"إيلاف" من القاهرة: تسيطر الضبابية على المشهد الدرامي الرمضاني المقبل لعدم استقرار غالبية شركات الإنتاج على الأعمال التي ستقدمها لهذا السباق&بالرغم من وجود معالجات درامية عديدة، نال بعضها موافقة&عدد من النجوم، وينتظر بعضها&المواقف النهائية. إلا أن&المؤكد حتى الآن هو وجود أقل من 10 أعمال درامية جرى الإتفاق عليها رغم تبقي أقل من 7 اشهر على بداية العرض الرمضاني الذي سجل قبل سنوات وجود أكثر من 50 مسلسل.

وسيشهد عام 2019 غياب العديد من النجوم عن الشاشات في رمضان لعدم توقيعهم على عقود أعمال درامية بسبب مخاوف المنتجين من عدم قدرة القنوات على السداد أو عدم امتلاك المنتجين القدرة على الدخول في مشاريع جديدة مع تأخر الحصول على أموالهم من القنوات التليفزيونية التي لم تنجح في تحصيل جميع عائداتها الإعلانية المتفق عليها خلال شهر رمضان الماضي.

والجدير ذكره، أن&ضبابية المشهد الدرامي الرمضاني ليست وليدة الصدفة، بل هي&نتاج سياسات استمرت لسنوات وأدت إلى تراجع الإنتاج&بالرغم من ظهور التيمات الدرامية الطويلة بالدراما المصرية. إلا أن الأزمة الحالية أصبحت تهدد الموسم الأهم إنتاجياً وتسويقياً وهو الموسم الرمضاني الذي ترتفع اسعار تسويق الأعمال فيه، بالإضافة إلى نسب المشاهدة الكبيرة التي تحُظى بها الأعمال خلاله.&"إيلاف" ترصد في التقرير التالي أبرز أسباب هذه الظاهرة:

الميزانيات&
تسببت الميزانيات الكبيرة للأعمال الفنية والأجور المبالغ فيها التي حصل عليها بعض النجوم في ارتفاع أسعار تسويق الأعمال الدرامية بصورةٍ غير مسبوقة، فتجاوزت عدد كبير من المسلسلات حاجز المائة مليون جنيه ومع تراجع الإعلانات ارتباطاً بتوسع الشركات في توجيه مزيد من الإعلانات لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وسحب شركات مهمة اعلاناتها بالكامل لتكون من خلال هذه المنصات وجدت القنوات نفسها عاجزة عن سداد القيمة التعاقدية التي التزمت بها مع المنتجين مما أدى إلى تعثر المنتجين في مشاريعهم الجديدة. خاصةً وأن هذا الأمر مستمر منذ سنوات، فبعض المنتجين لديهم مستحقات بالملايين لدى أكثر من قناة في مقابل عدد قليل من النجوم لم يحصلوا على باقي مستحقاتهم المالية الموقعة في العقود.

أزمة الاسعار المبالغ فيها انتبهت لها القنوات المختلفة مع بداية العام الجاري بعدما اتفق صنّاعها على أن يكون سقف شراء أي عمل درامي 70 مليون جنيه وأن لا تزيد ميزانية القناة الواحدة في خريطتها الرمضانية عن 220 مليون جنيه في محاولة لتقليل الخسائر وهو ما نجح بالفعل خلال رمضان الماضي بشكلٍ كبير، لكن أدى لتراجع أعداد الاعمال الدرامية التي عُرِضَت في شهر رمضان.
وهناك استثناءات قليلة خرجت من سقف الـ70 مليون جنيه ابرزها مسلسلي الفنانين عادل إمام ويحيي الفخراني حيث استفاد منتجيهما من التسويق الخليجي لتعويض الفارق بين كلفة الإنتاج وكلفة البيع الداخلي لهذه الأعمال خاصةً وأن إمام والفخراني يتقاضيان الأجور الأعلى في الدراما التليفزيونية.

انتهاء زمن التهافت&
استفاد الفنانون وصنّاع الأعمال الدرامية لفترة من تهافت القنوات الفضائية على شراء مسلسلات لبعض أسماء النجوم دون النظر إلى مضمونها وهو ما تسبب في حالة من المبالغة بالأسعار غير المنطقية لبعض الأعمال خاصةً الكوميدية ذات الميزانيات المحدودة، لكن هذا التهافت انتهى بشكلٍ كامل خلال العامين الأخيرين بعدما وقعت جميع المحطات التليفزيونية العاملة في السوق المصرية بمديونيات بنسب متفاوتة لصالح المنتجين، وبالتالي توقفت المزايدات غير المنطقية على شراء الأعمال.

توقف العقود المسبقة
توقفت شركات الانتاج عن إبرام العقود المسبقة مع النجوم بشكلٍ كبير، فغالبية التعاقدات التي جرى إبرامها خلال الفترة الماضية جاءت بعد فترة مفاوضات ولفنانين غالبيتهم غابوا عن السباق الرمضاني الماضي مثل هند صبري، أحمد السقا أو آخرين حققوا نجاحاً كبيراً مثل عادل إمام وياسر جلال. وهي ظاهرة لافتة خاصةً وان النجوم خلال السنوات الماضية كانوا يخرجون من شهر رمضان&بعقودٍ جديدة لرمضان التالي.

استحواذ سينرجي
خلال العامين الماضيين استحوذت شركة سينرجي على عملية الانتاج الدرامي الرمضاني بشكلٍ كبير، استحواذاً لم يكن فقط بإنتاج العدد الأكبر من المسلسلات الدرامية، ولكن بتقديم الأجور الأعلى للفنانين بغض النظر عن القيمة التسويقية لأعمالهم، والعائد من هذه الاعمال. وهو ما أدى لخسائر مالية دفعت الشركة لمراجعة سياستها خلال الفترة الماضية، وتقنين أوضاعها بعدما قضت بسبب غزارة إنتاجها وقدرتها على تسويقهم للفضائيات على عدد كبير من شركات الإنتاج التي لم تستطع الصمود في هذه السوق،&أو تراجع&انتاجاتها بشكلٍ كبير.

&



تغير خريطة القنوات
ساهمت التغيرات الأخيرة بملكية القنوات الفضائية بزيادة تعقيدات المشهد الإعلامي بصورةٍ كبيرة. خاصةً وأن القنوات الفضائية الخاصة التي يفُترَض أنها جهات العرض الرئيسية للأعمال الدرامية أصبحت غالبيتها تتبع شركة إعلام المصريين. سواء بشكلٍ كامل أو بعمليات استحواذ تمتلك إعلام المصريين فيها النسبة الغالبة من الاسهم، مثل شبكة قنوات سي بي سي، مع الأخذ في الاعتبار أن إعلام المصريين تمتلك من بين شركاتها "سينرجي للإنتاج&الفني"، وبالتالي ستكون الأولوية لأعمالها الخاصة بديلاً عن الشراء من المنتجين.