"إيلاف- المغرب" من مراكش:&بين قصر المؤتمرات وسينما كوليزي وساحة جامع الفنا ومتحف إيف سان لوران، تتواصل فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ17: أفلام من آفاق مختلفة اختيرت وبرمجت ضمن فقرات عديدة، لتلبي انتظارات متنوعة، فضلاً عن ورشات وتكريمات ومحادثات مع سينمائيين راكموا من التجارب والخبرات والاعترافات ما يكفي لكي يستمع إليهم ويتعلم منهم ويأخذ عنهم من هم في بداية الطريق.

&

&

دي نيرو وديل تورو
&أمس، في قاعة "السفراء"، تابع جمع غفير محادثتين مهمتين مع ممثل ومخرج: الأول هو الأميركي روبير دي نيرو، الذي سبق أن شغل جمهور المهرجان بحضوره في ثاني وثالث أيام التظاهرة، على نحو إيجابي؛ والثاني هو المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، الذي اشتهر، أكثر، بفيلمه الأخير (شكل الماء)، الذي رشح الفيلم لنيل 13 جائزة أوسكار، حاز منها أربعة ("أفضل مخرج" و"أفضل فيلم" و"أفضل ديكور" و"أفضل موسيقى")، كما حاز الأسد الذهبي في مهرجان البندقية في 2017. وحصد، أيضاً، 3 جوائز بافتا (جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام) في 2018 (أفضل إخراج، أفضل موسيقى وأفضل ديكور)، كما حصل على جائزة "غولدن غلوب" لـ"أفضــل مخرج". وهو فيلم يتناول قصة شابة خرساء تشتغل في مختبر حكومي سري، تسقط في حب مخلوق من الزواحف يعاني الأسـر.

&&

&روبن رايت
&ألغي حفل تكريم الممثلة الأميركية روبن رايت، التي اعتذرت عن الحضور إلى مراكش، مبررة ذلك بـ"التزامات مهنية طارئة". وجاء في رسالة اعتذارها، حسب إدارة المهرجان، قولها: "تأثرت كثيراً بتكريمي في مراكش. كنت متشوقة لاكتشاف مراكش، وملاقاة الجمهور وعشاق السينما في المغرب. لكن التزاماتي مهنية مستعجلة، لم تكن في الحسبان، جعلت كل ذلك مستحيلاً. شكرا للجميع".


&يسرا وسكورسيزي
&في جامع الفنا، كان جمهور فقرة أفلام الساحة مع عرض فيلمين: "إسكندرية كمان وكمان" و"كوندون". الأول من إخراج سينمائي متميز، هو المصري يوسف شاهين الذي لعب دور البطولة، أيضاً، في الفيلم إلى جانب الفنانة المصرية يسرا، دائمة الحضور فعاليات التظاهرة، والتي كانت حاضرة بين جمهور الساحة، في أمسية العرض. أما الثاني فمن إخراج الأميركي مارتن سكورسيزي، الذي كان حاضراً، هو الآخر، لملاقاة الجمهور المراكشي، بعد أن تسبق له ردد، في دورات سابقة، على ذات الساحة الشهيرة، بينها دورة 2007 حين عرض له فيلم "الطيار"، في حضور بطله ليوناردو دي كابريو.

&

&&

&

&ثور هائج
&يعتبر "الثور الهائج" (1980)، من إخراج مارتن سكورسيزي وبطولة روبير دي نيرو وجو بيسي وكاثي موريارتي وفرانك فانسن ونيكولاس كولاسانتو من بين أفضل الأفلام الأميركية على الإطلاق، إذ استخدم المخرج تصويراً بالأسود والأبيض المضيء، ومونتاجاً دقيقا جداً، بالإضافة إلى الأداء المبهر للممثل دي نيرو، ليرسم معالم سيرة الملاكم الشهير جاك لاموتا.

&بعد خسارته الأولى على الحلبة، تدخل حياة لاموتا، الشخصية والمهنية، في دوامة من العنف والخيانة والجريمة. ويبدو أنه كان بحاجة إلى أن يسقط إلى القاع قبل أن يُكَوّن السلام والسكينة. وقد كان أداء دي نيرو محورياً في الفيلم إذ جمع بين الغضب الداخلي وفقدان الثقة، والقوة البدنية المتفجرة، لتصوير روح مضطربة يائسة للتصالح مع عالم لا يرحم.

&يرى دي نيرو أن الجسد هو أداة الممثل. لذلك عمد طوال عدة أشهر إلى الصعود إلى حلبة الملاكمة لكيل الضربات وتلقيهـا بأكبر قدر ممكن من الواقعية من أجل "الثور الهائج". وعمل، أيضاَ، على زيادة وزنه بـ25 كيلوغراماً لكي يتمكن من تجسيد تراجع مستوى الملاكم الأسطوري.

&

&&

&

&ثلج أحمر
&على مستوى عروض الأفلام، تابع الجمهور دخول فيلمين غمار منافسات المسابقة الرسمية: "عاملة تنظيف داخلي" (المكسيك، الولايات المتحدة) من إخراج ليلا أفيليس وبطولة غابرييلا كارتول وتيريزا سانشيز وأوغوستينا كوينزي وكلمانتينا غوادارّاما؛ و"ثلج أحمر" (اليابان) من إخراج ساياكا كاي، وبطولة ماساتوشي ناكاسي وناهانا أراتا إيورا ويوي ناتسوكاوا وكويتشي ساتو.

&&

&

&للأطفال نصيب
&لتعريف الجمهور الناشئ بسحر السينما، دشن المهرجان، في دورة هذه السنة، فقرة مخصصة لتلاميذ المدارس، والجمهور الناشئ عموماً، تتضمن أفلام تحريك وأخرى كلاسيكية.

&بسينما "كوليزي"، كان موعد تلاميذ المدارس مع فيلم "البرج" (فرنسا السويد والنرويج) لمخرجه النرويجي ماتس غرورود. يحكي الفيلم قصة شيخ فلسطيني، يبلغ من العمر نحو 85 سنة، من بين أول اللاجئين الذين استقروا في مخيم برج البراجنة على المشارف الجنوبية لبيروت، والذي سيسلم حفيدته وردي مفتاح المنزل العائلي في الجليل الذي طرد منه في 1948. تشعر وردي بالقلق من أن جدها، ربما يكون تخلى عن أمل العودة إلى فلسطين، لتقوم بالتحري عن شيوخ وأفراد العائلة الذين يتوفرون على تاريخ يمكنها من فهم وجهة نظر جدها. وقد وظف المخرج دمية كلاسيكية ورسوم متحركة ثنائية الأبعاد وتسلسلات وثائقية ولقطات أرشيفية، ناقلا قصة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خلال عيون وردي، الشيء الذي يجعل من الفيلم عملا يحافظ على صراحة الطفل فيما يروي تاريخا قذراً من النزوح والظلم.

&&

&

&ورشات
&لدعم ومواكبة المخرجين الصاعدين بأفريقيا والشرق الأوسط، أعطيت انطلاقة برنامج جديد، تحت عنوان "ورشات الأطلس"، بمشاركة نحو 150 من محترفي السينما المغربية والعالمية.

&يقول المنظمون إن هذه الورشات ستشكل "منصة إبداعية ومهنية في خدمة المخرجين، وفضاء لتبادل الخبرات والتجارب بين المهنيين الدوليين ومواهب المنطقة، في الآن ذاته"، وأنها مبادرة تروم "مواكبة مشاريع الأفلام والأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، وتمكين المخرجين من تسريع إنتاج أعمالهم، ومنحهم معرفة أفضل بالسوق، وتعزيز شبكات علاقاتهم".

&واستهدفت الفقرة المخرجين الصاعدين بالمنطقة أثناء الإعداد لشريطهم الطويل الأول أو الثاني أو الثالث (روائي أو وثائقي)، سواء كان لديهم منتج أو لم يكن.

&ويعرف البرنامج مشاركة ثمانية مشاريع في طور الإعداد وستة أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، من تسعة بلدان، هي من المغرب وأفريقيا الجنوبية والموزمبيق والسينغال ولبنان وتنزانيا ومصر وروندا والجزائر. يتعلق الأمر، بالنسبة للمشاريع الثمانية في طور الإعداد، بأفلام "رهينة النهر" لـنيكولا سوالو سيسي من السينغال و"ملكات" لـياسمين بنكيران من المغرب و"النهر يصير أحمر" لـرامي كدية من لبنان و"فوتا نكوفوت" لأميل شيفجي من تنزانيا و"موسم البرقوق" لريم مجدي من المغرب و"المعذبون لا يبكون" لـفيصل بوليفة من المغرب و"لوندري" لـزامو مكاوانزي من أفريقيا الجنوبية و"الليالي مازالت تعبق برائحة البارود" لإنداليسو كوسا من الموزمبيق؛ وبالنسبة للستة التي توجد في مرحلة ما بعد الإنتاج: "كلم 60" لـحسن فرحاني من الجزائر،و"نساء الجناح ج" لـمحمد نضيف من المغرب، و"نحن من هناك" لـوسام طانيوس من لبنان ،و"اليوم الذي أكلت فيه السمكة" لعايدة الكاشف من مصر و"أوروبا" لـكيفو روهوراهوزا من روندا ،و"بعيد حيث أريد الذهاب" لـكريمة السعيدي من المغرب.

&

&

&ويستفيد المخرجون المعنيون من يوم كامل للاستشارة الفردية، على المقاس، مع مهنيين يقدمون لهم نظرتهم الفنية، وكذا رأي المنخرطين في الصناعة السينمائية، بحيث تأخذ المواكبة، في&الاعتبار، الحاجات الخاصة بكل مشروع، إخراجاً وإنتاجاً. أما المخرجون الذين بلغوا مرحلة ما بعد الإنتاج، فتنظم لهم لقاءات تشاورية مع متخصصين في المونتاج،وملحنين لموسيقى الأفلام، ومتخصصين دوليين في التسويق، وموزعين، وذوي الخبرة في اختيار الأفلام للمشاركة في المهرجانات.

&واختارت "ورشات الأطلس"، في دورة هذه السنة، تكريم موسيقى الأفلام، وذلك للتحسيس بأهمية الاشتغال على الموسيقى الخاصة بالصورة، وتشجيع المخرجين، الذين وقع عليهم الاختيار، على التفكير ملياً في الفضاء الموسيقي لأفلامهم، وكذا تحفيز التعاون المحلي في هذا الجانب، من خلال التعريف بملحنين موهوبين. كما تقوم الورشات ببحث مسألة توزيع الأفلام في المنطقة، على أن يتم، في نهاية الأشغال، توزيع جائزتين من طرف لجنتي تحكيم مكونتين من المهنيين، ويتعلق الأمر بجائزة التطوير وقيمتها 10 آلاف يورو لأفضل مشروع، وجائزة قيمتها 20 ألف يورو لأحد الأفلام التي بلغت مرحلة ما بعد الإنتاج.
&