"إيلاف" من بيروت:&جذبت مغنية الأوبرا هبة القواس&الوسط الموسيقي والنقّاد والجمهور الراقي إلى أعمال جديدة ومستعادة كانت هي نجمتها بإطلالةٍ ذات أبعاد ثلاثية بين الموسيقى والغناء وقيادة الأوركسترا. حيث قدمت&بين لبنان وروما، جزءاً من المثلّث الموسيقي، وهي تعمل راهناً على إنجاز القسم الأخير المتبقي والمتضمّن مفاجأة كبرى في مسيرتها الموسيقية.

&


&

مسارٌ غنائيّ موسيقيّ شكّل هوية القواس الفريدة والرائدة خصوصاً في الغناء الأوبرالي العربي الذي حملت رسالته مؤمنةً بقدرتها على إيصاله إلى الأذن الشرقية. فانتهجت نمطاً عالي&المستوى في التأليف الموسيقي السمفوني، وفي ألحانها المستمدة من ثقافتها الموسيقية "النخبوية"، كما اصطُلح على تسميتها. لذلك، برز تحدٍّ جديد أمامها لتمثِّل في مقاربة هذه النُخب على نحو مغاير، موسيقياً وشعرياً وغناءً، إيماناً منها بحقّ الجميع في الموسيقى من دون تصنيف وتأطير.

&



وتحمل&عود القواس المتوقعة في بداية العام&انعطافة محورية منتظَرة تبرز اختلافاً غنائياً من حيث اللحن والشعر والشكل الموسيقي، من دون المساس بجوهر موسيقاها، إنما عبر تبسيطه ليطال جميع الفئات العمرية والإجتماعية والموسيقية، في إطلالة عصرية مختلفة تلامس الذائقة الشبابية بأسلوب القواس الراقي من خلال أغنيتين جديدتين ستُعلِن عنهما قريباً لتخاطب عبرهما وجداناً فنّياً متعطشاً إلى أغنية راقية وتواكب الحداثة الفنية في الوقت نفسه.

&


ولقد وضعت&اللمسات التسجيلية الأخيرة على إحداها في استوديوهات "باركو ديللا موزيكا" في روما مع مهندس الصوت إيغور فيوريني وتمّ الماستر في "VDM ستوديو".
وفي روما أيضاً، وعلى مستوى كبير آخر، تجلّت هبة القواس في قيادتها "أوركسترا روما سمفونيتا" بأمسية موسيقية مبهرة. ثم قطعت رحلتها الى روما عائدة إلى لبنان لحضور عملها الموسيقي السمفوني ”بلوزيس رقم1" الذي عزفته الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة لبنان بعلبكي لمناسبة العيد المئوي لجمهورية رومانيا، في أمسية موسيقية أوركسترالية كبيرة في كاتدرائية القديس يوسف للآباء اليسوعيين، تضمّنت كونشرتو بيتهوفن للكمان عزفه بمهارة الروماني ريموس إزويتي، ورابسودي للمؤلف الروماني جورج أونيسكو إلى جانب مؤلَّف القواس.

&


الكلمة الإغريقية القديمة "بلوزيس" تعني الدفق، الطوفان والإبحار، ألّفتها القواس عام ٢٠٠٠ وعزفتها لاحقاً أوركسترات عالمية كثيرة منها "أوركسترا لندن" و"البولشوي" و"كراكوف" و"ترانسيلفانيا" و"اوكرانيا" و"القاهرة" وغيرها. كما عزفتها آنذاك الأوركسترا الفلهارمونية في لبنان بعرضها العالمي الأول بقيادة هاروت فازليان، لتعود وتعزفها الأوركسترا مجدداً في أمسية القديس يوسف بقيادة المايسترو بعلبكي، الذي عمل على الجرْس الموسيقي في المؤلَّف وإظهاره من خلال تصويتات الآلات الموسيقية في أداء أوركسترالي رائع.

&



والملفت حفاً هو أن تلقّي الحضور للقطعة الموسيقية كان مختلفاً بشكلٍ كبير عن تلقّيه في المرة الأولى عام 2000 من حيث الوعي الموسيقي والانسجام الفنّي والتفاعل المدرِك للمؤلَّف، في إشارة إيجابية إلى ارتقاء الذائقة اللبنانية للموسيقى الكلاسيكية على نحو تصاعدي لافت.
وإلى الذائقة الشبابية هذه المرة، تعود "القواس" بإطلالتها الجديدة في أغنيتين مرقّبتين عادت من أجل إحداهما إلى روما لاستكمال التسجيل والتصوير لإطلاقهما قريباً في مفاجأة فنية كبيرة.


&