مراكش: فجرت أمسية تكريم المخرج المغربي جيلالي فرحاتي مساء الاربعاء ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، دموع هذا المبدع المغربي، الذي تجمع الآراء على أنه يبقى واحداً من المؤسسين البارزين للسينما المغربية، ومن روادها الذين حاولوا منحها عمقاً مغربياً، بلمسة إنسانية تغرف مع أعماق المجتمع المغربي وقضاياه وانشغالاته.
&
دموع فرح

لم يستطع فرحاتي إخفاء دموع تأثره بعد أن وقف الحاضرون في أمسية تكريمه بقاعة "الوزراء" يصفقون اعترافاً بتجربته في وقت تعالت فيه زغاريد منحت اللحظة دفئاً مغربياً، قابلتها كلمة شاعرية قدم بها الناقد المغربي حمادي كيروم لتجربة ومسيرة فرحاتي، مشدداً على مكانته وإسهاماته على مستوى سينما مغربية أصيلة، متحدثاً عن مخرج نحت إيقاع أفلامه بدقات قلبه وبنفَسه، فخلق للسينما المغربية عرائسها وضفائرها وخيولها.
&
بين المسرح والسينما

قيمة فرحاتي السينمائية تبرز من معطى أن الجوائز التي فاز بها تفوق بأضعاف لائحة أفلامه، هو الذي ولد قبل 70 سنة بالخمسيات (وسط المغرب)، ونشأ في الشمال بطنجة، قبل أن يدرس الأدب وعلم الاجتماع في فرنسا، ويعشق المسرح، ثم السينما.

&

جيلالي فرحاتي رافعاً نجمة التكريم في مهرجان مراكش وإلى جانبه حمادي كروم


&
أفلام فرحاتي&

تضم فيلموغرافيا جيلالي فرحاتي "جرحة في الحائط" (1977) و"عرائس من قصب" (...) و"شاطئ الأطفال الضائعين" و"خيول الحظ" (1995) و"ضفائر" (2000) و"ذاكرة معتقلة" (2004) و"عند الفجر" (2010) و"سرير الأسرار" (2013) و"التمرد الأخير"(2018).

&

مشهد من "سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي
&


سرير الأسرار والتمرد الأخير

في إطار تكريم فرحاتي، برمج المنظمون فيلمين من إخراجه: "سرير الأسرار" و"التمرد الأخير". الأول من بطولة فاطمة الزهراء بناصر وماجدولين الإدريسي وراوية وغيثة بلخدير وحسناء طمطاوي ونرمين جبلي، وهو يحكي قصة امرأة شابة، تعمل مسؤولة عن دار للأيتام، يتم استدعاؤها في يوم من الأيام من قبل الشرطة لتحديد هوية جثة مجهولة. هذا اليوم سيكون مواجهة مؤلمة مع مدينة صغيرة، وماضيها وجميع الشخصيات التي تطاردها.

فيما يحكي "المتمرد الأخير"، من بطولة حكيم النوري وكنزة صالح الدين وفلورانس رامان رايس وفريد الركراكي ويونس بنشاقور وأحمد بلخضير، قصة أيمن، النحات البالغ من العمر 60 عامًا، الذي يلتقي وفاء، شابة في الخامسة والعشرين، تبحث عن شقيقها التائه. تتصاعد الأحداث، فيعيش أيمن تمزقاً بين هذا الحب المستحيل مع الشابة وعلاقته العميقة مع زوجته سهى، التي فقدت الذاكرة وتعيش في دار للعجزة، حيث ستوقظ قصة الحب هذه ألاما من الماضي الدفين.