآلاف على مدرّج الحفل الذي يلتهب بتفاعل الحضور المتقاطر من كل المناطق اللبنانية والجاليات العربية ليعبّر عن حبه للقيصر&الذي يزرع بغنه روح التفاؤل ويمدّ المستمعين بالطاقة الإيجابية عبر أدائه النابض بعشقٍ وحزن ونشوة فرح تزدان بها أغنياته الراقية.

وكعادته، تألق هذا العام&مع فرقته الموسيقية، وسط فواصله المميزة لتمرير بعض الرسائل الوطنية والعربية والإنسانية. فهو لا يتغيّر&يتواصله مع محبيه بل تزيد علاقته بهم وداً ليلاقيهم في كل حفل&بطيبته، يخاطبهم، يستمع لطلباتهم، يرنم مع همساتهم، يتلقى&منهم الورود بفرحٍ وتقدير. ويلبّى رغباتهم بالصور، ويقبل منهم هدايا "أعلام بلادهم" بفخر، ليؤكد مجدداً أنه الفنان الإنسان العابر للمناطق والبلدان بإنسانيته وتواضعه.

وإن كان يؤخذ على "الساهر" قلة إنتاجه الفني، فحري بمن حضر وراقب مدى تفاعل الناس مع أقدم أغنياته أن يشهد بصدق أنه كلما غنّى قديمه يزداد توهجاً، وأن أعماله التي لا تعرف "الكهولة" لا تزال مطلوبة من الناس بقدر جديد أغنياته. كيف لا، وهو الذي اعتاد أن&يترك بألحانه مساحةً لمقطوعاتٍ&لا تشيخ، وأنغامٍ&شجية تُراقص الجمهور&بأذن موسيقية وابتهال.
إنه باختصار لقاء العشق بين "القيصر" وجمهوره يتجدد سنوياً في&هذا المهرجان&بحفلين&نقرأ فيهما رسالة فن لا يعرف الحدود الجغرافية ولا يعترف بتمييزٍ عرقي، بل نراقب قلوباً نابضة من كل الجنسيات على&وقع أغنياته العابرة للأجيال.

كاميرا "إيلاف" كانت حاضرة وعادت بمداخلاتٍ عدة من أبناء&الجاليات العربية، بالإضافة لكلمة من مديرة مهرجانات بيت الدين هلا شاهين التي قالت أن كاظم أصبح من أسرة مهرجانات بيت الدين لكونه&يرتبط بهذا المسرح التاريخي بشكلٍ خاص ويقدّم عليه أفضل ما لديه، فيعيش بفرح مع الجمهور الذي يبادله الود بأجواء مفعمة بالحب والطاقة التي ينثرها بكل أمسياته.

التصوير "الفوتوغرافي" لمهرجانات بيت الدين
فيما يلي رابط المقتطفات الحية من كاميرا إيلاف: