"إيلاف" من القاهرة: كشفت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن تفاصيل الدورة الأربعين من المهرجان التي تنطلق خلال الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر المقبل في أقدم المهرجانات السينمائية الدولية في العالم العربي.

ويترأسه هذا العام&المنتج والسيناريست محمد حفظي الذي يُعتبَر أصغر رئيس في تاريخه.&&وهو يعمل مع فريق العمل على صياغة دورة شعارها الأساسي "التطلع للعالمية". حيث تم توجيه النظر نحو مجموعتين رئيسيتين يستهدف المهرجان أن يفيدهما ويمتعهما على مدار أيامه العشرة، جمهور السينما وصنّاعها.
فالجمهور الذي عمل فريق البرمجة على مدار شهور ليجلب له حوالي 160 فيلمًا من أهم وأحدث أفلام العام أتت من 59 دولة، وصياغتها في برنامج ثري يضمن المتعة والإفادة، سيكون قادرًا على مشاهدة عروض المهرجان هذا العام في الموقع المعتاد: القاعات المختلفة لدار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى توسع يشمل عدة مناطق في أرجاء القاهرة، مع عرض الأفلام في مناطق وسط البلد، الزمالك، السادس من أكتوبر، والتجمع الخامس، بما يضمن وصول أفلام المهرجان للمشاهدين في كل مكان بالعاصمة. علماً أن المهرجان يستضيف لأول مرة جائزة للجمهور بقيمة مالية كبيرة وهي 20 ألف دولار، ستُمنح للفيلم الذي يصوّت له جمهور القاهرة، فينال الجائزة بالمناصفة منتج الفيلم وموزعه المحلّي، بهدف توزيع الفيلم الذي يختاره الجمهور&في الصالات المصرية.

أما صُناع السينما فسيكون لهم حضور رئيسي ضمن أولويات المهرجان، من خلال إطلاق النسخة الأولى من أيام القاهرة السينمائية، المنصة التي تستمر خمسة أيام وفيها عدة أنشطة تهدف لدعم صناعة السينما في مصر والمنطقة العربية. نسخة جديدة من ملتقى القاهرة السينمائي تتنافس فيها مشروعات بمرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج على جوائز تتجاوز قيمتها 110 ألف دولار أمريكي، ومجموعة كبيرة من المحاضرات وحلقات النقاش ودروس السينما التي يلقيها خبراء المستوى الأول في العالم، بالإضافة إلى ما يتيحه المهرجان من تواصل وتشبيك بين صناع السينما المصريين والعرب، وأهم جهات الدعم والمهرجانات وصناع القرار السينمائي في العالم.

أربع مسابقات وجائزة جديدة
برنامج المهرجان هذا العام يضم مجموعة استثنائية من الأفلام المرتقبة، التي قامت سياسة اختيارها على الموازنة بين استقدام أكبر أفلام العام، التي تابع محبو السينما رحلتها في المهرجانات العالمية الكبرى وانتظروا عرضها في مصر، وبين أعمال جديدة لمخرجين صاعدين، يدعمهم مهرجان القاهرة السينمائي ويمنحهم فرصة لعرض أفلامهم في منصة مرموقة لجمهور كبير.

أربع مسابقات احتفظ بهم المهرجان في برنامجه الرسمي، تتقدمهم بالطبع المسابقة الدولية، التابعة للإتحاد الدولي للمنتجين (فياف)، والتي يتسابق فيها 16 فيلمًا جميعها تُعرض للمرة الأولى في مسابقة دولية لمهرجان من الفئة "أ" عالميًا، فـ16 فيلمًا ستشاهدها لجنة تحكيم عالمية يراسها المخرج الدنماركي الأبرز بيل أوجوست الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي مرتين، لتقرر اللجنة في النهاية من بينها أي الأفلام سيتوّج بالهرم الذهبي، أكبر جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ومسابقة آفاق السينما العربية تستمر في تقديم أحدث أعمال السينما في المنطقة، بعرض ثمانية أفلام جديدة، سبعة روائية وتسجيلي واحد، وفي مسابقة أسبوع النقاد وعلى مدار سبعة أيام تُعرض سبعة أفلام عمل أول وثاني مميزة، تُمثل في مجملها بانوراما مصغرة لأحوال السينما الشابة والمغايرة في العالم، بطيف كبير من أساليب السرد يجمع بينهم الجرأة والرغبة في التغيير والمستوى الفني المتميز، كذلك تعرض مسابقة سينما الغد مجموعة مختارة من 20 فيلمًا قصيرًا، تمثل الأصوات الناشئة الملفتة في كل قارات العالم، بأعمال قصيرة الزمن كبيرة التأثير تُمثل وحدها وجبة سينمائية ثرية يقدمها المهرجان للعام الخامس على التوالي بعد أعوام من الاقتصار على الأفلام الطويلة،&

أفلام من كل العالم
يفتتح المهرجان دورته الأربعين بعرض أحد أهم أفلام 2018 وهو "كتاب أخضر" للمخرج الأمريكي بيتر فاريلي، الفيلم الذي توّج بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو السينمائي، الفيلم من بطولة النجوم فيجو مورتينسين وماهرشالا علي وليندا كارديلليني، خارج المسابقات يُقدم مهرجان القاهرة مجموعة من برامج العروض التي تُثري الدورة وترفع من مستوى ترقب الجمهور، يتقدمها قسم الاختيار الرسمي خارج المسابقة، والذي يضم 12 فيلمًا من أهم أفلام العام، كذلك يستضيف المهرجان العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم المخرج المكسيكي ألفونسو كوران "روما"، فيلم شبكة نتفليكس الذي نال جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي واعتبره الكثير من النقاد أهم أفلام العام على الإطلاق.

في الدورة الأربعين يقدّم مهرجان القاهرة قسمًا جديدًا للمرة الأولى. هو قسم "عروض منتصف الليل"، فعلى مدار سبع ليالي في سينما الزمالك، وعندما يحل منتصف الليل، يُعرض فيلم جديد ينتمي لإحدى النوعيات المناسبة لهذا التوقيت: أفلام رعب وإثارة وتشويق وخيال علمي، واتجاه جديد من الأفلام يُضاف من أجل إثراء تجربة جمهور المهرجان، وفتح الباب أمام قطاعات جديدة من محبي السينما لحضور أنشطة مهرجان مدينتهم. من أبرز أفلام القسم "دشرة" للمخرج التونسي عبد الحميد بوشناق الذي اختير ليكون فيلم ختام أسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا، والفيلم الأميركي "المدمر" للمخرجة كارين كوساما الذي تلعب فيه النجمة نيكول كيدمان دورًا غير مسبوق.

احتفاء بالمرأة العربية والسينما الروسية
وإذا كان موضوع الجدل الرئيسي للسينما العالمية هذا العام هو التمثيل المتوازن بين الرجال والنساء في صناعة السينما، فإن إدارة مهرجان القاهرة قد رصدت الحقيقة المثيرة بكون المنطقة العربية هي إحدى المناطق القليلة في العالم التي يتحقق فيها هذا التوازن بشكل طبيعي ودون تعمد، لذلك فقد قرر المهرجان تخصيص برنامج ضمن برامجه هذا العام للاحتفاء بالمخرجات العربيات، عبر عرض 9 أفلام لمخرجات نلن حفاوة دولية خلال الأعوام الأخيرة، وتنظيم حلقة نقاشية حول عمل المرأة العربية في مجال الإخراج، تشارك فيها مخرجات البرنامج ومنهم الفلسطينية آن ماري جاسر، الجزائرية صوفيا جامه، التونسية كوثر بن هنية، والمصريتان هالة خليل وهالة لطفي.

ومثل كل عام، يُلقي المهرجان الضوء على إحدى صناعات السينما البارزة في العالم، والدور هذا العام يأتي على السينما الروسية الحديثة التي أخذت خطوات مشهودة في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي. فيعرض مهرجان القاهرة تسعة من أهم الأفلام الروسية الحديثة، ويستضيف وفدًا روسيًا رفيع المستوى يتحدث أفراده في جلسة نقاشية حول حال السينما الروسية المعاصرة والتجربة التي خاضتها نحو العالمية.

&



&

مئوية المهرجان
وبمناسبة حلول مئوية ميلاده في الأول من يناير 2019، يحتفي المهرجات بذكرى الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وذلك بعرضه نسخ رُممت حديثًا لأربعة من أهم الأفلام المأخوذة عن رواياته، وإصدار كتاب حول سينما إحسان عبد القدوس قام بإعداده الناقد سامح فتحي.&

احتفاء برموز سينمائية
كعادته يُكرم المهرجان في كل عام عددًا من رموز صناعة السينما في العالم، بمنحهم جائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، تقديرًا لهم على مسيرة حركوا فيها مشاعر وعقول الملايين، وأثروا الفن السابع بأعمال قيمة يذكرها الجميع، في الدورة الأربعين، يمنح مهرجان القاهرة جائزة فاتن حمامة التقديرية للنجم البريطاني رالف فاينز المرشح للأوسكار مرتين، بالإضافة لحصولة على جائزة البافتا وترشحه للجولدن جلوب ونيله عشرات الجوائز الأخرى. وهو يحلّ ضيفًا على مهرجان القاهرة ليتلقى التكريم ويعرض أحدث أفلامه مخرجًا وممثلًا "الغراب الأبيض".

جائزة فاتن حمامة التقديرية الثانية تذهب للفنان القدير حسن حسني، صاحب مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، قدّم خلالها مئات الأعمال التي لا تُنسى للسينما والمسرح والتلفزيون، وكان حضوره قاسمًا مشتركًا بين أفلام جيل من النجوم الشباب الذي أعادوا بريق وجماهيرية السينما المصرية. حسن حسني سيستلم تكريمه في افتتاح المهرجان، ويُصدر كتاباً عن أعماله من إعداد الناقد طارق الشناوي.

أما جائزة فاتن حمامة للتميز، والتي تمنح لفنانين في منتصف مسيرتهم الفنية حققوا إنجازًا إبداعيًا متميزًا، فيستلمها لأول مرة موسيقار هو الفنان هشام نزيه، صاحب البصمة المدهشة في عالم الموسيقى التصويرية، والذي تُشكل أعماله اتجاهًا مغايرًا في مجال الموسيقى الدرامية المصرية، لما فيه من خيال وحداثة واختلاف عن كافة المدارس الشائعة في هذا المجال على المستوى المحلي والأقليمي. لينضم هشام نزيه لقائمة النجوم المميزين الذين حصدوا هذه الجائزة منذ تأسيسها عام 2015: نيللي كريم وأحمد حلمي وماجد الكدواني.

المهرجان يحتفي بتاريخه
قام المهرجان بتكليف الباحث الشاب محب جميل، صاحب الإسهامات المتعددة في مجال التنقيب في التاريخ الفني، ليقوم بإعداد كتاب حول تاريخ المهرجان في دوراته السابقة، يستعرض أهم ما جرى على مدار 42 عامًا هي عمر المهرجان بالسنوات، ويجمع أهم البيانات الرئيسية التي تروي قصة مهرجان يرتبط تاريخه بتاريخ السينما المصرية والعربية، من جوائز وتكريمات ومطبوعات ولجان تحكيم وكل ما يتعلق بـ39 دورة سابقة من المهرجان.
كذلك تقوم خبيرة الأرشيف نانسي علي بإعداد معرضًا حول أربعينية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يُقدم لزواره بشكل معاصر وتفاعلي موجزًا قيمًا عن أهم المراحل في تاريخ المهرجان، والقيمة الفنية والثقافية والاجتماعية لحدث كان فريدًا من نوعه وقت انطلاقه، واستمر في فرادته رغم ظهور العديد من المنافسين عبر السنين.

لجان تحكيم عالمية
لجان تحكيم المسابقات:&يتقدمها المسابقة الدولية ورئيسها كما ذكرنا المخرج الدنماركي العالمي بيل أوجوست صاحب الأوسكار والسعفتين الذهبيتين، ومع الممثلة الكازاخية سامال يسلياموفا آخر من حصل على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان كان، المخرج الفلبيني بريانتي ميندوزا صاحب "كينتاي" الفائز بأحسن مخرج في مهرجان كان، الممثلة اللبنانية ديامان بو عبود الفائزة بأحسن ممثلة من مهرجان القاهرة في دورته الماضية، المنتج والكاتب الأرجنتيني المرشح للأوسكار خوان فيرا، النجمة البلجيكية ناتاشا رينييه التي جمعت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان وجوائز الفيلم الأوروبي وجوائز سيزار، المخرجة المصرية الحاصلة على الجوائز هالة خليل، المخرج الإيطالي فرانشيسكو مونزي الفائز بخمس جوائز مختلفة من مهرجان فينيسيا، والممثل التونسي صاحب الحضور البارز في السينما المصرية والعالمية ظافر العابدين.

لجنة تحكيم المسابقة العربية: تضم في عضويتها المخرج المصري النمساوي أبو بكر شوقي الذي تنافس فيلمه الأول "يوم الدين" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان الأخير، المخرج والمنتج السويدي الفلسطيني محمد قبلاوي مؤسس مهرجان مالمو أكبر مهرجان للسينما العربية خارج العالم العربي، بالإضافة إلى الممثلة التونسية عائشة بن أحمد.

لجنة تحكيم أسبوع النقاد:&تتقدمها الناقدة والكاتبة الأميركية آيمي نيكولسون التي تكتب بانتظام لأهم المطبوعات السينمائية في العالم والتي نشرت مجلة "كراسات السينما" الشهيرة كتابها الأول عن النجم توم كروز، المخرج المصري محمد حماد الذي نال فيلمه الأول "أخضر يابس" أكثر من 26 جائزة دولية بخلاف عمله السابق في النقد، والمغربي أحمد الحسني رئيس مهرجان تطوان للسينما المتوسطية ومدير مجلة "وشمة" السينمائية.

&لجنة تحكيم مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة: تتشكل من المخرج الجزائري كريم موساوي الحائز على جوائز عديدة في مجال الأفلام القصيرة والذي تنافس فيلمه الطويل الأول "طبيعة الحال" في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان، الممثلة المصرية ياسمين رئيس الفائزة بجائزة أحسن ممثلة من مهرجان دبي عن دورها في "فتاة المصنع"، والألمانية كاثي دي هان المحاضرة في جامعة ليبزيج والمنسقة السابقة لبرنامج مهرجان برلين للموهوبين.
يحسم اختيار جائزة أحسن فيلم عربي في المهرجان بشكل عام، الجائزة الجديدة في الدورة الأربعين، لجنة يتقدمها الناقد الألماني كلاوس إيدر السكرتير العام للإتحاد الدولي للنقاد (فيبريسى)، ومعه المخرجة المصرية الحاصلة على الجوائز أيتن أمين، والمنتج التونسي نديم شيخ روحه الذي تنافست أفلام من إنتاجه في مهرجانات العالم الثلاثة الكبرى.