الحلقات السابقة من سلسلة مذكرات المسرحي سمير خفاجي
الحلقة الأولى: سمير خفاجي يؤرِّخ المسرح المصري في أربعينات القرن الماضي

& &"إيلاف" من القاهرة:&يُعتبر المسرحي الراحل سمير خفاجي أحد رواد ومؤسسي المسرح ليس فقط بأعماله الإنتاجية ولكن بمعاشرته ورصده الدقيق لأحوال المسرح على مدار عقود وثقها في كتابه "أوراق من عمري" الذي أصدره قبل رحيله بمساعدة الفنان القدير محمد أبو داوود.
وتواصل "إيلاف" في الجزء الثاني حكايات المسرح المصري كما روها الراحل مؤرخاً لمرحلة مهمة، ومتحدثاً عن علاقته بالنجوم والمواقف الغريبة والمميزة التي واجهها، ذاكراً الوقائع بأسماء أصحابها.




&

&

أحببت أم كلثوم..
ويتابع الراحل سرده: كانت المقاهي منتشرة في أنحاء القاهرة بشكلٍ لافت للنظر وكان أغلبها مقاه كبيرة تحتل أماكن مميزة ولكنها تحمل اسماء أجنبية (اغلب مديريها جريك) وكانت ذات مستوى عال، وتضع طاولات على الشارع كالمقاهي الفرنسية، وأحيانا كان يسمح فيها لعب القمار، فكان يوجد بالقهوة مفصول ببرافان به بعض الموائد الخضراء الصغيرة لطلاب اللعب وكان الجرسونات اغلبهم من الجريك يرتدون البدل السوداء بمنتهى&النظافة ويضعون فوطة بيضاء مكوية وبها جيب ليضعون فيه النقود عند محاسبة الزبائن.&
وقليلاً ما كان والدي يصطحبني معه إلى القهوة فكنت استمتع بطبق الخشاف الذي يقدمونه، كما كانوا يقدمون معه قطعا صغيرة من الملبن، كنت صغير السن حينما تعرفت على صوت أم كلثوم فقد كان سني لا يتجاوز العشر سنوات حينما كان فرح ابن عمتي، وكانت تحييه أم كلثوم في منزل عائلة العريس ولم يكن مألوفًا في ذلك الحين إقامة الأفراح في الفنادق فكانت كلها تقام في المنازل غالبا ما تكون فيلا أو سرايا، طبعا هذا في أفراح الطبقة التي يسمح دخلها بالتعاقد مع مطربة كأم كلثوم، في هذه السن انبهرت بصوتها&رغم صغري. وأذكر أنني في فترة الاستراحة بين وصلة وأخرى، عندما&كنت أقف مع ابن عمتي وقريب لنا كان يقف في وسطنا فاقتربت منا ام كلثوم وسألت ابن عمتي عن اسمه، واغتاظت والدة قريبنا وسألت أم كلثوم لماذا تخطت ابنها فأجابتها ام كلثوم التي كانت سريعة النكتة "لقد سألت الجنبتين" (هما ما يحملهما الحمار اي ابنها في الوسط هو الحمار).

بعدها بعدة شهور أصرّ جدي لأمي ان يزوج خالي. وكان سنه في ذلك الوقت لا تتعدي ثمانية عشر عاما وبرر ذلك بأنه يشعر بأنه سيموت قريبا ويريد أن يزوجه قبل أن يرحل وكان جدي يقيم في مدينة طنطا (الفرح تم في عام 1940) في شارع مسمي باسم العائلة شارع المرقبي، كان بيتنا مؤلف من ثلاثة أدوار وأصر أن يقيم فرحًا كبيرًا فتعاقد مع أم كلثوم أن تحييه في طنطا واشتري لي بدلة (ايتون) وهي تشبه الفراك لكن بدون ديل من محل شيكوريل واذكر أن ثمنها كان 22 جنيه وهذا مبلغ خرافي في ذلك الحين، فقد كان ثمن اغلي بدلة للكبار في هذه الفترة ثلاثة أو أربع جنيهات على الأكثر واشتري لي حذاء بجنيهين (من محل بول فافر)، المهم قام جدي بتجهيز كل ما يلزم الفرح فكانت الزفة لعالمة مشهورة في هذه الفترة تدعي (سكينة حسن) تبدأ من الدور الثاني نزولا إلى الدور الارضي، حيث ان الدور الاخير يقيم فيه العروسين مع جدي وجدتي، ولا يجب أن يزعجهم أحد، وأقام الوليمة في الدور الارضي الذي كان يطل على حديقة صغيرة وكان يستأجره كعيادة دكتور اسمه حسني، ولكي يمانع الرج في أن تستعمل عيادته، كما استأجر جدي لوكاندة الأقصر من بابها ليقيم فيها المعازيم القادمين من القاهرة والأقاليم الآخرى. كما استخدم مسرح سينما البلدية وهو أمام لوكاندة الأقصر مباشرة، حتى تغني فيه أم كلثوم التي تقاضت مع فرقتها مئة جنيه، وهو مبلغ كبير في حينه. لكنها أصرت بأن تنقط العريس بمبلغ 20 جنيها أي أن ما وصلها هي والفرقة لا يتعدى 80 جنيهاً. وغنت في هذه الليلة ثلاث وصلات. في الأولى كل الأحبة اتنين اتنين وهي من كلمات الشاعر أحمد رامي وتلحين الموسيقار رياض السنباطي. وهذه الأغنية ليس لها تسجيل في الإذاعة.
وفي التانية غنت الآهات كلمات بيرم التونسي وتلحين الشيخ زكريا.
أما في الوصلة الآخيرة فغنت سيمفونية القصبجي الخالدة رق الحبيب وكانت في هذه الفترة أغنية جديدة، فهذا اللحن الخالد تخطي عمره الآن. سبعون عاما ولا يزال يعيش في وجداننا.

ولقد غنت فابدعت وعشت معها رغم صغر سني ولم أنم كغيري من هم في سني في تلك الليلة التي بدأت غيها رحلة تعلقي بصوت أم كلثوم.. كنت أنتظر الخميس الأول من كل شهر وأجلس بجوار الراديو واذني ملتصقة به وكنت اظل ساهرًا حتى نهاية الحفل وكثيرا ما كان كل اهل المنزل ينامون بعد الوصلة الأولى أو الثانية وأظل أنا ساهراً مع أم كلثوم.
&وغالباً ما كان يقدم حفلاتها محمد بك فتحي المعروف بلقب "كروان الإذاعة" في ذلك الحين. فكان يصف ما ترتديه من ملابس ويقدّم أفراد الفرقة فردا فردا ويصف الستارة القرمزية التي ستنفرج بعد قليل عن أم كلثوم وفرقتها وما تتحلى به من مجوهرات ولون المنديل الذي اعتادت أن تمسكه بيديها أثناء الغناء. أما إذا كانت ستغني أغنية جديدة، فيقرأ كلماتها بصوته الساحر.
ولقد كانت أمنيتي في ذلك الحين أن أذهب لاستمع إلى أم كلثوم في مسرح الأزبكية حيث كانت تقيم حفلاتها رغم أن والدي كانا يذهبان أحيانا لحضور حفلاتها ولكنهم لم يسمحا لي بالذهاب معهما لصغر سني. وفي يوم من الأيام بعد مفاوضات وتوسلات قبلا أن يأخذاني معهما. وفي اليوم الموعود الذي ظللت انتظره طويلا واعد له مات ابن عم لي في حادثة. فلم نستطع الذهاب. وبحسب التقاليد لم يكن مسموحا أن نفتح الراديو وقتها، فدخلت الحمام ومن شباكه ظللت أستمع إلى صوت أم كلثوم من خلال راديو الجيران.&
ومرت سنوات ولم تتحق أمنيتي في سماع أم كلثوم في إحدي حفلاتها، إلى أن علمت ذات يوم وكان سني في ذلك الوقت 16 عامًا أن أم كلثوم ستُحيي حفلة النادي الأهلي. فظللت أوفر من مصروفي إلى أن وصل جنيهًا، وكان هذا هو سعر التذكرة في ذلك الحين في الدرجة الثانية وظللت أحاول إقناع والدي بشتى الطرق وهو يرفض. لكن والدتي استطاعت اقناعه.
ذهبت إلى النادي الأهلي وكان معي اوتوجرافا صغيراً واستمعت لأم كلثوم وهي تشدو، إن رؤية أم كلثوم وهي تغني على المسرح متعة لا تفوقها متعة. فهي تعبر بكل خلجة من خلجاتها، إنها مدرسة في التعبير وهي تقترب من الميكرفون وتبتعد عنه وتعبر بيديها وكل عضلة من عضلاتها.&
في الاستراحة استعملت كل الحيل حتى وصلت إليها وقدمت لها الأوتوجراف، ومضت عليه في طرف الصفحة باسمها فقط، ولم تكتب شيئًا آخر.
كانت تغنّي في الوصلة الأخيرة أغنية "غنيلي شوي شوي" وظلت تردد أكثر من ساعتين ونصف، وانتهت الحفلة مع تباشير الصباح وخرجت من النادي الأهلي مسحورًا وطبعا ذهبت إلى منزلي سيرًا على الأقدام فعبرت كوبري قصر النيل ونفحات الهواء تلفحني وأنا أردد مقاطع مما سمعت، وصلت إلى المنزل وكانت الساعة تجاوزت السادسة صباحا فوجدت والدي مستيقظا في انتظاري ولم يصدق أني كنت إلى هذه الساعة في النادي الأهلي وضربني لأول مرة في حياتي، فقد كانت أول مرة في حياتي أعود متأخرًا إلى هذه الساعة لمنزلنا ولآخر مرة.&
في عام 1945 وضعت الحرب أوزارها وكنت في هذه الفترة في مدرسة الإبراهيمية الثانوية وكانت قريبة من منزلنا ولم يكن لي أصدقاء كثيرين فقد كان لي عالمي الخاص. كان للمدرسة فريقها للتمثيل وكم راودتني نفسي لأن أنضم إليها. لكن شيئا ما كان يمنعني. فانضممت لفريق الموسيقى واشتري لي والدي كمان (كمنجة) لكني لم أتعلم شيئا وظللت أحمل الكمان معي كلما ذهبت للمدرسة دون جدوى.&

&


سينما ومسرح وملصقات&
في هذه الفترة كانت تصدر مجموعة كبيرة من المجلات الفنية مثل دنيا الفن، الفن، الاستوديو، السينما، والكواكب، فكنت حريص على اقتنائها بل كنت أجلد مجموعات، وكانت هذه المجلات تمدني بمعلومات عن كل ما يدور في السينما والمسرح.&
فكان يكتب فيها كبار الكتاب، وبعض هولاء يلخص كثيرًا من المسرحيات العالمية وأيضاً، ما يصور من أفلام، بالإضافة لنقد الأفلام والمسرحيات المعروضة، وبعضها يكتب عن نجوم هذه الفترة وحياتهم.
وبدأت أعشق القراءة فكنت أتجول في المكتبات واشتري الإصدارات الجديدة حتى كونت مكتبة وكنت أقرأ توفيق الحكيم ومسرحياته وطه حسين وعباس العقاد ويوسف السباعي ومسرحيات شوفي الشعرية، ومسرحيات عزيز أباظة وكتب المنفلوطي وأحمد الصاوي محمد، كونت مكتبة صغيرة في حجرتي فقد كانت لي حجرة مستلقة ولم أكن أسمح أن يعبث أحداً بكتبي.
كانت متعتي يوم الخميس أتجول في شارع فؤاد وعماد الدين استعرض جميع السينمات والمسارح، واتفرج على صور الأفلام المعروض وانتقي احدهم، واحجز تذكرة في الحفلة الصباحية يوم الجمعة، لقد بدأت السينما والمسرح تسيطر على كل حياتي، وكنت أحلم بمستقبل في هذا المجال، فكنت كلما شاهدت بناء ضخما، كدار القضاء العالي بعواميده الضخمة ودرجه الكبير الممتد حتى يحوله خيالي إلى مسرح أنا صاحبه. فكان هذا حلمي الذي بدأ يتضخم يوماً بعد يوم.&
ورسبت في السنة الثالثة الثانوية في اللغة الإنجليزية وكان علي أن أتقدم للملحق ولما كان لي عم مدرس لغة إنجليزية وناظر في مدرسة بورسعيد، فقد أرسلني والدي لمدة شهر أقيم عنده حتى يعطيني دورسا تساعدني على اجتياز الامتحان.
&كان عمي على خفاجي متزوجا من سيدة إنجليزية، ذهبت إلى بورسعيد وأقمت عند عمي فأحسست بغربة شديدة، فقد كان ابنهما الوحيد الذي يكبرني بعامين مسافرًا عند أقارب والدته فكنت وحدي مع عمي وزوجته، ولهم نظامهما المختلف تماماً عما تعودت عليه في منزلنا، فكل شي بميعاد، النوم، الإستيقاظ، الأكل، حتى نوعية الأكل مختلفة تماما، وكانت زوجة عمي بعد شرب شاي العصر تذهب مع عمي إلى النادي وأظل وحيدا بالمنزل، كانت سلوتي الوحيدة أن أذهب إلى حي العرب لشراء المجلات والتجول على السينمات فلم يكن هناك من أكلمه، وفي يوم شعرت بالجوع فتجرأت واشتريت من الخارج ساندويتشات فول وطعمية، وشعرت زوجة عمي بذلك فثارت ثورة عارمة، وقالي لي: (عايز تموت مش عندي موت عند أبوك)، ما ان انتهى الشهر وركبت القطار حتى تنفست الصعداء وأنا أقول: يسقط الإستعمار.. طبعا ما قصدته من استعمار لم يكن سوى عمي وزوجته الإنجليزية!
في سنة 1946 قدم نجيب الريحاني فيلما من أفلامه هو لعبة الست المأخوذ عن مسرحية حكاية كل يوم، وقامت بالبطولة السيدة تحية كاريوكا. فاتفق معها على أن تكون بطلة مسرحياته. وظلت تتدرب معه فترة طويلة، لكنها لم تظهر معه على المسرح أبداً. واعتقد ان الريحاني لم تكن عنده النية لهذا التغيير بل هو نوع من التهديد لبطلتيه الدائمتين ميمي وزوز شكيب. فعلى مدار سنين طويلة لم يحدث أي تغيير في فرقة نجيب الريحاني بل ظل أعضائها ثابتون.
&

&


&

الريحاني يعتزل
في سنة 1945 كان الملك قد أنعم على يوسف وهبي برتبة الباكوية بعد أن قدّم فيلمه غرام وانتقام مع أسمهان التي ماتت في حادثة وهي في طريقها إلى رأس البر قبل أن تكمل بعض لقطات منه. وترددت شائعات بأن الملكة الأم نازلي هي التي تقف وراء حادث مقتل أسمهان بسبب علاقة الأخيرة بحسنين باشا.&
وكان الفيلم يحمل استعراضاً كبيراً عن الأسرة العلوية - بعد ثورة52 تم حذف الاستعراض من الفيلم- ، وحضر الملك حفلة العرض الأول وأنعم على يوسف وهبي بالباكوية، بعد ذلك أنعم الملك بالباكوية على كل من سليمان نجيب وجورج أبيض، بل إنه أنعم بها لمحمد البكار وكان يقوم ببعض الأدوار الصغيرة في عدد من الأفلام وأنتج فيلما اسمه (قلبي وسيفي) وكان يؤدي فيه نشيداً عن الجهادية يشيد به الفاروق الذي حضر حفل عرضه الأول وأنعم عليه هو الآخر بالباكوية.
أحس الريحاني أنه لم يُقدّر، لكونه لم ينل أي نوع من أنواع التكريم، رغم أنه كان النجم الأثير لدى الملك فاروق. فهو الفنان الوحيد الذي قدّم عروضه بشكلٍ متواصل، والسبب هو أن الملك كان غاضباً من الريحاني لأنه في فترة التوتر بين القصر والوفد ورئيسه النحاس باشا، زار نجيب الريحاني النحاس باشا حينما أصابته وعكة صحية.&
وكان نجيب الريحاني معتزا بنفسه وبفنه، وأحس بإهانة بالغة فأعلن اعتزاله المسرح وأجّر مسرحه ليوسف بك وهبي.
قام يوسف وهبي بإعادة تشكيل فرقته وضم إليها عدداً ضخماً من الممثلين بينهم أمينة رزق، علوية جميل، محمود المليجي، بشارة واكيم، سراج منير، ميمي شكيب، زوزو ماضي، مختار عثمان، رفيعة الشال، فاخر فاخر، حسن البارودي، وآخرين مما لا تعيهم الذاكرة، وقدم ريبورتوارا ضخما من مسرحياته بمعدل كل يوم مسرحية مختلفة (أي أنه أعاد تقديم مسرحياته القديمة مجدداً) ومنها كرسي الاعتراف، راسبوتين، الطاغية، أولاد الفقرا، أولاد الشوارع، بنات الريف، الولدان الشريدان.
وقد صادفني الحظ أنني شاهدت عدداً كبيراً منها. ولم أكن شاهدت يوسف وهبي على المسرح قبل ذلك.
وفي إحدى هذه المرات التي كنت أشاهد فيها مسرحيات يوسف وهبي من أحد الالواج التي تقع في الدور الثاني وفي فترة الإستراحة رأيت نجيب الريحاني خارجاً من مكتبه في المسرح وكان يقع خلف هذه الألواج وهذه هي المرة الأولى والأخيرة في حياتي التي رأيت فيها نجيب الريحاني وجهاً لوجه، وأخرجت بسرعة الأتوجراف الذي لم يكن يفارقني، وقدمته له مبهورًا فكتب فيه وهو يبتسم بخط كبير جدا، دائما الصدق سر النجاح.. هذه الجملة ظلت تطن في أذني، فهذه الجملة الصغيرة تحوي معانٍ كثيرة جداً.

&ورحل سي نجيب..
طلعت الصحف في يوم من الأيام (الأهرام- الأخبار- المصري) وبها مناشدة من جلال باشا فهيم وزير الشؤون الإجتماعية وكان المسرح يتبعها في ذلك الحين كي يعود نجيب الريحاني لفنه وجمهوره، أحس الريحاني أن في هذا ترضية له واستردادا لكرامته فعاد في الموسم التالي وكانت الإذاعة تنقل يوم الخميس من كل أسبوع إحدى مسرحياته على الهواء (وللأسف الشديد أن هذه المسرحيات التي كانت تسجل مسحت جميعا ولم يتبق من هذا التراث العظيم إلا فصلاً واحداً منقولاً حينما كان يقدّم حفلاً بإحدى الجمعيات الخيرية. وهو الفصل الأول من مسرحية 30 يوم في السجن).
وفي سنة 1948 بعد أن أنهى "الريحاني" موسمه الشتوي بالقاهرة، وذهب إلى الاسكندرية ليقدّم موسمه القصير بمدينة الأسكندرية ليسافر بعد ذلك إلى أوروبا، مات الريحاني في الأسكندرية وكانت آخر مسرحية قدمها هناك الدنيا على كف عفريت. فقد داهمه مرض التيفوئيد وكان البنسلين علاج هذا المرض جديدًا ولم يكن موجودًا بمصر فبعثوا يحضرونه من الخارج. ولكن المرض لم يمهله وتوفي الريحاني 8 يونيه سنة 1948. فشيعت مصر الريحاني وكانت الجنازة ضخمة جدا وسمعت أن الملك كان يقف في شرفة فندق شيبرد ليودع الريحاني الوداع الأخير وقد دمعت عيناه.&