إيلاف من بيروت:& يروي فيلم مولد نجمة أو A Star is Born &من بطولة المغنية الشهيرة ليدي غاغا والممثل والمخرج برادلي كوبرقصة فتاة بسيطة تعمل في أحد المطاعم وتمتلك موهبة الغناء وتأليف الاغاني، لكنها كفت عن المحاولة ورضيت بعمل بسيط يوفر لها قوت يومها مستسلمة لقدرها، تذهب بين الحين والآخر لناد للمثليين والمتحولين جنسياً لتغني هناك أغنية "الحياة وردية" باللغة الفرنسية إشباعاً لرغبتها بالغناء كهاوية.

أما كوبر فيقوم بدور جاك وهو مغن شهير قطع شوطاً كبيراً في مسيرته الفنية، يدمن الكحول والمخدرات ويعاني سراً من مشكلة في سمعه حيث يصاب بالطنين فلا يعود قادراً على الغناء ولكنه يكابر.

وفي أحد الليالي ينتهي من حفله ويركب سيارته لتنطلق به بعيداً عن تكالب المعجبين عليه، يبحث في السيارة من حوله عن زجاجة الخمر فيجدها شبه فارغة يشرب ما فيها ويطلب من سائقة ان يقف قرب ما يبدو انه نادي ليلي في جزء لا يعرفه من المدينة.

يراه شاب مثلي يعمل هناك يقف في الطابور منتظراً دوره للدخول ويتعرف عليه فيطلب من الحراس ادخاله فوراً ... يفاجأ جاك بأن المكان يعج بالمثليين والمتحولين جنسياً، يبدأ بالشرب وعندما تبدأ "آلي" ليدي غاغا بالغناء يأسره أداؤها.

يشجعه الشاب المثلي على التعرف اليها، فيأخذه الى الكواليس للقائها، يدعوها جاك للخروج معه فتقبل دعوته ... يذهبان الى حانة اخرى يرتادها رجال الشرطة، يقوم أحدهم بمضايقة كوبر فتلكمه ليدي غاغا دفاعاً عنه... ويخرجان هاربين من المكان ويقضيان الليل بالكلام والتعرف الى بعضهما البعض... يكتشف جاك بأن آلي بالإضافة الى صوتها الرائع تمتلك موهبة حقيقية في كتابة الأغاني ... حيث انها تقوم بتأليف أغنية عنه في لحظتها، يطلع عليهما النهار دون أن يشعرا بمرور الوقت. يوصلها الى منزلها ويدعوها للحضور الى حفل له في نفس اليوم، ترفض لأن عليها أن تذهب للعمل &... لكنه يتجاهل رفضها ويرسل لها سائقه مع امر بعدم تركها حتى تركب معه ... توافق غاغا بعد تردد بتشجيع من صديقها المثلي بإقتناص الفرصة، تستقيل من عملها وتذهب مع صديقها الى الحفل، عندما يراها جاك تقف في الكواليس يقوم بدعوتها للغناء معه على المسرح ديو للأغنية التي الفتها يوم التقيا، تنتشر الأغنية عبر اليوتيوب وتحقق رقماً قياسياً في عدد المشاهدات.

وهكذا تبدأ رحلتها مع الشهرة ورحلته نحو النهاية.

كيف استغل كوبر غاغا؟

ولدت فكرة العمل عندما شاهدها كوبر تغني أغنية "الحياة وردية" في إحدى المناسبات، وكانت المرة الأولى التي يشاهدها تغني بشكل مباشر، وعرض عليها فكرة الفيلم ووافقت.

وخلال جلسات العمل كان غاغا تكشف لكوبر عن شخصيتها وبعض نقاط ضعفها ... ومنها ان كثر قالوا لها في بداياتها ان صوتها رائع لكنها قبيحة لا تصلح للنجومية.

وهو ما استثمره كوبر في بداية الفيلم، مؤكداً لها بأن أنفها جميل وليس قبيحاً كما تعتقد ... ليكون أول شخص له علاقة بالصناعة يراها بشكل مختلف ويعجب بها كما هي ويؤمن بأنها قادرة على الوصول بموهبتها وشخصيتها وليس بجمالها.

ما لم تتوقعه غاغا لاحقاً أن يستغل كوبر هذه المعلومة بشكل لئيم في مشهد آخر عندما ينعتها بالقبيحة خلال مشادة بينهما دون توقع، فتبدو&على غاغا ملامح صدمة وجرح عميق ... وهو في الواقع رد فعل حقيقي لها وليس تمثيلاً لأن هذا النعت لم يكن مكتوباً في نص هذا المشهد، وإستغل كوبر نقطة ضعفها كمخرج ليحصل على رد فعل حقيقي في مشهد محوري ومهم خلال الفيلم.

مرشح للأوسكار؟

رغم أن القصة نمطية وتم تقديمها مراراً وتكراراً في هوليوود لكن تكمن خصوصية العمل في تفاصيله، وتفرد نجومه كل في منطقته، حيث أن الإنسجام كان رائعاً بين كوبر وغاغا على الشاشة، وأضافت الأغاني التي أدياها معاً أو كل على حدة بشكل كبير لمتعة مشاهدة العمل الذي يعتقد البعض بأنه سيكون على قائمة ترشيحات الأوسكار لعدة جوائز كأفضل فيلم وأفضل ممثل وممثلة وأفضل أغنية أصلية على الأقل.