"إيلاف- المغرب" من الرباط : تمكنت الممثلة المغربية سعاد خويي من فرض موهبتها واسمها ضمن كبار الفنانين المحترفين&بمشاركتها في العديد من الأعمال الناجحة والمتميزة التي بصمت المشهد الفني المغربي، إضافة إلى حرصها على اختيار الأدوار المختلفة والمتجددة التي تنال إعجاب وتقدير الجمهور.

&

&

وتقول في لقاء مع"إيلاف -المغرب" أنها غائبة عن المشهد الدرامي و السينمائي، لكنها في المقابل حاضرة في المسرح، بـ3 أعمال وبأدوار مختلفة. فهي الوحيدة في جيلها التي حرصت على الاستمرار فيه.

و حول سبب غيابها عن الأعمال الدرامية والسينمائية، تضيف: "الغياب لا يشملني فقط، هناك مجموعة من الفنانين يعانون من هذه المسألة، أغلبهم يشتكون مما آل إليه الوضع الفني الذي يتسم بالفوضى، وظهور موجة من عارضات الأزياء"المانوكان"التي تسجل حضورها، في المقابل هناك تقاعس من المسؤولين عن النهوض بالقطاع".

وترى الممثلة المغربية أن الوضع الراهن للفنانين يشعرهم أحياناً بلحظات يمتزج فيها اليأس بضغوطات سواء نفسية أو ناتجة عن أشياء تحدث حولهم، لكن ذلك لا يعني إقدام الفنان على الاعتزال لأنه في العموم لا يقدم عليه إلا عند حدوث طارئ صحي أو لأسباب قاهرة.

وحول رضاها عن مسارها الفني ومشاركتها في الماضي بأعمالٍ لم تكن مقتنعة بها، تقول:"أطمح دائماً للمزيد والأفضل، بتجسيد أدوار مختلفة لأطوّر إمكانياتي و ذاتي، لكن في غياب الأدوار، لا يتم الوصول لهذا الهدف. هناك أعمال لم أكن راضية عنها. أطلع على السيناريو لكني أتفاجأ بموضوع آخر لاحقاً.&وهو ما حصل معي في عمل فني واحد.
من جهة ثانية، هناك أعمال مهمة، بصمت مسيرتي و هي"الثمن" و"الساس" و"شجرة الزاوية" و"من دار لدار" التي كانت لها ردود إيجابية لدى الجمهور المغربي، فضلاً عن مشاركتي بأفلامٍ تلفزيونية و"سيتكوم" بأدوار مهمة، لكن يظل الممثل عموماً غير راض عن مسيرته لأنه يسعى دائما&للأفضل".

&

&

و عن عدم وجود أعمال جديدة تجمعها بفرقة المسرح الوطني التي قدمت بمعيتها مجموعة من الأعمال المسرحية الناجحة والمميزة، تؤكد أن المشهد الدرامي والمسرح المغربي يعانيان من مشكل غياب الورق، بوجود ناس يكتبون لأنفسهم، بخلاف تجربة الفرقة. حيث يقوم الفنان محمد الجم بالكتابة والتأليف، وفق رؤية فنية، تعكس قناعاتها و تركيبتها والشكل الذي تتبعه. و هو ما تمت بلورته في عملٍ جديد تأخر عرضه لظروف على أمل أن يكون متاحاً قريباً للجمهور.

و حول اعتبار فنانين مغاربة للمهرجانات كوسيلة لمحاربة "البطالة" التي يعيشونها، تقول خويي:"لا أدري، فأنا لم أحضر للمهرجانات الوطنية منذ سنتين بسبب عدم مشاركتي في أعمال جديدة. حضرت أخيراً مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف لكوني من المنظمين، وأيضاً مهرجان الإسكندرية مرتين متتاليتين. السنة الأولى ضمن لجنة التحكيم والثانية لوجود المغرب كضيف شرف، فضلاً عن تكريمي في لبنان. قد نصادف أحد المخرجين يتعجب من عدم الاشتغال معنا لكوننا فنانين موهوبين ومحترفين لكن في النهاية لا يحصل أي تعاون".

تربط هذه&"الفنانة المغربية" علاقة طيبة بأغلب خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لكن هناك مقربين كبشرى أهريش و جليلة التلمسي رغم أنهم ليسو من فوجها، أما فرقة المسرح الوطني فتعتبرها بيتها الثاني ومن المقربين بالنسبة لها، خاصة أنها أمضت معهم وقتا أكبر من ذلك الذي قضته برفقة أسرتها.
وترى "خويي" أنه من الضروري أن تأخذ الأجيال الجديدة فرصتها للظهور و إبراز مواهبها الفنية، من أجل خلافة الأجيال السابقة، فهي لن يكون بمقدورها تشخيص الأدوار الأولى دائما.

يضايقها النفاق الذي يشوب المشهد الفني بوجود ناس ليسوا خريجين لمعهد التمثيل ولا يملكون الموهبة التي تؤهلهم لدخول هذا المجال. وتقول:"نجد مخرجاً ما يقوم بتوظيف زوجته و منتجا ما يُقحم شخصاً بعيداً عن الفن. الميدان الفني أصبح في فوضى، لذا فالتكوين والمشاركة في ورشات ضروري إلى جانب الموهبة".

و حول محافظتها على جمالها ورشاقتها، تشير "خويي" إلى ضرورة التصالح مع النفس و نهج طقوس معينة، تشمل عدم السهر كثيرا و النوم مبكراً مع وجوب الحركة بشكلٍ كبير، إضافة إلى اهتمام الفنان بمظهره، بحيث لا يشترط أن يتبع آخر صيحات الموضة، لكن من الضروري أن يطل على الجمهور بشكلٍ جيد لأنه يمثل الوجه المشرّف لبلاده.